محتويات
الغسل من الجنابة
تعد الطهارة جزءًا لا يتجزء من ديننا الإسلامي؛ فالإسلام دين طهارة وعفة وهنالك الكثير من النصوص الشرعية التي توجه المسلم للطهارة وتحثه عليها، وجعل الله غسل الجنابة واجبًا على كل مسلم ومسلمة وذلك لأن الطهارة تمكن المسلمين من أداء شعائرهم الدينية ولما فيها من حفاظ على نظافة جسد المسلم، ولا يوجد خلاف بين علماء المسلمين على وجوب الغسل من الجنابة. وتحدث الجنابة عند الرجل بأحد أمرين أولهما خروج المني الدافق عند الشّهوة سواء كان في اليقظة أو النوم وسواء كان ذلك بسبب الجماع أو الاحتلام أو المداعبة أو الاستمناء أو النظر أو التفكير في الناحية الجنسية وسواء كان السبب حلالًا أم حرامًا، وينطبق الأمر أيضًا على المرأة وقد روي عن أم سليم، إذ قالت: [أنَّ امرأةً قالت : يا رسولَ اللَّهِ ! إنَّ اللَّهِ لا يستَحي مِنَ الحقِّ ، هل على المرأةِ غُسلٌ إذا هيَ احتَلَمت ؟ قالَ : نعَم إذا رأَتِ الماءَ فضحِكَت أمُّ سلمةَ ، فقالت : أتَحتَلِمُ المرأةُ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ : ففيمَ يشبِهُها الولَدُ]،[١].
والأمر الثاني الذي يوجب الغسل عند الرجال والنساء هو الجماع ويعبر عنه الفقهاء بالتقاء الختانين أي ختان الرجل وختان المراة، عن عائشة رضي الله عنها، [إذا جلسَ بينَ شُعَبِها الأربعِ ومسَّ الختانُ الختانَ فقد وجبَ الغُسلُ][٢] وعن أبي هريرة: [ذا جلَسَ بين شُعَبِها الأربَعِ، ثمَّ جهَدَها، وجَبَ الغُسْلُ، أنزَلَ أو لم يُنزِلْ]،[٣] وقال النووي مفسرًا لهذا الحديث أن إيجاب الغسل لا يتوقف على الإنزال، وهنالك بعض الحالات التي لا يجب الغسل فيها فإذا احتلم الرجل أو المرأة ولم ينزل ماء أو لم يرَ بللًا يدل على نزول الماء فلا يجب الغسل هنا، وإذا نزل المني من الرجل دون شهوة لمرض أو برد أو لسبب آخر فإنه لا يجب عليه الغسل أيضًا.[٤]
متى يجب الغسل من الجنابة للرجل ؟
إن من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم المبادرة الى الاغتسال بعد الجماع مباشرة وهذا هو الأفضل للمسلم أن يفعله وذلك للأضرار التي تترتب على تأخير الغسل، ويجوز للمسلم أن يؤخر الغسل وله أن ينام أو يأكل أو يشرب وهو على جنابة فعن أبي هريرة أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة فانخنس منه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: [فَقالَ: أيْنَ كُنْتَ يا أبَا هُرَيْرَةَ قالَ: كُنْتُ جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أنْ أُجَالِسَكَ وأَنَا علَى غيرِ طَهَارَةٍ، فَقالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، إنَّ المُسْلِمَ لا يَنْجُسُ]،[٥] ومن الأولى على المسلم الجنب أن لا ينام ولا يأكل ولا يباشر بأي عمل إلا بعد غسل فرجه والتوضؤ وضوءًا كوضوء الصلاة وذلك لما ورد عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها : [كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ، وهو جُنُبٌ، غَسَلَ فَرْجَهُ، وتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ]،[٦] وبرغم جواز تأخير غسل الجنابة إلا أنه لا يجوز تأخيره لبعد القيام الى الصلاة.[٧][٨]
أضرار تأخير الغسل من الجنابة
يجوز تأخير غسل الجنابة ولكن من الأفضل الاغتسال مباشرة وذلك للأضرار التي تترتب على تأخير الغسل؛ إذ توجد بعض الأمور التي حرمها الله على المسلم الجنب قبل اغتساله ومنها الصلاة سواء كانت فرضًا أو نافلة كما يحرم الطواف بالكعبة ويحرم أيضًا مس المصحف باليد أو بشيء من الجسد سواء كان المصحف كاملًا أو كان جزءًا منه أو حتى ورقة فيها بعض السور، كما يحرم كذلك حمل القرآن إلا إذا كان يحمله بأمتعة أو كان حمله للضرورة، كما يحرم عليه كتابة القرآن وقراءته ودخول المسجد للمكوث فيه.[٩]
قد يُهِمُّكَ
جعل الله الاغتسال أمرًا واجبًا على المسلم الجنب وتكون الصفة المجزئة للاغتسال التي يكتفى بها ويرفع بها الحدث الأكبر بأن ينوي المسلم الطهارة من الجنابة ويعمم الماء على بدنه بحيث يغلب على ظنه أن الماء قد أصاب كل جزء من جسمه وأصول شعر رأسه وبهذا يكون المسلم قد حقق الغسل وإذا أخل المسلم بشيء من هذه الطريقة فلا يصح غسله، أما صفة الاغتسال الكاملة التي وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي يعد الاغتسال بها من اتباع سنة النبي فهي أن يبدأ المسلم أولًا بنية التطهر من الجنابة، ثم التسمية وغسل اليدين ثلاث مرات، ثم غسل الفرج، ثم الوضوء الكامل كما يتوضأ المسلم للصلاة، ثم صب الماء على الرأس ثلاث مرات يروى بها أصول الشعر، ثم البدء بشق بدنه الأيمن ثم الشق الأيسر، تغسل بالماء ويدلك باليد ليصل الماء إلى جميع أنحاء الجسم، ويستحب أن يستعمل شيئًا من الصابون أو الشامبو على الرأس والبدن وذلك لأنه أبلغ في النظافة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: [انَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، غَسَلَ يَدَيْهِ، وتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بيَدِهِ شَعَرَهُ، حتَّى إذَا ظَنَّ أنَّه قدْ أرْوَى بَشَرَتَهُ، أفَاضَ عليه المَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ]،[١٠] وعن عائشة أيضا قالت : [كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، دَعَا بشيءٍ نَحْوَ الحِلَابِ فأخَذَ بكَفِّهِ، بَدَأَ بشِقِّ رَأْسِهِ الأيْمَنِ، ثُمَّ الأيْسَرِ، ثُمَّ أخَذَ بكَفَّيْهِ، فَقالَ بهِما علَى رَأْسِهِ]،[١١] والحلاب الإناء الذي يُحلب فيه.[١٢]
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 197، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ رواه ابن الملقن، في البدر المنير، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/521 ، خلاصة حكم المحدث : أصله في مسلم وله شاهد.
- ↑ رواه شعيب الأرناووط، في تخريج شرح السنة، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 242، خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
- ↑ "صور الجنابة التي توجب الغسل"، islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-26. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 283 ، [صحيح].
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 288، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "للمتزوجين.. تعرف على حكم تأخير غسل الجنابة حتى الصباح؟"، youm7، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-26. بتصرّف.
- ↑ "تأخير غسل الجنابة ولو لغير ضرورة لا حرج فيه"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-26. بتصرّف.
- ↑ "كتاب: الموسوعة الفقهية الكويتية - الجنابة"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 26-5-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 272، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 318، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "كيفية غُسل النبي صلى الله عليه وسلم"، aliftaa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-5-26. بتصرّف.