محتويات
محمد عليه السلام
ولد الرسول محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي في مكة في عام الفيل الذي جاء فيه أصحاب الفيل لهدم الكعبة وأبادهم الله، وتوفي والده وهو في بطن أمه، وبعد ولادته أرضعته حليمة السعدية، وبعد زيارته لأخواله في المدينة مع أمه آمنة بنت لهب توفيت أمه بالأبواء في طريق العودة لمكة وعمره 6 سنوات، وبعدها كفله جده عبد المطلب ومات وعمر محمد 8 سنوات، وبعدها كفله عمه عبد المطلب ورعاه وأكرمه، وكان يدافع عنه لمدة تزيد عن 4 سنوات وتوفي وهو غير مؤمن بدين محمد خوفًا من أن تعيره قريش بتركه دين آبائه، وكان صلى الله عليه وسلم في صغره يرعى الأغنام لأهل مكة، وسافر إلى الشام في تجارة لخديجة بنت خويلد، وربحت التجارة وأُعجبت خديجة بأخلاقه وصدقه وأمانته وتزوجها وهو يبلغ من العمر 25 عامًا، بينما كان عمرها 40 عامًا ولم يتزوج عليها إلا بعد وفاتها، وأنبت الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم نباتًا حسنًا وأدبه وأحسن تأديبه ورباه وعلمه؛ لأنه كان أحسن القوم خَلقًا وخُلقًا وأعظمهم مروءه وأوسعهم حلمًا وأصدقهم حديثًا وأكثرهم حفظًا للأمانة حتى سماه قومه بالأمين، وثم أحب الرسول صلى الله عليه وسلم الخلاء، فقد كان يخلو في غار حراء أيامًا وليالي يتعبد فيها ويدعو ربه، وقد كره الأوثان والخمور والرذائل فلم يلتفت إليها في حياته.[١]
ذكرى وفاة النبي محمد
مرض الرسول صلى الله عليه وسلم بالحمى الشديدة بعد حجة الوداع بـ 3 شهور فقط، وأثرت الحمى فيه كثيرًا لدرجة أنه لا يقدر على الوقوف وطلب الأذن من زوجاته رضي الله عنهن بأن يمرض في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، وفي وقتها نزلت آخر آية في القرأن وهي: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}،[٢] وبعدها زاد الألم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي آخر أيامه خرج ليزور شهداء معركة أحد، وعند عودته بين الصحابة رضي الله عنهم بكى واشتد الألم عليه أكثر وأكثر وحملوه الصحابة لبيت السيدة عائشة رضي الله عنها، وعند رؤيتهم للنبي بهذه الحالة بكت أعينهم ثم دخل النبي بيت عائشة وهو يقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات، وكان وجه النبي متعرق فكانت عائشة تأخذ بيدة وتمسح بها على وجهه الكريم، وقال النبي بأنه يشعر بطعم الشاة المسمومة في فمه والتي وضع بها اليهود السم للنبي، ثم انتشر خبر وجع الرسول صلى الله عليه وسلم بين الناس وبين الصحابة حتى وصل صوتهم مسمع النبي، فطلب حمله إليهم فحملوه للمسجد وألقى آخر خطبة له، وبعد الانتهاء من الخطبة دخل بيته ونظر لسواك، فأحضرته عائشة رضي الله عنها وضلت تتسوك به لتلينه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدها استاك به النبي، ثم دخلت عليه رضي الله عنها السيدة فاطمة ابنة أبي بكر وبكت وقالت: وأكرب ابتاه، فقال لها: ليس على أبيكِ كرب بعد اليوم، وأخبرها بأنها أول أهله لحاقًا به فضحكت رضي الله عنها، وفي الثاني عشر من ربيع الأول نظر الرسول للصحابة وهم يصلون، وظل ينظر إليهم وهو يبتسم إلى أن عاد لحجرته ووضع رأسه على صدر عائشة رضي الله عنها إلى أن ثقلت رأسه على صدرها ومات رسول الله في 633م -11 هجرياً، وخرجت تقول لصحابة مات رسول الله مات رسول الله، إلا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: من قال أنه مات قطعت رأسه، إنما ذهب ليقابل به كما ذهب موسى من قبل، وكانت ردت فعل عثمان بن عفان بعدم استطاعته على الحركة، بينما كان أثبت الصحابة أبو بكر فقال: أيها الناس، من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت، وبعدها قرأ آية الله عز وجل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}،[٣] وغسلوه العباس بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وأولاد العباس بن عبد المطلب ووضعو التراب عليه.[٤]
مؤامرة الشاة المسمومة على النبي
ما كاد الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يجهر بدعوته، إلا أن قريش بدأت بالحط من شأنه وتكذيبه، وعندما ازدات اتباع الرسول زاد إيذاء قريش له ولمن أسلموا وحاولوا قتله عند الكعبة، ومن المؤامرات التي نفذت لقتل الرسول هي الشاة المسمومة، فالتجأ اليهود لدس السمّ للرسول الله صلى الله عليه وسلم في طعامه واختاروا صديقة زوجة النبي صفية وهي زينب بنت الحارث، واتفقوا معها بأن تتوجه إلى بيت صديقتها وتسألها عن أحب الطعام للرسول لتهديه إياه بمناسبة زواجه من صديقتها صفية، وعندما أخبرها الرسول بأن يقبل منها هديتها شاه مشوية وأن أحب الأجزاء عنده هي الذراع، ثم جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالشاة مسمومة الذراع وقدمتها إليه وكان معها بشر بن البراء، وما كاد الرسول يتذوق الذراع إلا أن اخبرته بأنها مسمومة وتوفي بشر بن البراء متأثرًا بالسم، بينما ظل الرسول يعاني من تأثير السم إلى أن توفي رحمه الله، وأمر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بإحضار زينب بنت حارث واعترفت وبررت موقفها بأنها موتورة، فالكثير من أهلها توفوا في حرب المسلمين، وقومها مذلولون وضاعت هيبتهم، وأمر الرسول بقتلها قصاصًا ببشر بن البراء.[٥]
وفاء وإيثار النبي
من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الإثار والوفاء، ففي يوم من الأيام اشتد الجوع على الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم ذهبوا إلى بيت أبي الهيثم الأنصاري، وكان يتصف بالغنى والكرم، فأطعمهم من فضله ورزقه ووعده رسول الله بأن يرسل له خادمًا من الأسرى عندما تأتي الغنائم والسبى، وبعد مرور الكثير من الأيام جاء للرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الأسرى، وأعطى اثنين منهم للمسلمين وبقي أسير واحد فقط، وطلبته ابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها ليساعدها ويخفف عنها المتاعب، وكان ردّ الرسول بالرفض لطلبها، وأثر إرساله لأبي الهيثم لوعده له به من قبل لحرصه دائمًا في الوفاء بالعهد حتى على نفسه أو على أقرب الناس إليه.[٦]
المراجع
- ↑ "محمد صلى الله عليه وسلم"، islamqa، 2001-4-10، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-23.بتصرّف.
- ↑ سورة سور البقرة، آية: 281.
- ↑ سورة سورة آل عمران ، آية: 144.
- ↑ "وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم ( 633م - 11 هجرياً )"، elahmad، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-23. بتصرّف.
- ↑ مصطفى الشهابي (2015-6-23)، "مؤامرات على الرسول في حياته وبعد مماته"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-23. بتصرّف.
- ↑ RaDwa ADel (2016-8-23)، "قصص من حياة رسول الله صلي الله علية وسلم تقرأها لأول مرة"، storiesrealistic، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-23. بتصرّف.