عمر بن الخطاب
يعرف عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين، وأوّل من نودي بلقب أمير المؤمنين، فكان الصحابة ينادون أبو بكر الصديق بخليفة رسول الله بعد تولي عمر الخلافة، فاتفّق الصحابة على تغيير اسم المُناداة إلى أمير المؤمنين، وهو من أحد العشرة المبشرين بالجنة، سمّاه الرسول صلى الله عليه وسلّم بالفاروق؛ للأنه كان يفرق بين الحقّ والباطل، ولا يخاف في الله لومة لائم، جاء إسلامه في السنة السادسة من النبوة في سن سبع وعشرين، وذلك بعد إسلام حمزة بثلاث أيام، وكان ترتيبه الأربعين في الإسلام، وهو من أوائل من هاجر مع الرسول عليه السلام إلى المدينة المنورة جهرًا.[١]
وفاة عمر بن الخطاب
استُشهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه طعنًا على يد أبو لؤلؤة المجوسي أثناء أدائه الصلاة، واستمرت خلافته نحو عشر سنوات،[٢] إذ خطب الفاروق رضي الله عنه بالناس في يوم جمعة، فقال: "إنِّي رأيت ديكًا نقرني ثلاثَ نقرات، وما أراه إلاَّ حضور أجلي"، أخرجه مسلم، ولم يمضِ بعدها إلى جمعة واحدة حتى قُتل، وجاء استشهاده في صلاة الفجر، فبدأ عمر بالصلاة بالمسلمين، فما إن كبّر حتى قال: قتلني الكلب، حين طعنه أبو لؤلؤة المجوسي بسكينه ثلاث طعنات إحداهنّ تحت سُرّته، وأخذ المجوسي يطعن المصلين عن المين وعن الشمال، فلّما حوصر قام بنحر نفسه، وتناول عمر رضي الله عنه يد عبد الرحمن بن عوف، فقدّمه؛ ليكمل الصلاة بالناس.[٣]
غُشي على عمر من كثرة النزف، فحُمل إلى منزله، فلما عاد له وعيه وسأل عن قاتله قال: "الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدّعي الإسلام"، وفي رواية أخرى قال: "الحمد لله الذي جعل ميتتي على يد رجل لم يسجد لله سجدة"، وحين أدرك رضي الله عنه موته، بعث ابنه إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ليستأذنها بأن بُدفن بجانب صاحبيه؛ الرسول صلى الله عليه وسّلم، وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، فأذنت له ودُفن رضي الله عنه بجانبهما، بعد أن قدّم للأمة الإسلامية تقدّم وإنجازات عديدة في عهده.[٣]
إنجازات عمر بن الخطاب
قدّم عمر بن الخطاب رضي الله عنه العديد من الإنجازات للدولة الإسلامية، من إنجازاته:[٤]
- اهتم بالقضاء: قام رضي الله عنه بفصل القضاء عن إجارة الحكم، وأقام المحاكم في كل ولاية في الدولة، وعيّن القضاة حسب شروط معيّنة، وكان يختار القضاة بعد أن يختبرهم في عملهم وذكائهم.
- أنشأ الدواوين واهتم بالمظام المالي: بعد ان اتسعت رقعة الدولة الإسلامية في زمنه رضي الله عنه، أصبحت الحاجة ملحة لضبط الأمور، وخاصة في النواحي المالية، فقام الفاروق بإنشاء الدوادين؛ أي الوزارات، وهو أول من دونها، فكان ديوان الجند، وديوان الخزنة، وديوان العطاء؛ وهو ديوان للتأمينات الاجتماعية.
- اهتم بالزراعة: أولى عمر اهتمامًا كبيرًا في الزراعة وشقّ الأنهار واستصلاح الأراضي، إذ أصدر حكمًا بهذا الشأن بأنّ من يُصلح أرضًا بورًا في أي مكان في الدولة فإنها ملكيّته، وإذا لم يُصلحها في غضون ثلاث سنوات ستُردّ منه.
- صان حرية وكرامة الفرد: صون كرامة الإنسان وحماية حريته من أهم المطالب الشرعية، والتي لا تستقيم الحياة البشرية بدونها، فاهتم عمر رضي الله عنه بهذا الأمر شديد الاهتمام، فهو صاحب المقولة الشهير "متى استعبدتم الناي وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا"؛ عندما ضرب مسلم رجلًا قبطيًا في مصر.
- اهتم بالوقت والتاريخ: وضع عمر التاريح الهجري، وجاء هذا القرار عندما قدم عمر صك مكتوب عليه كلمة شعبان، فقال: كيف نعلم أن المقصود شهر شعبان الماضي أم الحالي، فعقد مجلسًا للشورى وقاموا بتحديد تاريخ لا تقع فيه الأخطاء في العقود والمعاملات.
المراجع
- ↑ "عمر بن الخطاب"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2020. بتصرّف.
- ↑ "وفاة عمر بن الخطاب"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "قصة استشهاد الفاروق رضي الله عنه"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "إنجازات عمر بن الخطاب الحضارية"، almoslim، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2020. بتصرّف.