عدد ايات سورة لقمان

سورة لقمان

سميت سورة لقمان بهذا الامس لورود كلمة لقمان فيها، وكثير من السورة تسمى بكلمة منها كما البقرة وآل عمران، اشتمالها على قصة لقمان الحكيم والوصايا الثمانية التي أنطقه الله بها فعلمها لابنه، فقد قال جل وعلا في محكم تنزيله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [لقمان: 12]، وسنتحدث في هذا المقال حول عدد آيات السورة بشيء من التفصيل، مع ذكر مقاصد السورة وماهيّة الوصايا الثمانية.[١][٢]


عدد آيات سورة لقمان

بلغ عدد آيات سورة لقمان 34 آيات مكية، منها 3 آيات مدنية في قوله جل وعلا: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ، مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [لقمان: 27-29]، نزلت السورة الكريمة بعد الصافات، وترتيبها في المصحف الشريف العثماني المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس رقم 31، في الجزء الحادي والعشرين.[١]


لقمان الحكيم

يعتقد البعض أن لقمان الحكيم نبيًا، فيما ذكر أكثر أهل العلم أنه عبد صالح من غير نبوة ومنهم الإمام ابن كثير، فقد جاء في البداية والنهاية أن لقمان هو بن عنقاء بن سدون وقيل بن ثاران، وكان نبيًا من أهل الصلاح والتقوى والحكمة، وقيل كان قاضيًا زمن النبي داوود عليه السلام، وعن ابن عباس أنه عبد حبشي يعمل نجارًا، وقد ذكره الله جل وعلا في كتابه العزيز وأثنى على كلامه الحكيم.[٣]


مقاصد سورة لقمان

نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هداية للناس، ونورًا لهم في الحياة الدنيا، فهو ليس كتاب سماوي ديني فحسب، بل إنه منهج حياة كامل؛ فالمتدبر لآياته يدرك صلاحيته لكل زمان ومكان، انطلاقًا من خطابه العامي والكلي، وسورة لقمان كغيرها من السور تنطوي على كثير من المقاصد يمكن إجمالها فيما يأتي:[٤][٥]

  • التأكد على حكمة القرآن الكريم وبالتالي حكمة من أنزله جل وعلا قولًا وفعلًا.
  • التنويه إلى أن اشتمال القرآن الكريم على الخير والهدى والإرشاد ليس إلا، وما التفاته إلى قصص الجبابرة وأهل الضلال إلا بقصد تحذير الأمم القادمة من عواقب الأمم السالفة وما حل عليها من سخط وعذاب جراء جحودها ونكرانها، أي أنها قيلت للعبرة والعظة.
  • تسفيه المستهزئين بآيات الله جل وعلا، وكل مَن يتبع غير الحق فيلهو به عن دين الحق.
  • التأكيد على قدرة الله تعالى في الخلق والإبداع والإمداد بلا حدود، وجعل ذلك دليلًا ملموسًا على البعث والإعادة.
  • ذكر قصة لقمان الحكيم الذي آتاه الله حكمةً من عنده، وأمره بشكر النعمة ففعل ولم يتوانَ.
  • التأكيد على عقيدة التوحيد وما يندرج عنها من وحدانية الله جل وعلا فلا شريك له في الخلق أو الملك، وعليه فهو المستحق الوحيد للعبادة والشكر عمن سواه، وذلك من خلال دلائل واقعية ملموسة سردتها الآيات أمام المشركين لكنهم أعرضوا وتمسكوا بما توارثوه من آبائهم وأجدادهم.
  • التذكير بالآخرة وما فيها من حساب وجزاء بين يدي الله العدل.
  • بيان ميزة الدين الإسلام عن غير من الأديان فهو دين الحق، وعليه فمن تمسك به فله الرضا ونعم عقبى الدار، ومن أعرض عنه فعليه السخط وبئس عقبى الدار.
  • تثبيت فوائد النبي صلى الله عليه وسلم وَمن معه من المسلمين للتمسك بالعروة الوثقى، وألا يحزنوا على كفر مَن كفروا.
  • التأكيد عن سنة كونية ثابتة وهي أن الجزاء الأخروي إنما هو مرتبط بالإيمان والكفر ليس إلا.
  • بيان ما جبلت عليه النفس البشرية إذا داهمها الخطر، فتلجأ إلى الله جل وعلا ليرفع عنها ما مسها، وحاشا لله تبارك وتعالى أن يخذل لاجئًا مستنصرًا، لكن العبرة في مَن يبقى متمسكًا بما عاهد الله عليه، فلا يجحد ولا يرتد على عقبيه بعد انقشاع الضر.
  • بيان أهمية التقوى كونها معيار النفع والفائدة، لا يقوم مقامها قريب أو حبيب.
  • التحذير من وساوس السيطان مع التأكيد على بطلان ما يدعيه الكهنة من الاطلاع على الغيب، لأن الغيب سر لا يعلمه إلا الله.


وصايا لقمان لابنه

  • عبادة الله وحده لا شريك له، مع استخدام أساليب توكيد عديدة؛ لبيان أهمية وخطورة هذه الوصية كونها الغاية من خلق الإنسان.
  • بر الوالدين ومعاملتهما بأقصى درجات الإحسان، بل قرن بينها وبين عبادة الله لبيان سمو منزلة البر.
  • قدرة الله جل وعلا التي لا يحدها حد في معرفة خبايا النفس وأسرارها، وعليه ينبغي وضع أوامره ونواهيه جل وعلا نصب العين.
  • أداء العبادات مع التركيز على الصلاة باعتبارها صلة الوصل بين العبد وربه، ناهيك عن دورها في تقويم الخلق.
  • الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنطوي هذه الوصية على معرفة مضار المنكر وفوائد المعروف على اعتبار أن الداعية عالم بما يدعو، واعظٌ نفسَه من باب أولى.
  • فن التعامل مع الناس بعيدًا عن التكبر والتعالى، مع بيان خطورة الاستعلاء ومضاره الفردية والجماعية فهي مجلبة لكراهية الناس والله.
  • ضرورة القصد والاعتدال في كل الأمور، فهو ينطوي على الموازنة دون إفراط أو تفريط.
  • خفض الصوت عند حديث، فالواثق من نفسه لا يرفع نبرة صوته، لأن الصوت العالي دليل على الموقف الضعيف.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "تعريف بسورة لقمان"، المصحف الإلكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.
  2. "سبب تسمية سورة لقمان بهذا الاسم"، إسلام ويب، 29-9-2003، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.
  3. "شجرة لقمان الحكيم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28-402019. بتصرّف.
  4. "مقاصد السور القرآنية"، طريق الإسلام، 13-3-2016، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.
  5. "مقاصد سورة لقمان"، إسلام ويب، 11-1-2015، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.
  6. محمد الغنيمي (21-4-2014)، "وصايا لقمان التربوية"، طلايق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 28-4-2019.

فيديو ذو صلة :