من صفات عمر بن الخطاب

من صفات عمر بن الخطاب
من صفات عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب هو شخصية رائدة في العالم الإسلامي بأكمله، فقد كان قائدًا ورجل دولة، مؤمنًا بالله، وكان يحترم كل الأشخاص بما في ذلك غير المسلمين، وكان مثالًا حيًا للأمر القرآني "لا إكراه في الدين"، وهو ثاني الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر الصديق، فقد كان رضي الله عنه خبيرًا قانونيًا معروفًا بتقواه وعدالته، وهذا هو السبب الذي جعل الرسول عليه الصلاة والسلام يلقبه بالفاروق، أي الذي يفرق بين الحق والباطل، وهو الرجل الذي اقترن اسمه بالعدالة والصدق والقوة والشجاعة، وكان عمر بن الخطاب قائدًا عظيمًا، انتشر الإسلام تحت قيادته انتشارًا واسعًا ليس بالسيف فقط بل بالعدل والبساطة والرحمة.[١]


صفات عمر بن الخطاب

هو أمير المؤمنين هو اللقب الذي أطلقه عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عندما أصبح الخليفة الثاني، فعندما كان أبو بكر في فراش الموت، طلب من مستشاريه الصحابة اختيار خليفة من بعده، ووقع الاختيار على عمر فاختاره، وتوجد الكثير من الأسباب القوية التي جعلت عمر أفضل خيار، فهو قريبٌ من الرسول صلى الله عليه وسلم، وبينهم صلة نسب فهو والد زوجة الرسول حفصة، ومع ذلك ما ميز عمر بن الخطاب هي صفاته القيادية والتي كانت واضحة منذ وقت مبكر جدًا في حياته، ومن أهم صفات عمر بن الخطاب:[٢]

  • القوة: كان عمر معروفًا بقوته الشخصية، وقوته في إثبات الحقيقة والدفاع عنها، فعندما يتعلق الأمر بالقيام بالشيء الصحيح فكان عمر دائمًا ما يفعله حتى ولو أدى به إلى الموت، فلم يخفِ إسلامه كما فعل بقية الصحابة بسبب الخوف من الاضطهاد، بل خرج وأعلن إسلامه لقادة وزعماء قريش، وقبل الهجرة إلى المدينة المنورة وبدلًا من الذهاب أعلن قراره جهرًا، فقد كانت لديه قوة جسدية وقوة شخصية وضعت الخوف في قلوب زعماء قريش، فلم يحاولوا حتى إثنائه عن ذلك، وهذه الصفة من أهم الصفات التي يجب أن تكون في الزعيم والقائد.
  • الشعور بالمسؤولية: كان حريصًا جدًا على مسؤولياته بأكمل وجه، حتى أنه كان يُغير مظهره ويجري جولات في المدينة من أجل معرفة آراء شعبه بما يفعل، وكان يجري زيارات متكررة للولايات التي تحت حكمه كذلك، وقد كان بابه مفتوحًا للشكوى والاقتراحات، فكان أي شخص يستطيع المجيء إليه وتقديم شكوى.
  • المعرفة: كان لدى عمر القدرة على قراءة الناس ومعرفتهم، وظهرت هذه الصفة عند تعيينه للناس لقيادة الولايات الإسلامية، فقد احتفظ بالمرافقين الأكثر خبرة والمؤهلين في المدينة المنورة كمستشارين له، ومع ذلك فقد كان يتشاور مع عامة المسلمين والمسلمين الجدد، وكان يقول أن لديهم عقول أكثر وضوحًا؛ لأنهم تمكنوا من الخروج من أفكارهم الأصلية.


إنجازات عمر بن الخطاب

أنشأ عمر بن الخطاب العديد من المؤسسات خلال إدارته الدولة الإسلامية، وقد وصف المؤرخون إصلاحاته بأنها ابتكارات عبقرية، ومن أهم إنجازات عمر بن الخطاب:[٣]

  • أنشأ عمر بن الخطاب الخزينة العامة وكانت تسمى بيت المال.
  • أنشأ محاكم العدل والقضاة المعينين.
  • استخدم التقويم الهجري.
  • لقب بأمير المؤمنين.
  • نظم أدار الجيش لمحاربة القوات المعادية للإسلام.
  • حسّن وأدار الجيش من خلال تزويد كل فرع في الجيش بضابط ومحاسب وعدد من المترجمين الفوريين والأطباء والجراحين.
  • أنشأ إدارة إيرادات للأراضي، وأمر بإجراء مسح وتقييم للأراضي، كما أمر بإجراء تعداد السكان.
  • أسس مجموعة من المدن هي الكوفة والبصرة والجزيرة والفسطاط والمصل، وتعهد ببناء القوات العسكرية فيها.
  • قسّم البلدان إلى محافظات.
  • عين مسؤولين لتحصيل الضريبة.
  • أنشأ معسكرات عسكرية.
  • منح الإذن للتجار غير المسلمين لممارسة الأعمال في الأراضي الإسلامية.
  • كان يجري جولات ليلية لمراقبة أوضاع الناس.
  • قدم رواتب للفقراء اليهود والمسيحيين.
  • أسس المدارس ووفر الرواتب لمعلمي المدارس.


حياة عمر بن الخطاب

ولد عمر بن خطاب بعد عام الفيل بأحد عشر عامًا في مكة المكرمة من عشيرة بني عدي من قبيلة قريش، وكانت والدته حنتمة بنت هشام امرأة مخزومية، واعتاد في شبابه أن يعمل راعيًا لعمته وأبيه الخطاب الذي كان رجلًا قاسيًا جدًا، وكان يعامل ابنه عمر بن الخطاب معاملة سيئة مما جعل نشأته صعبة للغاية، وعندما أصبح رجلًا بدأ بتعلم فنون القتال وركوب الخيل والمصارعة، وفي الوقت نفسه أنشأ عملًا ناجحًا، مما جعله يصبح من أغنى الرجال في قريش، وقد تعلم ابن الخطاب القراءة والكتابة مع أنها لم تكن شائعة جدًا في ذلك الوقت، وليس ذلك فحسب بل كان حكيمًا فصيح اللسان، اعتاد على مساعدة عائلته في التحكيم بين القبائل المختلفة.[١]

وكان عمر كالعديد من قادة قريش مُعادٍ للإسلام ورافضًا له، وتوجد حكاية مشهورة تقول بأنه في يوم من الأيام أراد أن يقتل النبي محمد، وفي طريقه نحو منزله أخبره أحدهم أن أخته فاطمة وزوجها قد اعتنقا الإسلام ويقرآن القرآن في المنزل، عندها غير مساره وتوجه إلى أخته، وأخذ يضرب بأخته وزوجها غاضبًا دون رحمة، وقفت أخته في وجهه ولم تستسلم، وأوضحت له أنهم يتبعون تعاليم محمد الآن، وبعد خطابها تروى عمر قليلًا وطلب منها أن تقرأ عليه القرآن، وبعد الاستماع للقرآن غير موقفه وقرر الذهاب إلى النبي ليتعلم كيف يصبح مسلمًا، وقد أصبح عمر أحد أفضل الصحابة، وهاجر مع المهاجرين إلى المدينة المنورة، وأقام في قباء مع العديد من المهاجرين الآخرين، وكان مجاهدًا جيدًا، انظم إلى كل الغزوات التي كان يقودها النبي، وتلقى بعض المهام العسكرية الأخرى، واعتمد عليه الرسول في المسائل الدبلوماسية، وأصبح نسيب الرسول بعد أن تزوج الرسول ابنته حفصة.

ومع أنه كان الخليفة الثاني للمسلمين إلا أن العديد من المؤرخين يعتقدون أن عمر كان القائد الحقيقي الذي شكّل الخلافة، ففي زمن أبو بكر الصديق لم تكن شؤون الدولة قد صيغت بعد، وقد عمل عمر في عهد أبو بكر كمستشار وقاضٍ، وقبل وفاة أبو بكر اجتمع بالمسلمين واختار عمر كخليفة له، وبعد وفاته بدأ عمر سلسلة من الإجراءات التي ساعدت في قيام دولة الخلافة، وقد توفي عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة المجوسي سنة 23 هـ.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب Mary, "Umar Ibn Al Khattab"، myhero, Retrieved 13-12-2019. Edited.
  2. "What Were the 4 Leadership Qualities of Umar?", aboutislam,17-8-2019، Retrieved 13-12-2019. Edited.
  3. MOHAMMAD YACOOB (19-12-2010), "Umar ibn al Khattab among the most influential people in history"، islamicity, Retrieved 13-12-2019. Edited.
  4. "عمر بن الخطاب"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :