حكم الصلاة قبل وقتها

حكم الصلاة قبل وقتها
حكم الصلاة قبل وقتها

ما حكم الصلاة قبل دخول وقتها؟

فرض الله عزّ وجلّ على عباده المسلمين خمس صلواتٍ في اليوم واللّيلة، وحدّد لهذه الصّلوات مواقيت تؤدَّى بها دون تأخيرٍ أو تقديم، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}[١]، أي أنّ وقت كل صلاة من هذه الصلوات الخمس محدّد وغير عشوائي، وقد جعل الله تعالى دخول هذا الوقت شرطًا لصحّتها، كما وبيّن النبي عليه أفضل الصّلاة والتّسليم وقت ابتداء وانتهاء كل صلاة وفقًا للعلامات الكونيّة، فالأصل عدم جواز تأدية أي صلاة قبل دخول وقتها ولو بدقيقةٍ واحدة، ومن صلّى صلاةً قبل دخول وقتها وجب عليه إعادتها بعد دخول وقتها، وإن فاتته الصّلاة في وقتها يصلّيها قضاءًا مع الصّلاة التّالية لها مع تقديم القضاء على الفرض في وقته.[٢]


الحالات التي تجوز فيها الصلاة قبل دخول وقتها

جعل الله تعالى للصّلاة مواقيت محدّدة تؤدَّى فيها كما أشرنا في الفقرة السّابقة، فلا يجوز الصّلاة قبل دخول هذه المواقيت باتّفاق العلماء جميعًا، ولكن هناك بعض الحالات التي رخّص فيها الشّرع تأدية الصّلاة قبل دخول وقتها كالجمع بين صلاتي الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء جمع تقديمٍ أو تأخير لكل من المسافر، والمريض، وفي حالة البرد الشديد أو المطر، دون وجود أي عذر لتقديم صلاة الفجر وتأديتها قبل دخول وقتها، وفيما يلي توضيحٌ لكافة الحالات التي يجوز فيها تأدية الصّلاة قبل دخول وقتها:[٣]

  • جمع صلاتي الظّهر والعصر جمع تقديم في يوم عرفة للحاج.
  • جمع المسافر للعصرين (الظّهر والعصر) أو العشاءين (المغرب والعشاء) جمع تقديم، وهو ما اتفق عليه جمهور العلماء باستثناء الحنفيّة.
  • جواز جمع المريض جمع تقديم عند كل من المالكيّة والحنابلة.
  • جواز جمع العشاءين جمع تقديم عند كل من المالكيّة، والشّافعيّة، والحنابلة، في الأجواء الباردة أو المثلجة، أو تساقط الأمطار بغزارة، وزاد الشّافعية على ذلك جواز جمع العصرين.
  • جواز الجمع بين الصّلاتين إذا اجتمعت الظُّلمة والطّين معًا عند المالكيّة، وجواز الجمع عند الحنابلة بمجرد وجود الوحل والطّين دون اشتراط الظّلمة.
  • جواز الجمع عند الخوف عند الحنابلة.
  • جواز الجمع عند الحنابلة بسبب الرّيح الشديد في اللّيلة المظلمة الباردة.


سؤال وجواب

ما حكم الصلاة قبل دخول الوقت بالخطأ؟

من المعلوم أن دخول وقت الصّلاة شرطٌ لصحّتها، فمن صلّى الصّلاة قبل دخول وقتها ولو بشيءٍ يسير لم تجزئه، وقد ورد في الموسوعة الفقهيّة: "من صلّى قبل الوقت ـكلّ الصّلاة أو بعضهاـ لم تجز صلاته اتّفاقًا بين العلماء ـسواء فعله عمدًا أو خطئاـ؛ لأنّ دخول الوقت كما هو سبب وجوب الصّلاة فهو شرط لصحّتها، قال اللّه تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}"[١]، وقد ذكر ابن قدامة في المغني: من صلَّ الصّلاة قبل وقتها لم تجزئه، وهو قول غالبيّة أهل العلم، سواء أكان ذلك خطئًا أو غير ذلك، ومن صلّى صلاته ظانًّا أنّ وقتها دخل، ثمّ اتّضح له أنّ وقتها لم يدخل بعد، عليه أن يعيدها باتّفاق أهل العلم.[٤]

ما حكم الصلاة أثناء الأذان؟

يرد هذا السؤال على ألسنة الكثير من المسلمين بين الحين والآخر، ومن المعلوم أنّ الأذان في وقتنا الحالي هو العلامة الرئيسيّة الدّالة على دخول وقت الصّلاة، فإن قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقد أعلن دخول وقت الصّلاة، وبذلك يجوز مباشرة الصّلاة فورًا، ولا يشترط الانتظار لانتهاء الأذان كاملًا للبدء بالصّلاة، ولكن يُسن للمسلم أن يستمع للمؤذّن ويردّد معه الذكر، ليحصل على الأجر والثواب والمغفرة التي وعد بها رسول الله الكريم، وهو وقتٌ يسير.[٥]

ما حكم تأخير الصلاة عن وقتها؟

يختلف الأشخاص في تأخيرهم للصّلاة بين شخصٍ يتعمد ذلك، وآخر يضّطر لتأخيرها مكرهًا أو ناسيًا، وفي كلا الحالتين لا يجوز ذلك أما الصّنف الأوّل فهو كافر كفرًا أكبر عند جمهور العلماء لتعمّده ترك الصّلاة على وقتها وعدم تأديتها، كأن يضبط الرّجل المنبّه صباحًا بعد خروج وقت صلاة الفجر بزمنٍ كبير من طلوع الشّمس، ثم يصلّيها قبيل صلاة الظّهر، وأما الصّنف الآخر فلا حرج عليه إن لم يقصد ذلك، وإنما عليه الصّلاة فور الاستيقاظ، أو أن يكون أخّرها ناسيًا دون قصد أو تدبير، أو قد غلبه النّوم رُغمًا عنه فلا حرج عليه، ويصلّيها عندما يتذكّر، وفي كافّة الحالات يتعين على المسلم الحرص على الصّلاة على وقتها دون تقديمٍ أو تأخير.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب سورة النساء، آية:103
  2. "حكم الصلاة قبل دخول الوقت بخمس دقائق"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. بتصرّف.
  3. "الصلاة قبل دخول الوقت"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. بتصرّف.
  4. "حكم الصلاة قبل دخول الوقت بالخطأ"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. بتصرّف.
  5. "هل يصح المباشرة بصلاة الفريضة عند أول الأذان؟"، الفتاوى، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. بتصرّف.
  6. "حكم تأخير الصلاة عن وقتها"، الإمام ابن باز رحمه الله، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-22. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :