الحديث النبوي
معنى الحديث في اللغة الجديد وهو نقيض القديم، ويُطلق على الكلام قليله وكثيره؛ لأنه يتجدد ويتغيّر أولًا بأول، وجمعه هو أحاديث، أما معنى الحديث في الاصطلاح هو كلّ ما نُسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقِيّة أو خُلُقيّة، والمقصود بالتقرير هو سكوت الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم إنكاره عند حدوث فعل أو قول، فسكوته تقرير يُكْسِب الفعل الصفة الشرعيّة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يُقِرّ أمرًا غير مشروعًا، فالمقصود بالصفات الخَلْقِيّة فهو ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام من صفات شخصية في كونه أبيض الوجه، ومعتدل الطول، ومتوازن المشية، والمقصود بالصفات الخُلُقِية هي الصفات التي كان يتمتع بها ويتعامل بها مع الناس مثل؛ الكرم والشجاعة والعفو والصبر والتواضع وغيرها الكثير من مكارم الأخلاق، والبعض من العلماء يُدخِل إلى تعريف الحديث النبوي أقوال الصحابة والتابعين وأفعالهم، وقد جمع الكثير من العلماء بين أقوال النبي وأفعاله وتقاريره وبين أقوال الصحابة والتابعين وأفعالهم، ومن أهم الألفاظ التي تتعلّق بلفظ الحديث وخاصة لطلبة العلم هي؛ الخبر، الأثر، الإسناد، الحافظ، الحجة، الحاكم، والكثير من الأحاديث النبوية تُروى بطرق متعددة قد تبلغ العشرة أو العشرين طريقة، ويعد كل منها حديث مستقل على الرّغم من أن لها نفس المعنى ولكن السبب هو اختلاف راوي الحديث.[١]
فضائل الحديث النبوي
توجد الكثير من فضائل الحديث النبوي الشريف التي تعود عليك بالخير والفضل العظيم، ومن أهم هذه الفضائل:[٢]
- علم الحديث هو من أجلّ العلوم وأرفعها وأفضلها عند الله تعالى.
- من خلال علم الحديث ستعرف المراد من كلام الله عز وجل، وبه تطلع على أحوال نبيك وصفاته وشمائله.
- تعلّم الحديث ونشره والعمل به من أفضل ما يمكنك أن تتقرب به لربك جل وعلا، وفيه إحياء لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به.
- الاشتغال بعلم الحديث هو تبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثال لأوامره في التبليغ عنه ولو آية.
- تعظيمك الحديث وحرصك على نقله، والتأسي به من أعظم علامات محبة المرء للرسول صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الشريف عن أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللهِ متى قيامُ السَّاعةِ ؟ فقامَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى الصَّلاةِ فلمَّا قَضى صلاتَه قالَ أينَ السَّائلُ عن قيامِ السَّاعةِ فقالَ الرَّجلُ أنا يا رسولَ اللَّهِ قالَ ما أعددتَ لَها قالَ يا رسولَ اللهِ ما أعددتُ لَها كبيرَ صلاةٍ ولا صومٍ إلَّا أنِّي أحبُّ اللَّهَ ورسولَه فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المرءُ معَ من أحبَّ وأنتَ معَ مَن أحببتَ فما رأيتُ فرحَ المسلمونَ بعدَ الإسلامِ فرحَهم بِهذا][٣].
- إن حفظ الأحاديث ونشرها هي من صفات العلماء الذين هم ورثة الأنبياء.[٤]
- حفظك الأحاديث هو حفظ وصيانة للدين وصيانة لأصل عظيم من أصوله، فلولا وجود الأحاديث لذهبت السنة، ويعد نشر العلم وخاصة الحديث هو طريق لدخول الجنة.[٤]
أهم كتب الحديث النبوي
كتب الأحاديث التي يمكنك قراءتها والاستفادة منها كثيرة ولا يمكن حصرها بعدد محدود، ومقاصد المصنفين في هذه الكتب متعددة فمنها جامع ومختصر، ومنها مشترط للصحة وغير مشترط، ومنها ما أُفردت أحكامه، ومنها ما أُفردت فضائله وغيرها الكثير من المقاصد، ولكن أجلّ وأرفع كتب السنة باتفاق جميع علماء الأمة هو كتاب صحيح البخاري وصحيح مسلم، فهما أصح كتب السنة بعد القرآن الكريم، فينبغي للدارسين والباحثين عن أهم كتب السنة البداية بهما قبل غيرهما، ثم الاعتناء بكتب أصحاب الحديث الأربعة وهم؛ سنن الترمذي، سنن النسائي، سنن أبو داوود، سنن ابن ماجه، فقال العلماء عن هؤلاء الأربعة أنهم لم يفوتهم شيء من أحاديث الأحكام فهي جامعة لها كلها، وهذه الكتب مسندة أي تَروي الأحاديث بالإسناد، وإذا كان الشخص لا يستطيع التمييز بين الحديث الضعيف والحديث الصحيح فالأولى اعتماد هذه الكتب:[٥]
- الجامع الصغير وزيادته للسيوطي، وقد خدمه الشيخ الألباني رحمه الله، وقد ميّز الصحيح من الضعيف، فأفرد كلّ قسم في كتاب سمي: صحيح الجامع، وضعيف الجامع.
- منتقى الأخبار للمجد ابن تيمية رحمه الله، وقد شرحه وتكلم على أحاديث الشوكاني رحمه الله في شرحه المشهور نيل الأوطار.
- رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله، وقد حققه غير واحد، ومنهم الألباني.
- بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر، وقد شرحه الأمير الصنعاي.
- عمدة الأحكام للحافظ المقدسي، وقد شرحه ابن دقيق العيد.
ومن أهم كتب الأحاديث الأخرى التي قد يهمك معرفتها:[٦]
- فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر.
- نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار للشوكاني.
- الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني.
- الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة للمحدث المعلمي اليماني.
- الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار للحازمي.
- السنن الكبرى للبيهقي.
- إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة للبوصيري.
- كشف المشكل من حديث الصحيحين لإبن الجوزي.
مَعْلومَة
هل تعرف ما الفرق بين الحديث النبوي والحديث القدسي؟ سنوضح لك الفرق، فالحديث النبوي كما ذكرنا هو كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة؛ وهو حجة على العباد ومن الواجب اتباعه، أما الحديث القُدسي هو ما كان لفظه من النبي ومعناه من الله تعالى، أو هو ما أخبر به الله تعالى نبيه بالإلهام أو في المنام، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه بعبارة من نفسه،[٧] فالحديث القُدسي كلّ ما ينقله الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه من غير القرآن الكريم، فيقال له قدسي ويقال له كلام الله تعالى، ولكن حكمه ليس كحكم القرآن الكريم من حيث الإعجاز، ومن جهة أنه لا يُمَس إلا بطهارة، ومن جهة أنه لا يُقرأ في الصلاة، ولكن حكمه أنه كلام الله تعالى، ومن الأحاديث القدسية ما حكاه النبي عن ربه فقال: [عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ][٨]، فهذا الحديث يقال له قدسي ويقال له كلام الله تعالى.[٩]
المراجع
- ↑ الشيخ طه محمد الساكت، "في معنى " الحديث " لغة واصطلاحا وما يتصل به "، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "شرف الحديث والمحدثين"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2385، صحيح.
- ^ أ ب "فضائل حفظ واستظهار الأحاديث النبوية "، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "أسماء بعض كتب الحديث الهامة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2020. بتصرّف.
- ↑ محمد بن علي بن جميل المطري، "أهم كتب الحديث لمن أراد أن يتخصص في السنة النبوية "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2020. بتصرّف.
- ↑ "تعريف الحديث القدسي والنبوي"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2577، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ↑ "الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 3-7-2020. بتصرّف.