حديث شريف يبين فضل صلة الارحام

حديث شريف يبين فضل صلة الارحام
حديث شريف يبين فضل صلة الارحام

صلة الأرحام في الإسلام

تعد صلة الرحم من أفضل الأفعال في الدين الإسلامي، إذ ورد ذكر فضلها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لما في هذا الفعل من تأليف بين قلوب المسلمين وتعاضدهم، وحذّر الله جل وعلا قاطعي الأرحام في قوله: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ}،[١] وفي هذه الآية الكريمة قال الطبري: "هؤلاء الذين يفعلون هذا، يعني: الذين يفسِدون ويقطعون الأرحامَ الذين لعنهم الله، فأبعدهم من رحمته فأصمَّهم، بمعنى: فسلبهم فَهْمَ ما يسمعون بآذانهم من مواعظ الله تعالى في تنـزيله، {وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}؛ بمعنى: وسلبهم عقولَهم، فلا يتبيَّنون حُجج الله سبحانه، ولا يتذكَّرون ما يرون من عِبَره وأدلَّته"، ولصلة الأرحام فوائد كثيرة، فهي تقرّب قلوب المسلمين، لأن المسلم يصل جميع أرحامه دون اعتبار لنزعات النّفس أو مواقف الغير تجاهه.[٢]


حديث عن فضل صلة الأرحام

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ]،[٣] ذُكر الإيمان في هذا الحديث النبوي الشريف في أكثر من موضع، لأن الإيمان بالله وباليوم الآخر يدفع المكلف إلى العمل والمحاسبة، لأنه سيقف بين يدي الله عز وجل، وذكر هذا الحديث صلة الرحم وربطه مع الإيمان بالله، فتكون صلة الرحم عن طريق زيارة الأرحام، أو مواساتهم بالمال عند حاجتهم، أو التواصل الدائم معهم في حال بعد المسافات وتعسّر الصلة الشخصية، وبها يكسب المؤمن رضا الله وثوابه.[٤]


أهمية صلة الأرحام

على المؤمنين الاستمرار في صلة الأرحام لما لها من أهمية كبيرة، فهي تُنمّي الإحسان بين الأقرباء، وتدفع عنهم الشر، وتؤنس مرضاهم، وتعيل فقيرهم، وتعلّي من شأنهم، وتقوي أواصر العلاقات بين جميع أفراد المجتمع، فهذا الفعل يؤكّد على وحدة المجتمع الإسلامي وتماسكه، ويملئ نفوسهم بالأيمان والراحة لأن المرء يبقى بعيدًا عن العُزلة والوحدة التي تُدخل في نفسه الضيق، فالتواصل مع الأقرباء يزود المحبة والرعاية ويمدون يد العون لمحتاجها، وجعل الله عز وجل صلة الرحم توجب صلته سبحانه وتعالى، كما حذّر عز وجل من قطيعة الأرحام لما فيها من تشيع البغضاء والعداوة، وتعمل على التفكك.[٥]


قد يُهِمُّكَ

لتارك صلة الأرحام عقوبة عظيمة، فهو ملعون من الله، ويُصنف من الفاسقين الخاسرين كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}،[٦] وقاطع الأرحام يُعاقب في الدنيا والآخرة، فعن أبي بكرة رضي الله عن أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: [ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجِّلَ اللَّهُ لصاحبِهِ العُقوبةَ في الدُّنيا معَ ما يدَّخِرُ لَهُ في الآخرةِ منَ البغيِ ، وقطيعةِ الرَّحمِ]،[٧] ولا يرفع الله له عملًا ولا يقبله، وقاطعها يعتبر قاطع الوصل مع الله، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: [الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ].[٨][٩]


المراجع

  1. سورة محمد، آية: 22-23.
  2. "فضل صلة الرحم في القرآن الكريم والسنة النبوية"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2020. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6138، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  4. "حديث «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه..»"، khaledalsabt، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2020. بتصرّف.
  5. "صلة الرحم في الإسلام أهميتها وحقوقها"، islamstory، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2020. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية: 27.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 2511، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2555، خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
  9. "لا يدخل الجنة قاطع رحم"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :