محتويات
ما هي السيرة النبوية؟
عند سماعك لاسم النّبي العظيم مُحمّد صلّى اللهُ عليه وسلّم، يتبادر لذهنك فورًا بأنّ تُصلّي عليه، أمّا سيرة النّبي مُحمّد صلّى اللهُ عليه وسلّم فيُمكن تعريفها في اللغة على أنها السنة والطريقة والحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره، والسيرة اصطلاحا تعني قصة الحياة وتاريخها، أما السيرة النبوية فتعني مجموع ما ورد لنا من وقائع حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته الخُلقية والخَلقية ويضاف إليها غزواته وسراياه صلى الله عليه وسلم، ونحن هنا لا نتحدث عن سيرة رجل عادي أو عظيم من عظماء التاريخ، بل نتحدث عن سيرة رجل هو أعظم رجل خلقه الله عز وجل منذ بداية الخلق إلى يوم القيامة، نحن نتحدث عن سيرة رجل تفوق في كل المجالات في عبادته ومعاملاته وشجاعته وكرمه وحلمه وزهده وتواضعه وحكمته وذكائه في كل شيء، نحن نتحدث عن سيرة رجل قال له ربنا تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}،[١] سيرة رجل أقسم الله عز وجل به فقال : {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}،[٢].
فسيرة هذا الرجل العظيم تمثل أحد الكنوز العظيمة التي يجب الاستفادة منها، وتعد السيرة النبوية من أجلّ العلوم وأفضلها بالنسبة للمسلم، وكما كانت السيرة مهمة في زمن من الأزمان فهي في زمننا هذا أهم بكثير، وذلك لأن واقع الأمة متأخر في كل المجالات، وقد عشنا طويلًا في ظل مجموعة من الأيديولوجيات والأفكار المختلفة التي تحكم المجتمع والدولة، وتناسينا سيرة نبينا محمد عليه السلام وأصوليتنا الدينية التي أدارت المجتمعات الإسلامية القديمة بخلافاتها ودولها، فكما أن في السيرة النبوية غزوة أحد وبدر والخندق فكذلك في واقعنا الآن ما يشابهها، وهنا تظهر أهمية السيرة النبوية في دراسة كيفية تعامل نبينا عليه السلام في الغزوات، وهذا المثال لا على الحصر فنحن بحاجة لدراسة السيرة النبوية بجميع تفاصيلها حتى نستطيع تطبيقها على واقعنا الآن.[٣][٤]
لماذا ندرس السيرة النبوية؟
تأتي دراستك للسيرة النبوية، لما تحمله هذه السيرة النبوية من أهمية عظيمة في حياتك وحياة الأمة الإسلامية ككل، وكما أن العظماء والقادة يحرصون على كتابة سيرهم ومذكراتهم حتى يتلمس الناس منها مواطن الاقتداء والاستفادة، فإن سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي أولى السير بالدراسة، لأنها سيرة الرجل الأعظم في التاريخ، ولما تحمله دراستها من أهمية، ويمكننا إدراج عدة نقاط أساسية حول أهمية دراسة السيرة النبوية:[٥]
- التثبت والتوثق من سيرة النبي عليه السلام: وذلك لأن سيرته تعد رسمًا لطريقه التي سلكها، وقد أمرنا الله باتباع هديه عليه السلام، فكان لا بد من توثيق وإثبات كل ما ينسب إلى النبي عليه السلام، لأن ذلك أصل من أصول الدين الإسلامي، قال تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}.[٦]
- الاقتداء بالنبي عليه السلام: لا بد لك من معرفة جميع تفاصيل سيرة النبي محمد عليه السلام حتى تتمكن من الاقتداء به في جميع شؤون حياتك، إذ كانت سيرته تطبيقًا عمليًا لأحكام الإسلام وشريعته، وذلك حتى لا يظن أحد أن هذه الأحكام غير قابلة للتطبيق، قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}.[٧]
- بيان صدق النبوة : إن تقديم السيرة النبوية الموثقة بأسانيدها المتصلة إلى مصادرها الأصلية المتضافرة، والتي تبين كل ما يتعلق بحياته عليه السلام بجميع تفاصيلها سواء كانت في شؤونه الخاصة أو العامة، مهما بلغت التفاصيل من خصوصية، وسرد تلك الحوادث التاريخية التي صاحبت تلك الحقبة مع وجود الآثار المادية التي تؤكد البحوث العلمية صحتها ومطابقتها للمذكور في الحوادث التاريخية، فإن كل ذلك يدعم صدق نبوة سيدنا محمد عليه السلام، وإنه من العسير أن تتوافر الظروف لأي شخص من متابعة مسيرة حياته، فإذا ما تم ذلك لشخص وتضافرت المصادر المتعددة على رصد وتسجيل مسيرة حياته دون أن تختلف المصادر على شيء إلا في أمور يسيرة تحتمل التأويل، فإن هذا يدل على رعاية الله لنبينا وتصديقة لنبوءته من الله.
- معرفة عظمة الإسلام: عندما تدرك أن هذا الدين قد أرسى قواعده وأحكامه، وأنه قد قلب موازين القوى السياسية والاجتماعية والثقافية، في أجزاء كبيرة من الأرض، فهذا يدل على عظمة وقوة هذا الدين الحنيف، كما وقد قدم نموذجًا حضاريًا قويًا ظل عطاؤه مستمرًا حتى هذا اليوم، وتظهر عظمة هذا الأمر في أن هذا البناء الضخم قد شيد في فترة قصيرة، وهي مدة حياة النبي عليه السلام بعد الرسالة، وهي مدة لم تتجاوز 23 عامًا فقط.
فوائد دراسة السيرة النبوية
تشتمل السيرة على وقائع حياة النبي محمد عليه السلام، من ميلاده ونسبه وبعثته ونزول الوحي عليه وأخلاقه ودلائل نبوته ومعجزاته وهديه في كل شيء مثل النكاح والشراب والمنام، وتعامله مع الموافقين والمخالفين، ودعوته لله وتربيته وتعليمه للصحابة، وهي أيضا سيرة النبي القدوة الأسوة التي لا يصح عمل ولا عبادة إلا باتباعها، قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}،[٨] وإذا درست السيرة النبوية فإنك ستجني الكثير من الفوائد العظيمة التي ستستفيد منها، ومن هذه الفوائد:[٩]
- الاقتداء والتأسي: لا تستطيق الاقتداء والتأسي بالنبي عليه السلام من غير معرفة سيرة وأحوال النبي، ومنها معرفة أخلاقه وشمائله عليه السلام، ونوره الذي يستضاء به في ظلمات الحياة، والمثل الأعلى لتصل إلى السعادة والأمن.
- فهم كتاب الله عز وجل: تعد المواقف والأحداث في السيرة النبوية أرضًا خصبة للمفسرين، فالقران قد نزل مفرقًا على النبي تعقيبًا على الأحداث أو تبيانًا لإشكال أو ردًا على استفسار، أو تحليلًا لموقف من مواقف السيرة النبوية، فهنالك من الآيات ما نزل في الغزوات والحروب، ومنها ما نزل إثر حوادث وقعت كما حدث في صلح الحديبية وحادثة الإفك، ولكي تفهم هذه الآيات القرانية فلا بد لك من دراسة السيرة النبوية التي تبين أسباب نزول الكثير من هذه الآيات، فمعرفة أسباب نزول هذه الآيات أمر ضروري.
- فهم الأحاديث النبوية: هنالك الكثير من الأحاديث النبوية التي لا يمكن فهمها فهمًا صحيحًا من غير السيرة النبوية، فهنالك أحاديث نبوية في ظاهرها التعارض، فإذا ما كنت دارسًا للسيرة النبوية فإن السيرة وفعل النبي يزيل هذا اللبس ويجليه، فتجد في الأحاديث أمرًا من النبي ولا تعلم هل هذا الأمر على الوجوب أم على الإرشاد أم هو منسوخ، فتأتي السيرة النبوية فتبين لنا الحكم في المسألة.
- تحصيل الدروس والعبر: السيرة النبوية مليئة بالدروس والعبر التي تبني الشخصية السوية المتكاملة، ولذلك فإن على العلماء والمربين دراسة السيرة النبوية والحرص على ما صح من أخبارها حتى يصح الاستدلال بها، وحتى يحصل التأسي والمتابعة على الوجه الصحيح.
- معرفة معجزاته صلى الله عليه وسلم: تحتوي السيرة النبوية على الكثير من معجزات النبي عليه السلام، ودراسة السير النبوية توقفك عند الكثير من معجزاته ودلائل نبوته.
مَعْلومَة
إن من أفضل ما تتقرب به إلى الله هو تعلم الدين الإسلامي والتفقه فيه ودراسة سيرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولأن هذا الدين العظيم وصلنا من رجل عظيم بل الأعظم في هذه الحياة، فلا بد من معرفة سيرته ولو بشيء يسير، ولذلك فإننا سنعرف بهذا النبي العظيم، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ومن أسمائه أيضا أحمد، والماحي الذي يمحو الله به الكفر، والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه، والعاقب الذي ليس بعده أحد، والمقفي ونبي التوبة ونبي الرحمة، ووُلد عليه السلام يوم الإثنين في شهر ربيع الأول، أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب ثم أرضعته حليمة السعدية، وبعد موت أمه آمنة بنت وهب حضنته أم أيمن وكفله جده عبد المطلب، ولما مات جده كفله عمه أبو طالب وحاطه أتم حياطة وآزره ونصره، وتزوج النبي عليه السلام من خديجة ثم سودة بنت زمعة ثم عائشة ثم حفصة ثم زينب بنت خزيمة ثم أم سلمة ثم زينب بنت جحش ثم جويرية بنت الحارث ثم أم حبيبة ثم صفية بنت حيي ثم ميمونة بنت الحارث، أما ذريته عليه السلام فهم القاسم وإبراهيم وعبدالله وزينب ورقية وفاطمة وأم كلثوم، وبعث النبي عليه السلام وهو بعمر أربعين سنة وتوفي في يوم الإثنين من شهر ربيع الأول.[١٠]
المراجع
- ↑ سورة القلم، آية: 4.
- ↑ سورة الحجر، آية: 72.
- ↑ "أهمية دراسة السيرة النبوية"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-26. بتصرّف.
- ↑ "السيرة النبوية"، asiri، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-26. بتصرّف.
- ↑ "أهمية دراسة السيرة النبوية ومعرفتها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-26. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية: 120.
- ↑ سورة الاحزاب، آية: 21.
- ↑ سورة الاحزاب، آية: 21.
- ↑ "من فوائد دراسة السيرة النبوية"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-26. بتصرّف.
- ↑ "اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-26. بتصرّف.