ما هي اهمية الحديث النبوي في الاسلام

ما هي اهمية الحديث النبوي في الاسلام
ما هي اهمية الحديث النبوي في الاسلام

الحديث النبوي

قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى}،[١] إنّ الحديث النبوي الشريف وحي من الله، فما هو الحديث النبوي؟، إنّ الحديث في لغتا هو الجديد من الأشياء نقيض القديم، ويطلق على الكلام قليله وكثيره، لأنّه يحدث ويتجدد شيئا فشيئا، وجمعه أحاديث.

أمّا الحديث اصطلاحا فهو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير أو وصف خَلْقي أو خُلُقي، والتقرير هو أن يقول أحد أمام النبي عليه السلام قولًا أو يفعل فعلًا فلا ينكره عليه النبي، أو لا يكون أمامه ولكن يبلغه فيسكت عليه، فسكوت النبي هذا تقرير له يكتسب به صفة الشرعية.

أمّا صفاته الخَلقِيَّة فهي مثل ما ورد في الأحاديث من كون النبي أبيض الوجه مشربًا بحمرة ونحو ذلك، وأمّا صفاته الخُلُقيَّة فهو كما ثبت عن النبي أنه كان أجود الناس وأشجع الناس ونحو ذلك، والحديث بهذا المعنى خاص بالمرفوع إلى النبي عليه السلام، ومن العلماء من يدخل في تعريف الحديث أقوال الصحابة والتابعين وأفعالهم.[٢]


أهمية الحديث النبوي في الإسلام

ظهرت أهمية الأحاديث النبوية في ديننا الإسلامي، من خلال علاقتها المترابطة مع القرآن الكريم، في تعليمنا جميع أمور ديننا، وتتلخص أهمية الأحاديث النبوية من خلال وظيفتها مع القرآن الكريم، الوظيفة الأولى هي الإعلام ببعض التشريعات التي لم يرد فيها نص في القران، والتي تتم بها الشريعة ويتكامل بها الدين الإسلامي.

أمّا الوظيفة الثانية هي تيسير فهم القرآن ببيان آياته وتوضيح غاياته وتحديد مفاهيمه وتفسير أحكامه، فللحديث دوره في الإعلام ببعض التشريعات وفي إتمام الرسالة الإسلامية، وتعد السنة النبوية التي أوحى الله بها وبلغها لنا النبي عليه السلام بحديثه القولي وتطبيقه العملي وسلوكه الرائد مماثلة للقران، قال رسول الله: [ألا إنِّي أوتيتُ الكتابَ ومثلَهُ معهُ]،[٣].

وتتماثل مع القرآن في أمرين الأول كونها وحي من الله، والثاني أنّ اتباعها واجب، فإذا ما جاء تحريم أو تحليل أو نهي أو أمر في حديث من أحاديث النبي، فإنّه يؤخذ به كما يؤخذ بالقرآن، ففي الأحاديث النبوي نرى تشريع الرسول لأمور لم ترد في القرآن، فقد وردت الكثير من الأحكام التشريعية في الأحاديث النبوي لم ترد في القرآن، فترى الأحاديث هنا لعبت دور رئيسيًا في إتمام الرسالة الإسلامية، كما وجاءت السنة النبوية في دور المستكمل للمنهج المستوعب للجزئيات، فيُتِمَّ مع القرآن، الإسلام الذي ارتضاه الله للإنسانية دينًا ومنهجًا، كما يعتمد على الأحاديث النبوية في فهم القرآن الكريم.[٤]


أنواع الأحاديث وتعريفها

يقسم الحديث النبوي إلى عدة أنواع، وقد اعتمد العلماء في تقسيم الأحاديث إلى عدة أمور، ومن أنواع الأحاديث ما يأتي:[٥]

  • أنواع الحديث من حيث الثبوت: ينقسم الحديث باعتبار وصوله إلينا إلى ثلاث أنواع :
    • الحديث المتواتر : وهو الحديث الذي رواه جمع ما رواه جمع، تحيل العادة تواطأهم علىالكذب، عن مثلهم من أول السند إلى منتهاه، ويقسم الحديث المتواتر إلى متواتر لفظي، وهو المتواتر لفظه ومعناه، ومتواتر معنوي وهو ما اتفق نقله على معناه من غير مطابقة في اللفظ.
    • الحديث المشهور : وهو الحديث الذي رواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة من طبقات السند، ما لم يبلغ حد التواتر.
    • خبر الاحاد : وهو ما رواه الواحد أو الاثنان فأكثر مما تتوافر فيه شروط المشهور أو المتواتر.
  • أنواع الحديث من حيث القبول و الرد : وقد اصطلح العلماء على تقسيم الحديث إلى مقبول يعمل به، وغير مقبول لا يعمل به، وأنواعه هي :
    • الحديث الصحيح : وهو الحديث الذي ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، وشروط الحديث الصحيح هي اتصال السند وعدالة الرواة وضبط الرواة وعدم الشذوذ وعدم العلة، ومثال عليه كل الأحاديث التي وردت في صحيح بخاري ومسلم .
    • الحديث الحسن: وهو الحديث الذي اتصل سنده، بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه، من غير شذوذ ولا علة، وشروط الحديث الحسن هي نفس شروط الحديث الصحيح ما عدا خفة الضبط في الحسن.
    • الحديث الضعيف: وهو الحديث الذي لم تجتمع فيه صفة الحديث الصحيح والحسن، ويكون ذلك إمّا بعدم اتصال السند، أو لعلة أخرى مثل اضطراب المتن وغيره، وقد أجمع العلماء على العمل بالحديث الصحيح والحسن، واختلفوا في رواية الضعيف والعمل به.


علم الحديث

علم الحديث هو واحد من أفضل العلوم الفاضلة، وأنفع الفنون النافعة، كان شأن هذا العلم عظيما في ما مضى، فلقد اهتم به العلماء أشد اهتمام، فهو علم واسع كثيرةٌ متعلقاتِه، وقد قسم العلماء علم الحديث إلى قسمين علم الحديث رواية، وعلم الحديث دراية:[٦][٧]

  • علم الحديث رواية : وهو العلم الذي يشتمل على أقوال وأفعال وتقرير وصفات النبي عليه السلام، وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها، وهذا العلم يبحث عن رواية الأحاديث وضبطها ودراسة أسانيدها، ومعرفة حال كل حديث من حيث القبول والرد، ومعرفة شرح الحديث ومعناه وما يستنبط منه من الفوائد، وتوجد العديد من الكتب في هذا القسم من علم الحديث وهي؛ صحيح البخاري وصحيح مسلم والسنن الأربعة والمسانيد والمعاجم والأجزاء الحديثية، ويندرج تحت علم الحديث رواية عدة أصناف من علوم الحديث منها؛ الحديث المرفوع، والموقوف، والمقطوع، وغريب الحديث، ومختلف الحديث، وغيرها.
  • علم الحديث دراية : ويسمى هذا العلم أيضا مصطلح الحديث أو أصول الحديث أو علوم الحديث، وهو العلم بقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد، أو القواعد المعرفة بحال الراوي والمروي، وهو علم يوصل إلى معرفة المقبول من المردود عمومًا، أي بوضع قواعد عامة، أمّا علم رواية الحديث، فإنّه يبحث في هذا الحديث المعين الذي تريده، فيتبين بتطبيق تلك القواعد أن الحديث مقبول أو مردود، وتُضبط روايته وشرحه، ويُبحث فيه بحثًا جزئيًا تطبيقيًا، ويندرج تحت هذا القسم من علم الحديث عدة أنواع من العلوم؛ علم الرجال، وتواريخ الرواة، وعلم الجرح، والتعديل، وغيرها.


مَعْلُومَة

إذا كُنتَ لا تٌفرّق بين الحديث النّبوي والحديث القُدسي، فإننا سنوضح لك تعريف كل واحد منهما:[٨][٩]

  • الحديث القدسي: هو ما ينقله الرسول عن الله من غير القرآن، ولكن ليس له حكم القران من حيث الإعجاز والقراءة في الصلاة وأن لا يُمس إلّا بطهارة، والحديث القدسي ليس متعبدًا بتلاوته، ولكن له حكم كلام الله.
  • الحديث النبوي: وهو كلام النبي الذي يثبت عنه ولكن لا ينسبه إلا الله، ويقال له سنة أو كلام النبي، وهو حجة وواجب الاتباع، وهو أيضًا شرع الله تعالى.


المراجع

  1. سورة النجم، آية: 3-4.
  2. "في معنى " الحديث " لغة واصطلاحا وما يتصل به"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-21. بتصرّف.
  3. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم: 4604 ، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  4. "الحديث النبوي والقرآن الكريم"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-21. بتصرّف.
  5. "أنواع الحديث الشريف من حيث الثبوت والقبول والرد "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2020. بتصرّف.
  6. "علم الحديث.. رواية ودراية"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-22. بتصرّف.
  7. "المقصود من تقسيم علم الحديث إلى رواية ودراية"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-22. بتصرّف.
  8. "الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-22. بتصرّف.
  9. "الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي"، alfawzan، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-22. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :