ماذا كانت مهنة عمر بن الخطاب

ماذا كانت مهنة عمر بن الخطاب
ماذا كانت مهنة عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن لؤي بن غالب بن كعب القرشي العدوي، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وأسلم في السابع والعشرين من العمر، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد المبشرين بالجنة، وأول خليفة دُعي بأمير المؤمنين، كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا حفص، ولقبه بالفاروق لأنه يفرق بيت الحق والباطل، شهد عهد خلافته قوة الدولة الإسلامية ودين الإسلام؛ فتوسعت الدولة وانتشر الدين في مشرق الأرض ومغربها، وقد قيل إنّ الفتوحات وصلت إلى 1.036 مدينة بنى فيها 4.000 مسجد، وسنتحدث في هذا المقال حول مهنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيء من التفصيل، بالإضافة إلى إنجازاته أثناء فترة خلافته للدولة الإسلامية إلى استشهاده رضي الله عنه.[١]


مهنة عمر بن الخطاب

يعظم الدين الإسلامي مكانة العمل أيًّا كان، ومما لا شك فيه أنّ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم ينشأ خليفةً وقائدًا للدولة الإسلامية، بل عاش فترة طويلة من حياته في عصر الجاهلية فكان واحدًا من أشراف قريش، وقد عمل في مهنة الرعي وهي مهنة معروفة عند العرب في الجاهلية، وقد عمل فيهما خير البشر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعاش عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صغره حياة العوز والحاجة والفقر مما جلعه أكثر مقاومة وقدرة على تحمل الشدائد، وأبعد عن حب الراحة والرفاهية، ثم اشتغل في مهنة التجارة، وهي ما جعلته من أشراف قريش وقاداتها وأغنى رجالها، وقيل إنه عمل سفيرًا لدى قريش، فإذا ما وقعت حرب بين قريش وغيرها من القبائل بعثوه سفيرًا منافرًا أو مفاخرًا، ورغم ضعف هذه الأخبار إلا أنها واردة لما كانت له رضي الله عنه من مكانة عالية ورفيعة في قومه، ولما كان يتمتع به من صفات خلقية حميدة، ورجاحة عقل، وسداد رأي، وحكمة فذة، وبعد أن توفي الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، تولى بن الخطاب خلافة الدولة الإسلامية، وقد أنجز الكثير من الأعمال التي تسطر بماء الذهب، ومنها[٢][٣]:

  • تأسيس بيت مال المسلمين لجمع الأموال المستحقة من الأمة الإسلامية ثم توزيعها وفق نظام عادل وحسب ما تقتضيه مصلحة الدولة.
  • إنشاء نظام الدواوين الخاص بتسهيل جمع الأموال وتوزيعها، ومنها ديوان الجند الخاص برواتب الجنود، وديوان الخراج الخاص بأصحاب الأراضي، وديوان العطاء الخاص بالمحتاجين وغيرها.
  • وضع نظام قضاء محكوم بشروط خاصة لنشر العدل في الدول الإسلامية، وعليه اقتضى تعيين قضاة بشروط مميزة مع منحهم رواتب عالية بما يحول دون حاجتهم للعمل في مهن أخرى، وبالتالي الاهتمام والتركيز في مهنة القضاء.
  • تسيير الفتوحات الإسلامية لنشر الدين الإسلامي في بلاد الرافدين، وبلاد الشام، ومصر.
  • إنشاء مدن جديدة في البلدان الإسلامية منها مدينتي الكوفة والبصرة في العراق، ومدينتي الفسطاط والجيزة في مصر.
  • استصلاح الأراضي الزراعية وإنشاء السدود والقناطر، بالإضافة إلى شق فروع الأنهار.
  • جمع القرآن الكريم في المصحف الشريف.
  • تمهيد الطرق الخارجية لتسهيل الاتصال والتواصل بين المدن والقرى والبادية، وهو ما أنعش قطاعي الزراعة والصناعة.
  • اعتماد التقويم الهجري الخاص بالمسلمين بعد مناقشة صحابته الكرام في الأمر، والهدف من التقويم هو ضبط المعاملات والعقود التجارية.


قصة إسلام عمر بن الخطاب

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد أعداء الإسلامي في الجاهلية، حتى إنه همّ بقتل النبي صلى الله عليه وسلم، فتقلد سيفه ليفعل، وفي طريقه لقي رجلًا فسأله إلى أين تذهب، فأخبره بنيته بقتل المصطفى عليه الصلاة والسلام، فرد عليه الرجل إن أختك وزوجها يا عمر أعلنا إسلامهما، فمضى بن الخطاب إلى بيت أخته فاطمة، ودخل عليها فلقي عندها خباب بن الأرت يعلمها آيات من سورة طه، فاختفى خباب لما رآى عمر خوفًا منه، ثم ضرب أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد، ثم ندم وطلب منهما إعطاءه القرآن الكريم الذي كانا يتعلمانه، فقرأه رضي الله عنه بعد أن تطهّر، فأعجبه ما قرأه، ثم قرر إعلان إسلامه رضي الله عنه.[١]


قصة استشهاد عمر بن الخطاب

بينما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤم الناس في صلاة فجر السابع والعشرين من ذي الحجة سنة 23 للهجرة؛ طعنه أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي في كتفه، وكان له من العمر 63 سنة، ولم يكتفِ المجوسي بقتله بل ما كان يمر على أحدٍ يمينًا أو شمالًا إلا طعنه، وقيل إنه طعن 13 رجلًا، مات منهم 7، فلما رآى رجل من المسلمين الحادثة طرح على أبي لؤلؤة برنسًا، فلما ظن نفسه مأخوذ قتل نفسه.

وقيل في تلك الحادثة إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمسك يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه ليصلي بالناس بدلًا منه، فصلى بهم صلاة خفيفة ثم حُمِل بن الخطاب إلى داره وهو ينزف حتى غشي عليه، ثم استيقظ وسأل: أصلّي بالناس، قالوا: نعم، ثم توضأ هو وصلى، ولما علم عمر أنّ مَن قتله عبد مجوسي قال قولته الشهيرة: "الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجَّني عند الله بسجدةٍ سجدها قطُّ"، وجيء بطبيب فسقى عمر نبيدًا فخرج من جرحه، ثم سقاه لبنًا فخرج من جرحه فعرف أنّه الموت، وكان رضي الله عنه قد طلب من ابنه عبدالله أن يستأذن من عائشة رضي الله عنها أن يُدفن مع صاحبيه، وطلبه على سبيل الرجاء لا الأمر.[٤][٥]


المراجع

  1. ^ أ ب عبدالعزيز الشثري (21-4-2011)، "الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (1)"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019. بتصرّف.
  2. "حياة عمر بن الخطاب في الجاهلية"، islamstory، 17-1-2016، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019. بتصرّف.
  3. "انجازات عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، المرسال، 26-9-2017، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019. بتصرّف.
  4. "الفرع الثاني فضل: عمر بن الخطاب"، درر، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019. بتصرّف.
  5. إبراهيم الحقيل (5-9-2007)، "مقتل عمر رضيَ الله عنه"، شبكةألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :