الكفر والشرك
يعني الكفرُ باللغة التّغطية والسّتر، وفي الاصطلاح هو عكس الإيمان، ويكون ذلك بالاعتقاد، والفعل، والقول، ويُقال كفرَ الرّجل أي لم يؤمن في وحدانيّة الله عزّ وجل، ولم يؤمن في الشّريعة الإسلاميّة، والنبوة، وجمع كلمة كافر هي كَفرة، وقال الشيخ ابن تيمية أنَّ الكفرَ؛ هو عدم الإيمان بالله تعالى، وإن اعتقد العكس أو تكلم به، أو إن لم يكن لديه أيُّ اعتقادٍ ولم يتكلم بأيِّ شيء.
أما الشّركُ؛ فهو إشراك غير الله عز وجل في العبادة مع الله تعالى، ويتمثّلُ الشّرك في عبادة الأصنام والدّعوة إليها، أو إن دعى الإنسان الجن أو الكواكب وطلب منها الغوث والعون، أو عبادة الجماد أو الأموات، قال الله تعالى في كتابه الحكيم:(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنََّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[١]
الفرق بين الكافر والمشرك
تبيّن أنّ الشّخصَ الكافرَ والشّخصَ المشرِكَ يجتمعُ مفهموهما في عدم الإيمان بالله، إلا أنّ لكلِّ شخصٍ معنى يختلفُ عن الآخر، فالشّخصُ الكافرُ هو من قام بفعل الكُفر، لكن يوجد فرقٌ ما بين التّعريف المطلق للشّخص الكافر وبين التّعيين، والتّعيين؛ هو الحكمُ الذي يصدر على الشّخص بأنّه كافرٌ، فليس كلُّ شخصٍ وقعَ على فعل الكفر كافر أو وقع الكفر عليه، فيقول الشّيخ ابن تيمية أنّ للتّكفير عدّة شروطٌ فمنها موانع من الممكن أن تنفي الحق، وأنّ التّكفيرَ المطلق لا يتطلبُ تكفيرًا معينًا إلا إن تواجدت الشّروط ولم تثبت الموانع، فمن ثبت الإسلام بيقين فلا يزال عنه الشّكُّ إلا بوجود الحجة وزوال الشّبهات، قال الله تعالى في محكم كتابه:(إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية)[٢].
أما الشّخصُ المشرِكُ؛ فهو من قام بالتّلفظ بالألفاظ الشّركيّة، ولم يكن يؤمن بوجود الله عز وجل، وكان لديه الاعتقاد بوجود شريك لله تعالى في خلق الأرض أو السّماء أو مخلوقاته، وهو الشّخصُ الذي يعبدُ إلهًا غير الله وذلك بالتّقرب، والدعاء، والرجاء، وطلب الشفاعة، خوفًا من العقاب وطلبًا للثواب، وهو الأمرُ الذي يشابه عبادة الله تعالى، ومن قام بالشرك بالله فله عذاب شديد، والدليل قوله تعالى:(وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)[٣].
جزاء الكافر والمشرك
عقاب الشّخصِ الكافرِ؛ هو الدّخول إلى النار إذا لم يتب قبل الموت، قال الله تعالى :(وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[٤]، كما أنَّ المشركَ بالله جزاؤه مثل الكافر وهو الدّخول إلى نار جهنم في الآخرة، كما وتسودُّ وجوههم يوم القيامة، فيما تبيضُّ وجوه المؤمنين، ويكون يوم الحساب عليهم عسيرًا وغير يسير، إلا من تاب الله عليهم، وطلبوا المغفرة والرحمة من الله، وكانت توبتهم نصوحًا مع الندم والبكاء، فيغفر الله لهم ويتقبل ما أحسنوا من الأعمال والأقوال.