عدد زوجات الرسول

عدد زوجات الرسول
عدد زوجات الرسول

أمهات المؤمنين

مصطلح أم المؤمنين هو مصطلح إسلامي يطلع على زوجات رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد هذا المصطلح في القرآن كما جاء في سورة الأحزاب: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}[١]، ولهن فضل وميزة عن بقية نساء المسلمين كما ورد في القرآن الكريم في سورة الأحزاب: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}[٢]، وأثبت الحافظ عبد الرحيم العراقي وابن القيم الجوزية وغيرهما عدد النساء ممن عقد عليهن رسول الله صلى الله عليه وسلم القران ولكن لم يدخل بهن، فقال ابن القيم الجوزية: "وأما من خطبها ولم يتزوجها ومن وهبت نفسها له ولم يتزوجها فنحو أربع أو خمس، وقال بعضهم هن ثلاثون أمرأة وأهل العلم بسيرته وأحواله صلى الله عليه وسلم لا يعرفون هذا، بل ينكرون هذا الأمر والمعروف عندهم أنه بعث إلى الجونية ليتزوجها، فدخل عليها ليخطبها، فاستعاذت منه، فأعاذها ولم يتزوجها وكذلك الكلبية، وكذلك التي رأى بكشحها بياضًا، فلم يدخل بها، والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سورة من القرآن"، وقال المحفوظ عقد على سبعة ولم يدخل بهن.[٣]


عدد زوجات الرسول

ذكر في السنة النبوية بأن الرسول عليه الصلاة والسلام تزوج في حياته من إحدى عشرة زوجة، ويطلق عليهن أمهات المؤمنين، وهن:[٤][٥]

  • السيدة خديجة بنت خويلد: السيدة خديجة بنت خويلد واحدة من أعظم نساء مكة في الجاهلية والإسلام، وقد ولدت في العام الثامن والستين قبل الهجرة النبوية المباركة، وعرف عنها قوة العقل والحكمة كما عُرفت بالشرف والعزة والرفعة، وقد كان لقبها قبل الإسلام الطاهرة، وهي أول سيدة يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي، وتزوجت السيدة خديجة من الرسول صلى الله عليه وسلم لما عرفت عنه من أمانة وصدق ولُقب الرسول قبل نزول الوحي بالصادق الأمين، وبعد نزول الوحي وخلال الدعوة كانت مؤازرةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شيء، والعام التي توفيت فيه السيدة خديجة سمي بعام الحزن، وفي حياتها لم يتزوج الرسول عليه الصلاة والسلام من أي امرأة أخرى أثناء حياتها.
  • السيدة سودة بنت زعمة: وهي الزوجة الثانية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهر ما روي عنها أنها قالت: أود أن أحشر في زمرة أزواجك، وإني وهبت يومي لعائشة وإني لا أريد ما تريد النساء، وقد توفت في آخر عهد خليفة المؤمنين عمر بن الخطاب.
  • السيدة عائشة بنت أبي بكر: السيدة عائشة هي الزوجة الثالثة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي ابنة أبي بكر الصديق خليفة رسول الله وصاحبه الأمين على مدى الدعوة الإسلامية كاملة، وكانت السيدة عائشة مصدرًا هامًا لنقل مواقف الرسول عليه الصلاة والسلام وأحاديثه وحياته إلى المسلمين، فقد روي عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنه قال: [أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت: من الرجال؟ فقال: أبوها][٦].
  • السيدة حفصة بنت عمر: وهي ابنة خليفة رسول الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعرف عنها الحكمة ورجاحة الرأي، وكانت هي أول من يحتفظ بنسخة من القرآن الكريم في بيتها، وقد تزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام بعد وفاة زوجها الصحابي خنيس بن حذافة السهمي بعد أن شهد غزوة بدر أولى غزوات الإسلام.
  • زينب بنت خزيمة: وهي زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من قبيلة هلال بن عامر، تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة الثالثة للهجرة، لكن توفيت بعد شهرين من زواجها رضي الله عنها.
  • أم سلمة: وهي بنت أمية المخزومية، وتزوجها الرسول عليه الصلاة والسلام بعد وفاة زوجها الصحابي أبي سلمة - رضوان الله عليه- ويذكر بأنها توفيت في سنة 61 للهجرة.
  • زينب بنت جحش: وهي ابنة أميمة عمة النبي -عليه الصلاة والسلام- وهي زينب بنت جحش بن أسد من بني خزيمة، وقد تزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد طلاقها من الصحابي زيد بن حارثة -رضي الله عنه- وتوفيت في عام واحد وعشرين للهجرة.
  • جويرية بنت الحارث: هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن بني المصطلق، وتزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما كانت أسيرة في غزوة بني المصطلق، وعرض عليها الزواج لعتق رقبتها، وتوفيت في عام 56 للهجرة.
  • أم حبيبة بنت أبي سفيان: وهي رملة بنت أبي سفيان أخوها الخليفة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنها-، وتزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد وفاة زوجها الصحابي عبيد الله بن جحش الذي توفي في أرض الحبشة، وتوفيت في سنة أربع وأربعين للهجرة.
  • صفية بنت حيي بن أخطب: هي ابنة سيد بني النضير، وتزوجها الرسول -عليه الصلاة والسلام- عندما أعتقها من أسرها في أحداث غزوة بني النضير.
  • ميمونة بنت الحارث: تزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام- في مكة المكرمة بعدما تحلل من عمرة القضاء.


سراري النبي

كان للرسول محمد صلى الله عليه وسلم سراريتان، وهما:[٧]

  • ريحانة بنت زيد بن عمرو: وكانت من سبي بني قريظة، فأسلمت، وبعد ذلك تسرى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المحرم سنة ست، توفيت بعد عودته من حجة الوداع في السنة 10 للهجرة.
  • مارية القبطية: أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية، فأسلمت، وبعد ذلك تسرى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة للهجرة، وولدت له إبراهيم عليه السلام، وتوفيت في السنة 16 للهجرة.


الحكمة من تعدد زوجات الرسول

لقد اختص الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بخصائص على غيره من البشر، إظهارًا لقدره وإعلاءً لمرتبته وشأنه، ومن هذه الخصائص تعدد زوجاته، فقد أباح الله عز وجل له الزواج بأكثر من أربعة، وقال الشافعي: "دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبينة عن الله أنه لا يجوز لأحد غير رسول الله أن يجمع بين أكثر من أربع من النسوة"، وهذا الحكم انفرد به رسول الله دون غيره لأنه صلى الله عليه وسلم معصوم من الجور الذي يقع به غيره، وغير ذلك لتحقيق أهداف وحكم هامة، فلم يكن الهدف منها التمتع وإشباع الشهوة، ففي زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن الكثير من الحكم التشريعية والإنسانية والتعليمية، بالإضافة لما يصب بمصلحة الدعوة وتبليغ الرسالة، فقد حرص في بعضها صلى الله عليه وسلم توثيق الروابط بين الإسلام وبعض القبائل كما حدث عندما تزوج من السيدة جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق، والذي كان بسببه إسلام جميع قبيلتها، وزواجه من السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب، وفي بعض زيجاته عليه الصلاة والسلام تكريمًا لأرامل الشهداء الذين ماتوا في الحبشة أو استشهدوا من أجل الدعوة في سبيل الله، وتركوا أرامل لا يستطعن تحمل أثقال الحياة وأعبائها وحدهن؛ مثل السيدة أم سلمة، والسيدة زينب بنت خزيمة، والسيدة سودة بنت زمعة.

ومنه من كان زواجًا تشريعيًا لهدم نظام التبني الذي كان موجودًا عند العرب كزواجه من السيدة زينب بنت جحش، ومنها توثيق أواصر الترابط بين صاحبيه أبي بكر وعمر بن الخطاب، كزواجه عليه السلام من السيدة عائشة بنت أبي بكر والسيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهم، وأمر آخر هام هو أن الإسلام الذي هو خاتم الأديان، لذلك فهو بحاجة إلى من يبلغ أحكامه الشرعية الخاصة بالنساء وهي كثيرة، وزوجة واحدة لا تستطيع تحمل هذا العبء وحدها، وقد ذكر رواة السنة أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم روين عنه أكثر من ثلاثة آلاف حديث.[٨]


محمد صلى الله عليه وسلم

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، ولد في 12 ربيع الأول من عام الفيل وهو العام الذي يوافق 571 بالتاريخ الميلادي، عاش يتيم الأب والأم فقد توفي أبوه عبدالله قبل ولادته، وقيل بل بعدها بشهرين، أما أمه آمنة بنت عبد مناف فقد فارقته وهو ابن 6 سنوات، وعليه كفله جده لأبيه عبدالمطلب ثم عمه أبو طالب، ويعود نسبه صلى الله عليه وسلم إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وهو من قبيلة قريش، وقد مدح الله جل وعلا أخلاقه في كتاب يتلى إلى يوم القيامة، فقال جل وعلا: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}[٩]، وقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[١٠]، وسنتحدث في هذا المقال عن عدد زوجات الرسول بشيء من التفصيل، ثم عدد أبنائه من الذكور والإناث.[١١][١٢]


عدد أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم

أنجب النبي صلى الله عليه وسلم كلّ أولاده ذكورًا وإناثًا من زوجته خديجة عدا إبراهيم فقد ولدته ماريا القبطية، أما أسماء أولاده فهي:[١٣]

  • الأبناء الذكور: ماتوا جميعهم وهم صغار، وهم على الترتيب:
    • القاسم: هو أول أبنائه وكان يكنى به، رزق به قبل النبوة، وقد مات عن عمر 17 شهرًا.
    • عبد الله: من ألقابه الطيب والطاهر، وقد اختلف العلماء في ميلاده قبل النبوة أم بعدها، لكنهم رجحوا الأخيرة.
    • إبراهيم: ولد سنة 8 هجرية، مات وهو رضيع.
  • البنات الإناث: وهن:
    • زينب: ولدت سنة 30 هجرية، زوجها ابن خالتها أبي العاص بن الربيع، بُشر النبي بالنبوة فآمن به ولم يؤمن زوجها بل بقي على شركه فعاش كل منهما على دينه، حاول قومه إغرائه بالزواج على زينب من امرأة من دينه لكنه رفض، وكانت رضي الله عنها وفية للزواج فلما أسِر بن العاص في غزوة بدر افتدته بقلادة كانت قد أهدتها لها أمها في يوم زفافها، وقد رق قلب النبي عليها فطلب من المسلمين أن يردوا عليها قلادتها وزجها إذا أرادوا ففعلوا، وبعد الحادثة نزلت آيات تحرم زواج المشرك من المسلمة فطلب النبي من زوجها أن تهاجر معه إلى المدينة، وهكذا حتى أسلم زوجها سنة 6 هجرية، توفيت سنة 8 هجرية بعد أن أنجبت علي وأمامة.
    • رقية: ولدت سنة 33 زوجها الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان، كانت متزوجة من عتبة بن أبي لهب ولم يدخل بها، توفيت في مرضها إبان أحداث غزوة بدر، فلم تكن بشرى النصر بالغزوة ذات فرحة عارمة، أنجبت عبد الله لكنه مات بعمر 6 سنوات.
    • أم كلثوم: قيل أن اسمها غير معروف، وأم كلثوم هي كنيتها، زوجها عثمان بن عفان أيضًا فقد تزوجها بعد وفاة رقية، توفيت سنة 9 هجرية ولم تنجب.
    • فاطمة: هي أصغر بنات النبي، زوجها الخليفة الراشدي الرابع علي بن أبي طالب، أنجبت الحسن والحسين والمحسن، وعاش الأول والثاني بينما مات الثالث صغيرًا، ومن الإناث كان لها زينت وأم كلثوم، توفيت بعد وفاة النبي بنحو 6 أشهر فكانت أول آل بيته لحاقًا به.


المراجع

  1. سورة الأحزاب، آية: 6.
  2. سورة الأحزاب، آية: 32.
  3. "أمهات المؤمنين"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-1. بتصرّف.
  4. "عدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأولاده رابط المادة: http://iswy.co/e3tis"، islamway، 2008-3-18، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-4. بتصرّف.
  5. yassmin yassin، "4 من اسماء زوجات الرسول"، edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-1. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم: 3662، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  7. "أمهات المؤمنين رضي الله عنهن"، alukah، 2013-7-2، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-1. بتصرّف.
  8. "أمهات المؤمنين"، dar-alifta، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-2. بتصرّف.
  9. سورة القلم، آية: 4.
  10. سورة الأحزاب، آية: 33.
  11. "معلومات عن محمد رسول الله"، المرسال، 15-11-2018، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019.
  12. "متى ولد الرسول؟ ومتى مات والده؟ وهل رضع من أمه؟"، طريق الإسلام، 7-6-2007، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.
  13. أ. صالح الشامي (7-11-2016)، "أولاد وبنات النبي صلى الله عليه وسلم"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :