في أي سورة ذكر الشرك الأصغر

في أي سورة ذكر الشرك الأصغر
في أي سورة ذكر الشرك الأصغر

الشرك الأصغر

الشّرك الأصغر هو كل فعل أو قول منهي عنه شرعًا ويفضي إلى الوقوع في الشرك الأكبر، ويجمع أهل العلم على أنّ من يأتي بقولٍ أو فعلٍ فيه شرك أصغر، ليس بكافر، ولم يخرج من الملّة، وما زال في دائرة الإسلام، ولكنّ الإتيان به شديد الخطر عليه، ولا يجب أن يُستهان به، لأنّه قد يودي به للوقوع في الشّرك الأكبر،[١]والشّرك الأصغر المقصود به الرّياء، وقد ذُكر في القرآن الكريم في سورة الكهف في الآية رقم 110، بقوله سبحانه وتعالى: {قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلـهُكُم إِلـهٌ واحِدٌ فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[٢]، والمقصود هنا بقوله تعالى: {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} أن لا ترائي بعملك أو قولك أحد، فالإحسان أن تكتم حسناتك ولا تفاخر بها من أجل السّمعة، والرّياء بين النّاس، تمامًا كما تحب أن تكتم سيّئاتك، فإن أظهرت حسناتك فعليك أن ترجعها إلى الله سبحانه وتعالى وفضله، وليس لك أو لأحد من البشر.[٣]


أنواع الشرك الأصغر

هناك عدّة أنواع من الشّرك الأصغر التي قد تقع بها دون أن تعلم، نفصّلها لك فيما يلي مع ذكر أدلّتها:[٤]

  • الحلف بغير الله: شريطة أن لا تقصد به تعظيم المحلوف به، كأن تقول وحياة أولادي حبًّا بهم، وتعظيمًا لهم، عندها يصبح شركًا أكبر، ودليل ذلك من السنّة ما رواه ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، أنَّه سَمِعَ رَجلًا يقولُ: لا والكَعْبةِ، فقال ابنُ عُمَرَ: لا تَحلِفْ بغيرِ اللهِ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: [مَن حَلَفَ بغيرِ اللهِ، فقد كَفَرَ أو أَشْرَكَ][٥].
  • الرّياء: حتّى لو كان الرياء بقدر يسير، وهو أن تقوم بالعبادات ليس طمعًا برحمة الله، وخوفًا من عذابه، وامتثالًا لأوامره، بل ليقول النّاس ذلكَ، ودليل ذلكَ قوله صلّى الله عليه وسلّم: [إنَّ أَخْوَفَ ما أَخافُ عليكُمُ الشِّركُ الأصغرُ، الرِّياءُ، يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ إذا جَزَى النَّاسَ بأعمالِهِم: اذهَبوا إلى الَّذين كنتُم تُراؤُون في الدُّنيا، فانظُروا هل تَجِدون عندَهُم جَزاءً؟][٦].
  • قول ما شاء الله وشئت: فلله المشيئة المطلقة ولا يجوز إشراك أي أحد بتنفيذ مشيئته، وجعله ندًّا له سبحانه، ونحوها الكثير من الصّيغ التي أصبحت متداولة في حياتنا، ودليل ذلكَ ما رواه ابن عباس رضي الله عنه: [قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لما قال له رجلٌ : ما شاء اللهُ وشئتَ: أجعلتَني للهِ ندًّا؟ ما شاء اللهُ وحدَه][٧].
  • قول لولا الله وفلان: والأصل أن لا تستخدم واو المعيّة والجمع مع لفظ الجلالة لأي مخلوق، والصّواب أن تستخدم ثمّ التي تفيد التّرتيب مع التّراخي، كأن تقول لولا الله ثمّ فلان، فبهذه الصّيغة أنّ مشيئة فلان تابعة لمشيئة الله سبحانه وتعالى، ودليل ذلكَ قول الحق تعالى في محكم تنزيله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[٨].


كيف يمكن الوقاية من الوقوع في الشرك الأصغر؟

إذا كنتَ من المبتلين بالشّرك الأصغر، ولم تكن تعلم، فها أنتَ قد علمتَ الأقوال والأفعال التي تعد من الشّرك الأصغر، فإن كنتَ تأتي بأي منها سواء بعلم أو دون علم فعليكَ أن تقوم بما يلي:[٩]

  • جاهد نفسكَ للإقلاع عمّا تفعله أو تقوله من شرك أصغر يُفضي بكَ نهايةً إلى الوقوع في الكبائر والشّرك الأكبر، والإقلاع عن الذّنب يكون بعدم الإتيان به، والإصرار على تركه.
  • تُب إلى الله توبة صادقة، واطلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، فباب توبته سبحانه مفتوح على مصراعيه للتّوابين، ولا يُغلقه بوجه أحد، فيقول الله تعالى في كتابه الكريم {وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[١٠].
  • لا تيأس ولا تقنط، واصبر وصابر، وكن دائم الدّعاء والضّراعة لله جلّ وعلا بأن يعينكَ على تركه، واطلب الهداية للصّراط المستقيم.


الفرق بين الشرك الأصغر والأكبر

وفيما يلي تعرف على أهم الفروقات بين الشّرك الأكبر والشّرك الأصغر:[١١]

  • الشّرك الأصغر هو الإتيان بقول أو فعل منهي عنه شرعًا، ممّا هو ذريعة للشّرك الأكبر، ووسيلة للوقوع به، أمّا الشّرك الأكبر فهو أن يجعل المرء لله ندًّا، إمّا في أسمائه سبحانه وتعالى، أو صفاته، بأن يُطلق اسم من أسماء الله الحسنى على أحد، أو يصفه بصفاته.
  • الشّرك الأصغر لا يُخرج من ارتكس فيه من الإسلام، أمّا الشّرك الأكبر فهو مخرج من الملّة.
  • لا ينفي الشّرك الأصغر صفة الإسلام عمّن ارتكس فيه، فيبقى يُعامل معاملة المسلمين من حيث الإرث، إذ يرث أهله ويرثونه، ويُصلّى عليه، ويُدفن في مدافن المسلمين إذا مات، وتؤكل ذبيحته، أمّا الشّرك الأكبر فينفي عمّن ارتكس فيه صفة الإسلام، ويُصبح مشركًا، فلا يؤكل من ذبيحته، ولا يرث ولا يورّث، بل يؤول ماله إلى بيت مال المسلمين إذا مات، ولا يُدفن في مدافن المسلمين ولا يُصلّى عليه.


قد يُهِمُّكَ

من المهم أن تعلم أخي المسلم إلى جانب أنواع الشّرك الأصغر، كذلكَ أنواع الشّرك الأكبر، لتعيها وتفهمها وتتجنّب الوقوع بها، وهي كما يلي:[١٢]

  • الشّرك في الدعاء: الدعاء لغير الله تعالى هو شرك أكبر، كأن تدعو لأحد عباده ويُصنف هذا النوع من الشرك تحت الشرك بالألوهية في الأقوال، ويقول الله تعالى: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّـهِ إِلَـهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}[١٣].
  • شرك النيّة والإرادة والقصد: ويعني أن تقصد أو تريد أو تنوي بعملك أصلًا غير الله سبحانه وتعالى أي أن جميع أعمالك مرادًا بها غير الله عز وجلّ، أما إذا غلب عليها الرياء فكانت من الشرك الأصغر.
  • شرك الطّاعة: كأن تطيع عالمًا، أو رئيسًا، أو حاكمًا طاعة عمياء في غير ما أحلّ الله، بتحريم حلال، أو تحليل حرام، لأنّ الله سبحانه وتعالى هو وحده له الصّلاحيّة للتّشريع بالتّحليل والتّحريم، والشرك بالطاعة هو مساواة غير الله بالله عز وجل ويأتي هذا النوع من الشرك تحت شرك الألوهية في الاعتقاد، فقال تعالى {اتَّبِعوا ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم وَلا تَتَّبِعوا مِن دونِهِ أَولِياءَ قَليلًا ما تَذَكَّرونَ}[١٤]
  • شرك المحبّة: محبّة الله سبحانه وتعالى تستوجب منكَ التّذلل له الذي يرفع من قدركَ عنده سبحانه، وكذلكَ يتطلّب منكَ كمال الطّاعة له، وهذه المحبّة يجب أن لا تكون لمخلوق غير الله تبارك وتعالى، وأن لا تجعل أندادًا له سبحانه في التّعظيم، ويأتي هذا الشرك تحت الشرك في الألوهية.


المراجع

  1. "تعريف الشرك الأصغر"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-01. بتصرّف.
  2. سورة الكهف، آية:110
  3. "القرآن الكريم _ تفسير القرطبي_سورة الكهف"، المصحف الإلكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.
  4. "من أنواع الشرك الأصغر وأدلتها"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:2561، صحيح.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن محمود بن لبيد الأنصاري، الصفحة أو الرقم:32، صحيح.
  7. رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:28، صحيح.
  8. سورة التكوير، آية:29
  9. "كيفية التخلص من الرياء لمن يقع فيه بغير إرادته"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.
  10. سورة الطلاق، آية:4
  11. "ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-25. بتصرّف.
  12. "من نواقض الإسلام الشرك في عبادة الله "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-28. بتصرّف.
  13. سورة المؤمنون، آية:117
  14. سورة الأعراف، آية:3

فيديو ذو صلة :