كيف اقضي وقتي في رمضان

كيف اقضي وقتي في رمضان
كيف اقضي وقتي في رمضان

تنظيم الوقت في رمضان

يحتاج الصائم الذي يخطط لاستغلال فضائل شهر رمضان إلى أن ينظم وقته ليتسنى له التوفيق بين الواجبات اليومية المعتادة وبين أداء العبادات على أكمل وجه، وربما أنّ التقيّد ببرنامج زمني يومي دفعة واحدة يبدو ثقيلًا، من هنا كان على الصائم الذي يحرص على تنظيم وقته أن يأخذ بعين الاعتبار أمرًا مهمًا وهو وقت الفراغ المتاح أثناء الصوم ووقت الفراغ المتاح بعد الإفطار من أجل الوقوف على الأوقات التي يفضلها الصائم لغايات النوم والاسترخاء، فالبعض يفضل النوم خلال الفترة بعد انتهاء عمله إلى وقت الإفطار، والبعض الآخر معتاد على النوم ليلًا وليس لديه استعداد جسماني للسهر، ومن هنا يمكن تنظيم الوقت في رمضان من خلال تقسيمه إلى جزأين:[١]

  • الوقت المتوفر أثناء الصوم في النهار: وقد يختلف الأمر بالنسبة لطبيعة العمل والواجبات اليومية من شخص إلى آخر، ولكن وقت الصوم أثناء النهار قد يكون ضيّقًا على هؤلاء الذين يذهبون إلى أعمالهم يوميًا عن هؤلاء الذي يقضون فترة زمنية أكبر في المنزل، وعامةً  يمكن استغلال الوقت في رمضان كما يأتي:
    • استغلال فترة زمنية أقصاها ساعة قبل موعد الإفطار في قراءة القرآن، وأداء ركعتين خفيفتين.
    • أداء الصلوات في المسجد جماعة.
  • الوقت المتاح بعد الإفطار: يمكن استغلاله كما يأتي:
    • الذهاب إلى المسجد قبل صلاة العشاء بنصف ساعة والاستفادة من هذا الوقت في الصلاة والتعبّد ومن ثم أداء صلاة العشاء وصلاة قيام الليل.
    • استغلال الفترة الزمنية بين السحور إلى صلاة الفجر في الصلاة وقراءة القرآن.
    • استغلال الوقت بعد أداء صلاة الفجر إلى فترة الشروق لأداء الصلاة وتلاوة الذكر.
    • النوم بعد أداء صلاة التراويح ولمدة أربع ساعات، وذلك للصائم الذي لا يتوفر له وقت للنوم في النهار، ومن ثم الاستيقاظ قبل فترة السحور للتهجد والدعاء وقراءة القرآن، ويمكن تعويض ما تبقى من الحاجة للنوم لمدة ساعة بعد الانتهاء من صلاة الشروق.
    • استغلال الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان والمواظبة على الصلوات وتلاوة القرآن ولو على حساب ساعات النوم، وهذا بالطبع سيكون من السهولة ما إن يعتاد الصائم على برنامجه في أول يومين من الصيام.
    • استغلال أوقات الفراغ في النهار في التصدق ومساعدة الناس وهذه أيضًا من أنواع التقرب العظيمة خاصة في شهر رمضان.
    • وضع جدول أو قائمة للزيارات والولائم خلال الشهر حتى لا يتعارض ذلك مع البرنامج الزمني المخصص للعبادة.


نصائح لتنظيم الوقت في رمضان

يعد شهر رمضان شهرًا مفضلًا لدى المسلمين بالرغم من الصعوبات جراء اختلاف طبيعة الحياة ومواعيد النوم والاستيقاط والأكل وما شابه؛ فالجسم يحتاج إلى وقت للتعود واستيعاب أي تغير مهما كان، ويمكن ضبط وتنظيم الوقت في الشهر الفضيل على النحو التالي[٢][٣]:

  • وضع خطة ثابتة للنوم بمعدل 6-8 ساعات يوميًا: فالنوم يؤثر على صحة الإنسان النفسية والجسدية على حد سواء، ولذلك يجب تحديد موعد ثابت للنوم قبل قدوم الشهر الفضيل، مع الالتزام به طوال الشهر.
  • الحرص على التسوق والتبضع قبل رمضان: مما لا شك فيه أن التسوق حاجة ضرورية للحصول على ضروريات الحياة، لكنه قد يكون مضيعة للوقت في رمضان، ولذلك يجب تدوين الحاجيات من ألبسة وأطعمة وغير ذلك وشرائها قبل رمضان.
  • ضبط وحصر ساعات مشاهدة التلفاز: قد يظن البعض أن شهر رمضان هو شهر التلفاز والمسلسلات، وقد بات بالفعل كذلك حتى أن عدد المسلسلات الجديدة والحصرية في الشهر الفضيل يزيد عن 37 مسلسلًا مما يعني أن مشاهدتها يستغرق أكثر من يوم مما يحول دون القيام بأي مهمة أخرى.
  • الحد من ساعات تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
  • وضع خطة لقضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء: لأنها جزء من صلة الرحم.
  • وضع جدول لممارسة النشاطات الخفيفة: كالمشي مدة ثلث ساعة يوميًا.
  • تحديد ساعات العمل وعدم تعطيلة: علمًا أن جميع أرباب العمل يقللون ساعات العمل في الشهر الفضيل، ولذلك لا يجوز أخذ رمضان ذريعة للكسل عن العمل، فكل ما هو مطلوب تحديد الساعات من البداية حتى النهاية، ودرءًا لأي وسوسات قد يعتقدها البعض في ضعف البدن أثناء ساعات الصيام؛ فإن معظم غزوات النبي المصطفى كانت في الشهر الفضيل ومنها غزوة بدر، كما أن حرب أكتوبر سنة 1973 والتي كان النصر حليفًا للمسلمين فيها كانت في رمضان بل إنها تعرف باسم حرب العاشر من رمضان.


ضوابط الوقت في رمضان

مما لا شك فيه أن كل إنسان ينظم وقته كيفما يشاء، في حين تبقى خطوط عريضة لا يمكن المساومة فيها أو استبدالها وفقًا لرغبة الإنسان وتتمثل في ما يلي[٤][٥]:

  • صلاة التراويح جماعة في المسجد.
  • وجبة السحور وهي وجبة مغذية ومفيدة لأنها تساعد المرء في أداء الأنشطة اليومية دون كسل وإرهاق، وينصح بتناول أنواع معينة مثل البيض المسلوق، والفواكه والخضار.
  • الصلوات الخمس في مواعيدها، بما في ذلك صلاة الشروق التي تؤدى عند شروق الشمس بعد الفجر، وهي سنة مستحبة لما لها من أجر عظيم، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ ، ثم صلى ركعتينِ ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ)[٦]
  • تخصيص وقت للاعتكاف في العشر الأواخر.
  • تخصيص وقت لممارسة التمارين الرياضية.
  • وضع خطة لتلاوة القرآن الكريم مرة واحدة على الأقل من خلال تقسيم عدد صفحاته على عدد الأيام.


أسباب تعين المسلم على حفظ وقته

توجد عدة أسباب تعين المسلم على حفظ وقته[٧][٨]:

  • إدراك أهمية الوقت في الدين الإسلامي، فهو نعمة من الله ينبغي حسن استغلالها وعدم تضييعها بما هو تافه وغير مجدٍ، وقد نهانا عن التأجيل والتراخي والكسل، وفي هذا المقام روى بن عباس رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: ( اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ : شَبابَكَ قبلَ هِرَمِكَ ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ ، وغِناكَ قبلَ فَقْرِكَ ، وفَرَاغَكَ قبلَ شُغْلِكَ ، وحَياتَكَ قبلَ مَوْتِكَ )[٩]
  • محاسبة النفس وسؤالها قبل أن تُسأل يوم لا ينفع مال ولا بنون، فيقف المرء من نفسه يوميًا وقفة صادقة ليسأل نفسه ماذا فعل، وكيف قضى نهاره وليله، وما كان ينبغي عمله وما كان ينبغي تركه.
  • تربية النفس على الترفع عن سفاسف الأمور، فالعزائم تأتي على قدر أهلها، وليس من أهل العزم مَن يهتم بصغائر الأمور الدنيوية.
  • الحرص على الصحبة الصالحة لقضاء وقت نافع، مع الحرص على التنويع في استثمار الوقت ما بين القراءة مثلًا، والرياضة، وحفظ القرآن، والتسلية، فلا شك أن الإسلام لم يلغِ أي شيء.
  • إدراك حقيقة أن الوقت لا يعود، وكل يوم يمضى إنما هو ماضٍ إلى الأبد، وأن الوقت يمشي على الدوام سواء أحسن المرء استغلاله أم لم يفعل.
  • قراءة قصص الصحابة والأبناء والسلف الصالح للتعرف على منهج حياتهم.


أعمال أداها الرسول في شهر رمضان

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستقبل شهر رمضان المبارك بالفرح والسرور، ويُذكّر أصحابه -رضي الله عنهم- وأمّته من بعده بعِظم فضائل هذا الشهر، كما كان يبيّن لهم كيفية اغتنام لياليه وأيامه بالطريقة الصحيحة، مصداقًا لما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: [إِنَّ هذا الشهرَ قدْ حضَرَكُمْ، وَفيهِ ليلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شهْرٍ، مَنْ حُرِمَها فَقَدْ حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ، ولَا يُحْرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ].[١٠].

وبالرغم من أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحث أصحابه -رضي الله عنهم- على صوم التطوع، وكان يُكثر من الصوم في شعبان، إلا أنه نهى عن الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين، ونهى عن صيام اليوم الذي يُشك فيه، فقد رُوي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: [لَا يَتَقَدَّمَنَّ أحَدُكُمْ رَمَضَانَ بصَوْمِ يَومٍ أوْ يَومَيْنِ، إلَّا أنْ يَكونَ رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليَومَ].[١١]وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يجتهد في الأعمال في شهر رمضان، ويمكن بيان بعض أعماله في رمضان فيما يأتي:[١٢]

  • الصيام: صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رمضان تسع سنوات، فقد فُرض الصوم في شهر شعبان من العام الثاني للهجرة، وتوفي النبي -عليه الصلاة والسلام- في العام الحادي عشر للهجرة، وكان من هديه -عليه الصلاة والسلام- تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، وقد رُوي عنه أنه قال:[لا يَزَالُ النَّاسُ بخَيْرٍ ما عَجَّلُوا الفِطْرَ].[١٣]وكان يُفطر على عدد فردي من الرطب، فإن لم يجد فمن التمر، فإن لم يجد كان يكتفي بشرب الماء، أما السحور فكان يؤخره إلى ما قبل صلاة الفجر بوقت يسير، ويحث أمته على المواظبة عليه، حيث رُوي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال:[تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً].[١٤]
  • الصدقات وقراءة القرآن الكريم: كان جود النبي -عليه الصلاة والسلام- وكرمه يتضاعف في رمضان، حيث كان يكثر من الإنفاق في سبيل الله، والصدقات، وتلاوة القرآن، والإحسان، مصداقًا لما رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال:[كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ].[١٥]
  • قيام الليل: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يواظب على قيام الليل في رمضان، وقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة، وكان يطيل القراءة فيها.
  • الاعتكاف وترقّب ليلة القدر: فقد رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان، وكان يفعل ذلك في كل عام إلى أن توفاه الله تعالى، وكان من أسباب اعتكافه -عليه الصلاة والسلام- طلب ليلة القدر، التي يُعد العمل فيها خيرًا من ألف شهر.
  • صلاة التراويح: ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلّى صلاة التراويح، فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- خرج ذات يوم في جوف الليل، فصلّى في المسجد، وصلّى عدد من الرِجال بصلاته، فلما أصبح الناس تحدّثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلّوا مع النبي، وفي الصباح تحدث الناس، وكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة، فخرج النبي -عليه الصلاة والسلام- وصلّوا بصلاته، وفي الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس وتشهّد، ثم قال: [أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها].[١٦] وفي عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صلى المسلمون صلاة التراويح في جماعة واحدة، وحافظوا على ذلك إلى زماننا الحاضر.[١٧]


المراجع

  1. "تنظيم الوقت في رمضان إرشادات لا غنى عنها في هذا الشهر"، thaqafnafsak، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2019. بتصرّف.
  2. "كيف أنظم وقتي في رمضان؟"، حلوها، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.
  3. محمد رشوان (5-6-2016)، "تنظيم الوقت في رمضان"، تسعة، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.
  4. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019.
  5. "تنظيم الوقت في رمضان إرشادات لا غنى عنها في هذا الشهر"، ثقف نفسك، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 586، خلاصة حكم المحدث : حسن.
  7. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019.
  8. "إدارة الوقت في الإسلام، واهمية تنظيم الوقت في رمضان"، النجاح نت، 16-5-2019، اطّلع عليه بتاريخ 7-7-2019. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3355، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  10. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2/118، إسناده حسن.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1914، صحيح.
  12. "رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2019. بتصرّف.
  13. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1387 ، حسن صحيح.
  14. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1923، صحيح.
  15. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3220 ، صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 924، صحيح.
  17. "هدي النبي في رمضان"، fatwa.islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 1-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :