شروط الخطبة في الاسلام

شروط الخطبة في الاسلام
شروط الخطبة في الاسلام

الخطبة في الإسلام

الخطبة في الشرع هي أن يطلب الرجل المرأة للزواج، الذي عليه أهل العلم أن الخطبة مشروعة لمن أراد الزواج، قال تعالى:{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ}،[١] وقد

ورد عن النبي عليه السلام أنه خطب أمنا عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، وخطب أيضا حفصة رضي الله عنها، وتكون الخطبة إذا عزم الإنسان على الزواج من امرأة معينة، فإنه يتقدم لخطبتها من وليها بمفرده أو بصحبة أحد أقاربه مثل أبيه أو أخيه أو أن يوكل غيره في الخطبة، ويجب مراعات العرف في ذلك ففي بعض البلاد يكون ذهاب الرجل بمفرده للخطبة عيبًا.

وفي الخطبة يشرع لكَ أن ترى المخطوبة، وذلك لما ورد عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: [أتَيتُ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فذَكرتُ لَهُ امرأةً أخطبُها فقالَ اذْهب فانظر إليْها فإنَّهُ أجدرُ أن يؤدمَ بينَكُما فأتيتُ امرأةً منَ الأنصارِ فخطبتُها إلى أبويْها وأخبرتُهما بقولِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فَكأنَّهما كرِها ذلِكَ قالَ فسمعت ذلِكَ المرأةُ وَهيَ في خدرِها فقالت إن كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أمرَكَ أن تنظرَ فانظُر وإلَّا فأنشدُكَ كأنَّها أعظَمت ذلِكَ قالَ فنظرتُ إليْها فتَزوَّجتُها فذَكرَ من موافقتِها]،[٢]

وإذا تقدمت لخطبة امرأة وتمت الموافقة من المرأة وأهلها، فإنه يتفق حينها على المهر وتكاليف الزواج وموعده ونحو ذلك من الأمور الواجبة للزواج، وتختلف أعراف الناس في ذلك فمنهم من يتم الخطبة والعقد في مجلس واحد، ومنهم من يؤخر العقد عن الخطبة، أو يؤخر الدخول عن العقد، وذلك كله جائز، فإن النبي عليه السلام عقد على عائشة ودخل بها بعد ثلاث سنين، وللخطبة شروط وأداب ومحضورات سنتحدث عنها في هذا المقال، وذلك حتى تكون خطبتك تامة وصحيحة وبعيدة عن كل ما يخالف أوامر الله ويخالف العادات والتقاليد.[٣]


شروط الخطبة في الإسلام

إليكَ شروط الخطبة التي ينبغي التقيد بها عند خطبتكَ:

  • أن التكون المرأة المخطوبة ليست ممن يحرمن على الرجل تحريما مؤبدًا أو تحريمًا مؤقتًا، والمحرمات تحريمًا مؤبدًا جمعتهن الآية الكريمة، قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}،[٤]

فالمحرمات حرمة مؤبدة هنّ الأمهات، والبنات، والأخوات، والعمات، والخالات، وبنات الأخ، وبنات الأخت، وخلاصة ذلك أنه يرحم على الرجل أن يخطب أصوله وهنّ الأمهات والجدات، وفروعه وهن البنات وبنات الأولاد، وفروع أول أصوله وهن الأخوات وبنات الإخوة وبنات الأخوات، أول فرع من كل أصل بعده وهن العمات والخالات وإن علون، كما يحرم على الرجل خطبة المحرمات من الرضاع، ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب.

هنالك أيضًا ما يحرم على الرجل بالمصاهرة، فإذا عقد الرجل عقد نكاح على امرأة فإنه يحرم عليه أمهاتها وجداتها وإن علون من الرضاعة والنسب، كما يحرم عليه الربيبة إذا دخل بأمها، ويحرم أيضا زوجات الأبناء وزوجة الأب والجد وإن علا، كما ويحرم الجمع بين الأختين، والمرأة وعمتها والمرأة وخالتها، وكذلك يحرم على الرجل المرأة التي لاعنها أيّ المرأة التي اتهمها بالزنى.[٥]

  • لا يخطب الرجل امرأة عرف أنّها مخطوبة، أو لمح أحدهم أمامه بخطبتها، وذلك حفظا للمجتمع من المشاحنات والضغائن، وكذلك على المرأة أن لا تطلق طلاق غيرها من النساء لتحل محلها في بيتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن ذلك نهيا تاما، فحاول أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وأن تذع نفسك مكان أخيك المسلم. [٦]


كيف تعامل خطيبتك حسب آداب الإسلام؟

إذا كنت خاطبًا أو مقبلًا على خطبة فتاة ما، فعليك مراعات آداب الإسلام في التعامل معها لأنها تعد اجنبية عليك ما لم تعقد النكاح عليها، وهذه الآداب لا يجوز تجاوزها حفاظًا على نفسك، وعلى الفتاة التي تريد خطبتها، ومن هذه الآداب:[٧]

  • أن لا يكون هنالك خلوة، فهي أجنبية عنك ولا تجوز لك الخلوة فيها.
  • أن لا يحدث بينكما مصافحة وغيرها، مثل اللمس والتقبيل.
  • أن لا يتجاوز الكلام قدر الحاجة، ويكون الكلام في ما هو ضروري مثل؛ الإتفاق في تفاصيل الخطبة.
  • الالتزام بغض البصر.
  • أن تخاطبها من وراء حجاب أو أن تكون بكامل الحشمة.


مَعْلُومَة

إن قراءة الفاتحة عند خطبة المرأة أو عقد النكاح عليها، لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويكفي الخاطب أو الوكيل أن يكلم ولي المرأة بالرغبة في خطبتها فإن وافق، فقد تمت الخطبة ولا يستحب حينئذ قراءة الفاتحة ولا غيرها، بل الأفضل أن يفتتح عقد النكاح بخطبة الحاجة، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل، وخطبة الحاجة هي [أنَّ الحمدَ للَّهِ، نحمدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفرُهُ، ونعوذُ باللَّهِ من شرورِ أنفسنا، ومن سيِّئاتِ أعمالنا، من يَهدِهِ اللَّهُ فلاَ مضلَّ لَهُ، ومن يضلل فلاَ هاديَ لَهُ، وأشْهدُ أن لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ , وحدَهُ لاَ شريكَ لَهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، ثمَّ تصلُ خطبتَكَ بثلاثِ آياتٍ من كتابِ اللهِ : يا أيُّها الَّذينَ آمنوا اتَّقوا اللَّهَ حقَّ تقاتِه ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واتَّقوا اللَّهَ الَّذي تساءلونَ بِهِ والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا، وَ اتَّقوا اللَّهَ وقولوا قولاً سديدًا يصلح لَكم أعمالَكم ويغفر لَكم ذنوبَكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما]،[٨] وإذا زاد بعض الأحاديث والأيات مع شيء من الوعظ والتذكير ونحو ذلك فلا حرج.[٩][١٠]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية: 235.
  2. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم: 1524، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  3. "الخطبة الشرعية وأركان عقد النكاح"، ar.islamway.، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-2. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية: 23.
  5. "المحرمات من النساء في الكتاب والسنة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-2. بتصرّف.
  6. "آداب الخطبة في الإسلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-2. بتصرّف.
  7. "أحكام وضوابط فترة الخطوبة"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-2. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1547، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  9. "قراءة الفاتحة عند خطبة الفتاة لا أثر له"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-2. بتصرّف.
  10. "خطبة عقد النكاح"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-7-2. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :