كيف تصلي المرأة مع زوجها

كيف تصلي المرأة مع زوجها
كيف تصلي المرأة مع زوجها

الصلاة

الصلاة هي الصلة والمعراج الذي تصعد به في روحك إلى ربك، وفيها تناجي ربك، وتتلو ما استطعت من آياته، فتشعر بالصّلاة وكأنك قد تزوّدت من القوة والنشاط ما يعينك على حمل أثقال الحياة وهمومها وأداء الأمانة في إعمار الأرض، والصلاة هي زاد وغذاء رباني لا بدّ منه، وتتزوّد به لتبقى حيًا وقلبك منيرًا، والصلاة تنير القلب، وتشرح الصدر، وتوثّق الصلة بين العبد وربه، وتكفّر الذنوب والآثام كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا][١]، والصلاة تُعلّمكَ النظام والانضباط وترك هموم الدنيا ومشاغلها والحرص على الوقت لتلبية نداء الصلاة، كما يجب عليكَ المحافظة على أركان الصلاة وهيئتها ويجب المحافظة على الخشوع فيها، فالخشوع هو روح الصلاة وقلبها، وقد جاءت الكثير من الأحاديث النبويّة والآيات القرآنية التي تحث على الصلاة وتحذر من عقوبة تركها والتهاون في أدائها.[٢]


كيف تصلّي المرأة مع زوجها؟

إذا أرادت زوجتكَ الصلاة معك جماعة فإنها تقف خلفك، إذ إنه لا يجب أن تصف المرأة مع زوجها في أي حال من الأحوال، وما يدل على وجوب وقوف المرأة خلف الرجل في صلاة الجماعة سواء كان الرجل زوجها أو شخصًا محرمًا آخر هو حديث أنس بن مالك قال: [أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى به وَبِأُمِّهِ، أَوْ خَالَتِهِ، قالَ: فأقَامَنِي عن يَمِينِهِ، وَأَقَامَ المَرْأَةَ خَلْفَنَا][٣]، فإذا صليت بامرأة أقمتها خلفك، وأما إذا كانت معك ولم تكن أنت الإمام فإنك تصلي إلى جانب الإمام والمرأة خلفكما.[٤]

ويمكننا تفصيل رأي المذاهب الأربعة في مسألة كيفية صلاة المرأة مع زوجها وهي كالآتي، ذهب المالكية والشافعيّة والحنابلة إلى كراهة وقوف المرأة إلى جانب الرجل في الصلاة، ولكن لا يعني ذلك أن صلاتهما باطلة، فقال صاحب الفواكه الدواني وهو من أتباع المذهب المالكي: إن المرأة لو وقفت بجانب الرجل فإن ذلك مكروه، وينبغي على الرجل أن يشير عليها بالرجوع للخلف، ولكن صلاتهما جائزة إلا إذا حصل ما يُبطل الطهارة، ورأي الإمام النووي وهو من أتباع المذهب الشافعي: إن الرجل إذا صلى بجانب زوجته لم تبطل صلاتهما، سواء كان الرجل إمامًا أو مأمومًا، وقال البهوتي: وهو من أتباع المذهب الحنبلي: إن وقوف المرأة إلى جانب زوجها عن يمينه جائز وصلاتهما صحيحة، وأما أتباع المذهب الحنفي فقد قالوا في عدم جواز اصطفاف المرأة بجانب الإمام، وتبطل صلاة الرجل ولا تبطل صلاة المرأة إذا صلّت هي بجانبه، والراجح في رأي العلماء هو المذهب الأول وهو مذهب الجمهور بكراهة صلاة المرأة بجانب زوجها.[٥]


حكم صلاة الزوج مع زوجته جماعة

إنّ صلاتكَ مع زوجتكَ جماعة هي صلاة جائزة باتفاق جميع العلماء، وتحصل فيها أجر وفضيلة صلاة الجماعة، لأن صلاة الجماعة الصحيحة تنعقد إذا صلى شخص واحد خلف الإمام حتى لو كانت امرأة، فقد ورد في عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أمَّ بإمرأة في حديث أنس بن مالك قال: [أنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ له، فأكَلَ منه، ثُمَّ قالَ: قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ قالَ أنَسٌ: فَقُمْتُ إلى حَصِيرٍ لَنَا، قَدِ اسْوَدَّ مِن طُولِ ما لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بمَاءٍ، فَقَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وصَفَفْتُ واليَتِيمَ ورَاءَهُ، والعَجُوزُ مِن ورَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ][٦]، وهذا الحديث دليل على إباحة صلاتك مع زوجتكَ ولا يُبطل ذلك الصلاة ولا يُنقص من أجرها شيئًا، فإذا صليت في بيتك وبرفقة زوجتك أو ولدك فقد حزت على أجر الجماعة، لكن صلاتك في المسجد أفضل لأن فيها العدد الكبير والجمع الغفير من الناس، وإمامتك بزوجتك، أو أي إمرأة محرمة عليك حتى وإن كنتما لوحدكما فإنه جائز بلا أدنى شك، وأما إن كنت إمامًا بامرأة أجنبية من غير المحارم وصليتما جماعة فإن صلاتكما باطلة ولا تجوز.[٧]


قد يُهِمُّك

إن لصلاة الجماعة عدة شروط لازمة، فما هي هذه الشروط؟:[٨]

  • حضور شخصين فأكثر: ولصحة صلاة الجماعة يجب أن يحضر الصلاة شخصان فأكثر، رجلان أو رجل وامرأة وهذا أقلها، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلّم في الرجل الذي فاتته صلاة الجماعة: [مَن يتصدَّقُ على هذا فيصلِّيَ معَهُ ؟ فقامَ رجلٌ منَ القومِ فصلَّى معَه][٩].
  • أن يكون الإمام ذكرًا: أن يكون الإمام ذكرًا إذا كان من خلفه من الذكور، فلا تصح إمامة امرأة للرجال أو للصبيان البالغين لا في صلاة فرض ولا نافلة، وأما إذا كان المأموم امرأة أو نساء ولا يوجد فيهن رجل ولا صبي بالغ فلا يُشترط أن يكون الإمام رجلاً، فيجوز إمامة المرأة لجماعة النساء لأن عائشة رضي الله عنها كانت تؤم بالنساء، وتقوم معهن بالصف.
  • إحسان قراءة القرآن الكريم: ولصحة صلاة الجماعة يجب أن يُحسِن الإمام قراءة ما لا تصح الصلاة إلا به وهي الفاتحة، فلا تصح صلاة من لا يُتقن قراءة الفاتحة قراءة صحيحة.
  • القدرة على الركوع والسجود: فلا تصح الصلاة خلف شخص عاجز عن الركوع أو السجود أو عاجز عن القيام بأي ركن من أركان الصلاة، ما عدا إمام المسجد المقيم فيه.
  • نية الاقتداء بالإمام: فيجب عليك إن كنت مأمومًا أن تنوي الاقتداء بالإمام، ويُشترط في النية أن تكون مع تكبيرة الإحرام أو قبلها، لأن متابعة الإمام عمل يفتقر إلى وجود النية، ويجوز لك إذا تأخرت عن الجماعة وأحرمت منفردًا أن تجعل نفسك مأمومًا خلف الإمام بأن تحضر صلاة الجماعة وتنوي الدخول معهم في صلاتهم بقلبك سواءً كان ذلك أول الصلاة أو بعد صلاة أكثر من ركعة.


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 667، خلاصة حكم المحدث : [صحيح] .
  2. "الطهارة والصلاة"، al-eman، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2020. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 660، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  4. "كيف تقف المرأة إذا صلت مع زوجها جماعة"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2020. بتصرّف.
  5. "أقوال المذاهب الأربعة في وقوف المرأة بجانب الإمام"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2020. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 380، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  7. خالد عبد المنعم الرفاعي ، "صلاة الرجل وزوجته جماعة في البيت "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2020. بتصرّف.
  8. "الشروط اللازمة لصحة صلاة الجماعة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2020. بتصرّف.
  9. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 406، خلاصة حكم المحدث : صحيح.

فيديو ذو صلة :