ثمرات بر الوالدين في الدنيا والاخرة

ثمرات بر الوالدين في الدنيا والاخرة
ثمرات بر الوالدين في الدنيا والاخرة

الإسلام دين حياة

من أهم صور كمال الدين الإسلامي هو اهتمامه بكافة مجالات الحياة، إذ لم يترك قضية أو فردًا دون وضع أحكام تخصه لتكتمل التربية الإسلامية بأسسها العديدة لبناء مجتمع سليم، ولأن الأسرة هي الوحدة الأساسية في نمو وتطور المجتمع فإن الدين جاء لينظم علاقة الفرد بوالديه، وأوصى ببرهما لنيل رضا الله تعالى، وجاءت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لتؤكد ذلك، ويتمثل البر والإحسان إلى الوالدين بصور عديدة كالاهتمام بهما خاصة عند الكبر، والدعاء لهما وتنفيذ ما يرغبان فيه ورعايتهما أحسن رعاية والتأدب في المعاملة وغيرها من واجبات الوالدين على الأبناء، وركز الإسلام على أهمية برّ الوالدين لدورهما في تحمل مشاق تربية الأبناء وتوفير كافة الاحتياجات لهم، كما أن هذا الاهتمام ساعد في الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع، كما حفظ الترابط بين أفراد الأسرة الواحدة بمودة ورحمة.[١]

 

ثمرات برّ الوالدين

الوالدان هما أقرب الأشخاص للأبناء من حيث صلة الدم ودورهما الكبير في تربية الأبناء وتوفير كافة احتياجاتهم، وقد خُصت الأم بمكانة عظيمة بسبب تحملها مشقة الحمل والولادة والرضاعة والتربية، وكذلك الأب الذي يسعى في طلب الرزق لتوفير كافة مستلزمات الحياة، وإن تقديم البر لهما لا يمكن أن يعادل ولو جزءًا صغيرًا من دورهما وفضلهما على الأبناء، أما ثمرات هذا البر في الدنيا والآخرة فهي كثيرة ومتعددة، وقد ذكرها علماء الشريعة استنادًا إلى ما أوصى به الله تعالى ورسوله الكريم ومنها الثمار الآتية:[٢]

  • بر الوالدين وطاعتهما هو طاعة لله ولرسوله، فيحظى البار بوالديه برضا الله تعالى.
  • بر الوالدين والإحسان لهما سبب لدخول الجنة والنجاة من النار.
  • بر الوالدين وحسن معاملتهما هو سبب لنشر المحبة والألفة.
  • بر الوالدين واحترامهما وطاعتهما هو بمثابة شكر لهما لما قدماه للابن؛ فهما سبب وجوده في الدنيا، وقد أمر الله بشكره وشكر الوالدين.
  • بر الوالدين هو السبب الأول لأن تبر الأبناء آبائهم، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.


معنى بر الوالدين

البر هو عكس العقوق، وبر الوالدين هوالإحسان إليهما بمعنى السمع والطاعة وخفض الجانب لهما، والتلطف في القول والفعل في معاملتهما وإظهار الحب لهما، وقد أمر الله تعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما في محكم كتابه؛ فقد قرن الله تعالى طاعته بطاعة الوالدين والإحسان إليهما، فكان بر الوالدين من أعظم الأعمال والطاعات التي تقرب العبد من ربه، والخلاصة من هذا كله أن يكون الابن حريصًا على جلب الخير والنفع لأمه وأبيه، وأن يدفع الشر والأذى عنهما ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.[٣]


صور وأشكال بر الوالدين

أشكال بر الوالدين في حياتهما

بر الوالدين ليس مجرد أقوال وشعارات لتمجيد الوالدين؛ بل هو أفعال عملية يؤديها الابن لنيل رضا الله تعالى ومن ثم رضا الوالدين، مما ينعكس على ذلك الفوز بثمرات البر في الدنيا والآخرة، ومن أشكال بر الوالدين:[٣][٤]

  • سرعة تلبية ما يرضيان عنه وما يرغبان به، وطاعتهما في كل الأمور إن لم يكن فيها معصية لله تعالى ولنبيه عليه السلام.
  • معاملتهما بالإحسان في القول والعمل والرفقة الطيبة؛ فالوالدان يحبان سماع الكلام اللين، فلا يرفع الأبناء صوتهم عليهما ولا يفعلون بما يغضبهما، وخفض الصوت عند الحديث معهما، ولا يزجرهما أبدًا، والتواضع في المعاملة معهما، والتذلل لهما.
  • وصلهما دائمًا ووصل أقربائهما، فبالرغم من مشاغل الحياة الكثيرة فإن من حق الوالدين على الأبناء زيارتهما وعدم الانقطاع عنهما، وصلة أقرباء الوالدين لما في ذلك من إدخال للفرح والسرور على قلبهما.
  • تقديم العون لهما في أعمالهم، والحرص على بذل الرعاية لهما والإنفاق عليهما عند حاجتهما.
  • الدعاء الدائم لهما والاصلاح بينهما في حال حصل خلاف بين الأم والأب.
  • حسن الاستماع للوالدين ولحديثهما، وعدم مقاطعتهما في الحديث مهما كان حديثهم، فعلى الابن أن يتقبل حديث والديه ويصغي له جيدًا.
  • عدم التأفف منهما أو من طلباتهما، فلا يضجر أمامهم أو يظهر سخطه وعدم رضاه عنهما، إذ يجب ألا يظهر الابن البار في وجه والديه سوى الابتسامة والبشاشة والترحيب وحسن الاستقبال.
  • تعد مشاورة الوالدين في الأمور الحياتية هي من أجمل صور البر بهما، فهي تشعرهما بقيمتهما عند الابن.
  • تعليمهم أمور دينهم بطريقة غير مباشرة كي لا يشعرهما بالحرج أو الإساءة، كأن يعطيهما كتابًا نافعًا أو يسمعهما شيئًا يعلم أمور الدين وأحكامه.

صور بر الوالدين بعد موتهما

بر الوالدين لا ينقطع بموتهما بل هو عمل مستمر وطاعة باقية حتى بعد موتهما، ومن صور بر الوالدين بعد موتهما ما يأتي:[٣]

  • الدعاء والاستغفار لهما، وتطلب لهما الرحمة والمغفرة وما شاء من الأدعية الحسنة.
  • تنفيذ وصيتهما في حال تركا وصية وتنفيذ عهدهما.
  • الترحم عليهما والدعاء لهما من أعظم صور البر.
  • صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما؛ كالعمات والخالات والأقارب بالإحسان إليهم ووصلهم، فإن ذلك من صلة الوالدين والبر بهم.
  • إكرام أصدقائهما بعد موتهما وحسن معاملتهم واستقبالهم، وتقديرهم والإحسان في معاملتهم بالكلمة الطيبة والذكر الطيب.

الإحسان للوالدين

تتكرر عبارة الإحسان للوالدين بكثرة، فما المقصود بالإحسان وما هي صوره وأشكاله؟ الإحسان لا بد أن يكون في كل شيء، فالإحسان المقصود به هنا هو أن يؤدي العبد عبادته على الوجه الأكمل باستكمال جميع أركانها وشروطها وسننها وآدابها، فالعبد يستحضر دائمًا مراقبة الله تعالى، فيشتشعر أن الله مطلع على عبادته، فيحرص كل الحرص على القيام بها على الوجه المطلوب، ويأتي الإحسان أيضًا في المعاملات بين الناس، فالإحسان بينهم يكون في حسن معاملتهم كلٌ حسب دوره وعلاقته بالعبد، فالإحسان للوالدين هو برهما بالمعروف وطاعتمها دون معصية ووصلهما بكل الخير والحب، ودفع الشر والأذى عنهما، والدعاء لهما وبرهما بعد موتهما كذلك، وجاءت نصوص كثيرة تؤكد على هذا الخلق الكريم في التعامل مع الوالدين على وجه التحديد والأهمية، فقال تعالى في محكم كتابه:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [٥]، فكان الوالدان هما أحق الناس بعد الله عز وجل بالشكر والإحسان والطاعة والخضوع؛ لأن الخالق سبحانه وتعالى قرن بين طاعته وطاعة الوالدين وبين شكره وشكر الوالدين، ففي سورة لقمان قال تعالى:{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}[٦].[٧]


المراجع

  1. د. محمود الدوسري (4-1-2019)، "فضائل بر الوالدين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
  2. "ما هي أهمية بر الوالدين في الإسلام"، الإسلام سؤال وجواب، 6-9-1999، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "بر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 26-10-2019. بتصرّف.
  4. "بر الوالدين"، المنجد، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.
  5. سورة الإسراء، آية: 23.
  6. سورة لقمان، آية: 14.
  7. "صور الإحْسَان"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :

949 مشاهدة