عمر بن الخطاب قبل الاسلام

عمر بن الخطاب قبل الاسلام
عمر بن الخطاب قبل الاسلام

عمر بن الخطاب قبل الإسلام

نشأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مكة وتربى فيها بين أهله وعشيرته بني عدي بن كعب، وكغيره من أبناء قريش وساداتها دان بديانة الوثنية، وكان ممن قاوم دعوة التوحيد التي جاء بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، واضطهد من آمن بها من قبيلة بني عدي بن كعب، فوصل إيذاء عمر أقرب الأشخاص إليه ممن أسلم، مثل أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو وأم سعيد فاطمة بنت بعجة، ومن الأخبار التي رويت في تعذيب عمر للمستضعفين ما روي عن أم عبد الله بنت أبي حثمة قالت: "والله إنا لنرتحل إلى أرض الحبشة، وقد ذهب عامر بن ربيعة بن كعب في بعض حاجتنا، إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف علي -وهو على شركه- قالت: وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشدة علينا. قالت: فقال: إنه للانطلاق يا أم عبد الله. قالت: فقلت: نعم والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا، وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا مخرجًا. قالت: فقال: صحبكم الله، ورأيت له رقة لم أكن أرها، ثم انصرف، وقد أحزنه - فيما أرى - خروجنا قالت: فجاء عامر بحاجته تلك، فقلت له: يا أبا عبد الله، لو رأيت عمر آنفًا، ورقته وحزنه علينا قال: أطمعت في إسلامه؟ قالت: قلت: نعم، قال: فلا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب، قالت: يأسًا منه، لما كان يرى من غلظته وقسوته عن الإسلام".

ومن مساوئ الجاهلية التي اتصف بها عمر في جاهليته؛ تعاطي الخمور وشربها، فقد روي عنه قوله:" وإني كنت لأشرب الناس لها في الجاهلية"، ومنها وأد البنات، وهي عادة عرف بها العرب؛ لأنهم كانوا يفضلون الذكور على الإناث، أما عمر رضي الله عنه فقد عرف عنه أنه وأد ابنة له في الجاهلية، وعلى الرغم من تمسكه بالديانة الوثنية ومقاومته دعوة التوحيد ومن اتبعها وما روي من تعاطيه الخمر وغير ذلك من عادات الجاهلية السيئة، إلا أنه كان يعظم شعائر الله ويعرف فضلها.[١]


دخول عمر بن الخطاب للإسلام

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قويًا شجاعًا غليظًا ذا قوة فائقة، وكان قبل إسلامه أشد الأشخاص عداوةً لدين الله، وكان شديد العداوة لرسول الله عليه السلام ولم يرق قلبة للإسلام أبدًا، وفي يوم قرر عمر بن الخطاب قتل سيدنا محمد عليه السلام فسن سيفة وذهب لقتله، ووجد في الطريق رجلًا من صحابة رسول الله وكان قد أخفى إسلامه، فسأله الصحابي إلى أين يا عمر؟ قال عمر ذاهب لأقتل محمدًا، فقال له الصحابي وهل تتركك بني عبد المطلب ؟ قال عمر للصحابي الجليل أراك اتبعت محمدًا ؟! قال الصحابي لا ولكن أعلم يا عمر قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله فأبدأ بآل بيتك أولًا فقال عمر من؟ قال له الصحابي: أختك فاطمة وزوجها اتبعتوا محمدًا، فقال عمر أو قد فعلت؟ فقال الصحابي: نعم، فأنطلق عمر مسرعًا غاضبًا إلى دار سعيد بن زيد زوج أخته فاطمة رضي الله عنها فطرق الباب وكان خباب بن الأرت يُعلّم فاطمة وسعيد بن زيد القرآن، فعندما طرق عمر الباب فتح سعيد بن زيد الباب فأمسكة عمر وقال له: أراك صبأت؟ فقال سعيد: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟ فضربه عمر وأمسك أخته فقال لها: أراكِ صبأتِ؟ فقالت: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟ فضربها ضربةً شقت وجهها، فسقطت من يدها صحيفة قرآن فقال لها: ناوليني هذه الصحيفة فقالت له فاطمة رضي الله عنها: أنت مشرك نجس اذهب فتوضأ ثم إقرأها، فتوضأ عمر ثم قرأ الصحيفة وكان فيها: {طه* مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى* إِلاّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى* تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى* الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى* لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [٢]

فأهتز عمر فقال ما هذا بكلام بشر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وقال دلوني على محمد، فقام له خباب بن الأرت وقال أنا أدلك عليه فذهب به خباب إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، فطرق الباب عمر بن الخطاب فقال الصحابة: من؟ قال: عمر فخاف الصحابة واختبأوا فقام حمزة بن عبد المطلب وقال يا رسول الله دعه لي فقال الرسول: أُتركه يا حمزة، فدخل عمر فأمسك به رسول الله وقال له: أما آن الأوان يا بن الخطاب؟ فقال عمر: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فكبر الصحابة تكبيرًا عظيمًا سمعته مكة كلها فأصبح إسلام عمر نصر للمسلمين وعزة للإسلام وكان رسول الله عليه السلام يدعو له دائمًا ويقول "اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين".

وبادر سيدنا عمر بن الخطاب بشجاعته وقام وقال لرسول الله: يا رسول الله: ألسنا على الحق؟ قال الرسول نعم، قال عمر: أليسوا على الباطل؟ قال رسول الله: نعم، فقال عمر بن الخطاب: ففيما الاختفاء؟ قال رسول الله: فما ترى يا عمر؟ قال عمر: نخرج فنطوف بالكعبة، فقال له رسول الله: نعم يا عمر" فخرج المسلمون لأول مرة يكبرون ويهللون في صفين صف على رأسه عمر بن الخطاب وصف على رأسه حمزة بن عبد المطلب، وبينهما رسول الله عليه السلام يقولون: الله أكبر ولله الحمد ثم طافوا بالكعبة فخافت قريش ودخلت بيوتها خائفة من إسلام عمر ومن الرسول عليه السلام وصحابته رضى الله عنهم.[٣]


صفات عمر بن الخطاب

اتصف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالعديد من الصفات، وفيما يأتي ذكرها:[٤]

  • كان عمر رضي الله عنه متواضعًا ويتصف بالبساطة، وكان يبتعد عن التكلف والتكبر والغرور.
  • كان يتصف بالعلم والفقه في الدين.
  • كان يساعد الآخرين ويخدمهم ويحترم حقوقهم ولو كان على حساب حقه.
  • يتصف بالصبر وحسن الاستماع للآخرين، ويتقبل النقد بصدر رحبٍ.
  • دائم العدل ويترفع عن أموال المسلمين، وكان يعيش كفافًا ليلقى الله تعالى بريء الذمة منهم.
  • يتمتع بقوة الإيمان ويتقرب إلى الله لدرجة أن الشيطان كان يهرب من المكان الذي يراه فيه.
  • يقف عند حدود الله ويتبع أوامره وينفذ ما جاء في آيات القرآن الكريم.
  • كان يتصف بالقوة والشجاعة، فقد أعزّ الله الإسلام به.
  • كان يتصف بالتسامح ولا يرد على الإساءة.
  • كان عادلًا ويحق الحق حتى لو على أقاربه.
  • كان محبوبًا لاتباعه نهج التسامح الديني، ويحافظ على حقوق الأديان الأخرى.


عمر بن الخطاب خليفةً للمسلمين

كان عمر بن الخطاب أنموذجًا فريدًا للحاكم الذي يشعر بالمسؤولية أمام الله وأمام الأمة، فقد كان مثالًا للتواضع والإحساس بثقل وخطورة مسؤولية الحكم، حتى أنه كان يخرج ليلًا ليتفقد أحوال المسلمين، ويبحث عن حاجات رعيته، وله في ذلك أخبار طريفة وقصص عجيبة، من ذلك أنه بينما كان يعس بالمدينة وإذ بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فحينما اقترب رأى رجلًا جالسًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن أخباره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن زوجته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فاسرع عمر إلى بيته فقال لامرأته أم كلثوم: "هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد، قالت: نعم، إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم عمر يا أميرالمؤمنين، بشّر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل.[٥]


المراجع

  1. "حياة عمر بن الخطاب في الجاهلية"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
  2. سورة طه، آية: 1-6.
  3. "قصة اسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه"، موقع السنة، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
  4. "صفات عمر بن الخطاب"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.
  5. "عمر بن الخطاب"، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :