خطوات صلاة الفجر

خطوات صلاة الفجر
خطوات صلاة الفجر

الصلاة

فرض الله سبحانه وتعالى خمس صلوات على عباده في اليوم، والصلاة شأنها كبير عند الله سبحانه وتعالى، وتَركُها من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وإثم تركها أعظم من أي ذنب قد يرتكبه المسلم في حياته وأعظم حتى من قتل النفس أو الزنا أو شرب الخمر وذلك بإجماع علماء المسلمين، وقد عدّ الرسول صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة كفر بالله كما جاء في الحديث النبوي الشريف: [العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ فمن تركها فقد كفرَ][١]، وقد حذّر الرسول عليه الصلاة والسلام في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة من خطورة تركها، إذ إنها أول عمل من الأعمال التي يحاسب عليها العبد يوم القيامة، فإذا صلحت صلاته صلح عمله، وإذا فسدت صلاته فسد عمله كما جاء في حديث الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه فإن صلحت فقد أفلحَ وأنجحَ وإن فسدت فقد خابَ وخسرَ فإن انتقصَ من فريضة شيئًا قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالى انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فيُكمَّلَ بِها ما أنتقصَ منَ الفريضةِ ثمَّ يَكونُ سائرُ عملِه علَى ذلِك].[٢].</ref>[٣]


خطوات صلاة الفجر

تعد صلاة الفجر ركعتي سنة وركعتي فرض، وتختلف عن بقية الصلوات بأن المؤذن يؤذن لها آذانين، الآذان الأول للتنبيه والآذان الثاني للصلاة، وفيما يأتي توضيح لخطوات صلاة الفجر:[٤]

  • استحضار النية: فالنيّة هي أول وأهم خطوات الصلاة التي ينوي المصلي صلاتها.
  • تكبيرة الإحرام: يقف المسلم للصلاة ويرفع يديه حذو منكبيه لكي تحاذي أطراف أصابعه أعلى أذنيه قائلًا الله أكبر، ثم يضع يده اليمنى فوق يده اليسرى ويقرأ دعاء الاستفتاح الذي له العديد من الصيغ منها قول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: بعد قراءة دعاء الاستفتاح يستعيذ المصلّي من الشيطان الرجيم سرًّا فقط في الركعة الأولى.
  • قراءة الفاتحة: وما تيسّر من القرآن الكريم، إذ لا تصح صلاة المسلم دون قراءة الفاتحة.
  • الركوع: يكبّر المسلم ويرفع يديه حذو منكبيه ثم يركع قائلًا سبحان ربي العظيم 3 مرات، ثم يرفع معتدلًا قائلًا سمع الله لمن حمده مع رفع اليدين حذو المنكبين.
  • السجود: يكبّر المسلم للسجود ثم يسجد بإطمئنان قائلًا سبحان ربي الأعلى 3 مرات، ثم يكبّر المسلم قائلًا الله أكبر ويرفع رأسه جالسًا ويطمئن في جلوسه، ويدعو المصلّي بين السجدتين بأحد الدعائين "ربّ اغفر لي" أو اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني"، ثم يكبّر للسجدة الثانية ويسجد قائلًا الله أكبر سبحان ربي الأعلى 3 مرات.
  • الوقوف للركعة الثانية: يقف المسلم ويقول الله أكبر دون رفع يديه لتأدية الركعة الثانية، ويعيد في الركعة الثانية ما فعله في الركعة الأولى.
  • التشهد والصلاة الإبراهيميّة: بعد تمام الركعة الثانية يجلس المسلم ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى ويشير بالسبابة ويقرأ التشهّد وهو التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم يقرأ الصلاة الإبراهيميّة وهي: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، ويدعو بأي دعاء من الأدعية المأثورة عن النبي أو أي دعاء يريده لأن الدعاء بعد الصلاة الإبراهيميّة من الأمور المستحبة وهي من الأدعية المستجابة، ومن الأدعية التي يستحب دعاؤها ما رواه أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [إذا فرغ أحدُكم من التشهدِ الأخيرِ فلْيتعوذْ باللهِ من أربعٍ؛ يقولُ: اللهمَّ إني أعوذُ بك من عذابِ جهنمَ، ومن عذابِ القبرِ، ومن فتنةِ المحيا والمماتِ ومن شرِّ فتنةِ المسيحِ الدجَّالِ][٥].
  • التسليم: بعد الانتهاء من قراءة التشهّد والصلاة الإبراهيميّة يسلم المسلم عن يمينه قائلًا السلام عليكم ورحمة الله ثم يسلّم عن يساره قائلًا السلام عليكم ورحمة الله، وفي ركعتي السنة ينوي صلاة ركعتي السنة ثم يُعيد ما فعله في ركعتي الفرض، ولكن يقرأ الفاتحة فقط دون سورة قصيرة، ويعيد ما فعله في ركعتي الفرض دون زيادة أو نقصان.


حكم الصلاة

تعد الصلاة أهم ركن من أركان الإسلام، وهي الركن الثاني بعد الشهادتين، وعامود الإسلام وقوامه، وقد فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة في السموات العُلى ليلة الإسراء والمعراج على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دون أي واسطة من أحد، وقد كانت في البداية 50 صلاةً في اليوم، ثم خفف الله سبحانه وتعالى عن عباده وأصبحت الصلاة خمسة فروض يوميًا، وقد دلّ على فرضية الصلاة الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة والآيات القرآنية الكريمة فقد قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [٦]، وقد أجمع العلماء بأن جاحد الصلوات أو أي صلاة من الصلوات الخمس هو كافر ومرتد عن الإسلام ويُستباح دمه إلاّ أن يتوب عن ذلك، والصلاة هي فرض على كل مسلم بالغ عاقل راشد سواءً كان ذكرًا أم أنثى، والمقصود بالبلوغ هو إتمام الخامسة عشر من العمر وإنزال المني بشهوة وإنبات شعر العانة للرجل والمرأة، وتزيد علامة من علامات البلوغ عند المرأة وهي الحيض، أما العاقل فضده المجنون الذي لا يميّز بين الصواب والخطأ أو المرأة والرجل كبيري السن اللذين وصل بهما الكِبر لحدّ عدم القدرة على التمييز، لذلك تسقط الصلاة عنهم لعدم وجود العقل. [٧]


شروط الصلاة

تنقسم شروط صحة الصلاة لقسمين هما؛ شروط الصلاة والتكليف وهي البلوغ والإسلام والعقل والطهارة، أما شروط صحة الصلاة وآدائها فهي على النحو الآتي: [٨]

  • الطهارة عن الحدث: إذ لا تصح صلاة المسلم دون طهارة، وتشمل التطهّر من الحدث الأكبر وهو الجنابة، ومن الحدث الأصغر وهو إخراج الريح.
  • الطهارة عن النجاسة: وتشمل طهارة البدن وطهارة الثوب وطهارة المكان، وتشمل طهارة البدن إزالة كل نجاسة عنه من دم أو بول أو أي نجاسة أخرى، أما طهارة الثوب فقد ثبت لصحة الصلاة ضرورة طهارة الثوب من أي موضع نجاسة عن طريق غسل الثوب حتى يضمن الشخص صحة صلاته، وطهارة المكان المقصود بها طهارة الحيّز الذي يشغله المسلم في صلاته من مكان وقوفه إلى مكان ركوعه وسجوده وكل ما يلامس بدنه أثناء الصلاة، وإذا عرف المصلي مكان النجاسة على الأرض يجب أن يتجنّب الصلاة فيه.
  • العِلم بدخول وقت الصلاة: فلا تصح صلاة المسلم قبل الآذان، ومن أهم شروط الصلاة دخول وقتها عن طريق سماع المؤذن ينادي للصلاة، والصلاة هي فريضة محددة بأوقات معينة لا يجوز الصلاة إلا بها.
  • سِتر العورة: وهي كل ما يحرم النظر إليه ويجب تغطيته، ويشترط لصحة الصلاة ستر العورة سواءً كان المصلي رجلًا أو امرأةً وسواءً صلى وحده أو مع جماعة، وعورة الرجل من السرّة إلى الركبة، أما عورة المرأة فجسدها كاملًا ما عدا الوجه والكفين.
  • استقبال القِبلة: فالقِبلة شرط من شروط صحة الصلاة، والمراد بالقِبلة هي الكعبة المشرفة ودليل ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: {فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} [٩] والمقصود بالمسجد الحرام الكعبة المشرفة.


المراجع

  1. رواه ابن العربي، في العواصم من القواصم، عن -، الصفحة أو الرقم: 262، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  2. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 413، خلاصة حكم المحدث:صحيح.
  3. "أهمية الصلاة وخطورة تركها"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 19-1-2020. بتصرّف.
  4. د.حسين وليد، "كيف نصلى الصلوات الخمس تفصيلين"، fatawah، اطّلع عليه بتاريخ 19-1-2020. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 699، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  6. سورة النساء، آية: 103.
  7. محمد بن صالح العثيمين "ما حكم الصلاة؟ وعلى من تجب؟ "، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 19-1-2020. بتصرّف.
  8. " شروط الصلاة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 19-1-2020. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية: 150.

فيديو ذو صلة :