معارك المسلمين
لقد خاض المسلمون الكثير من المعارك والغزوات على مر العصور والحقب التاريخيّة، وكانت معاركهم مثالاً يُحتذى به في بذل الأرواح والدّماء والأموال في سبيل الدّفاع عن الدّين وتبليغ الدّعوة الإسلاميّة، والوصول إلى منابت الكفر والقضاء عليها، وكانوا نموذجًا فريدًا في الشجاعة والإقدام والصّبر، واستطاع المسلمون بأعدادهم القليلة مواجهة أعظم الجيوش وأضخمهم عُدّة وعددًا، وهم مُؤيدون بقوةٍ في الإيمان وبنصر من الله قال تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]، فاستطاعوا من خلال معاركهم نشر الإسلام من مكة المكرمة إلى جميع أرجاء العالم.
أول معركة في الإسلام
أول معركة خاضها المسلمون هي معركة بدر التي وقعت في شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة، وكانت الشرارة الأولى لمعركة بدر عندما أمر الرّسول أصحابه باعتراض قافلة لقريش مُتّجهة إلى الشام، فتوجه المسلمون لاعتراض القافلة، ولكن تمّكنت القافلة من الفرار وكان قائد القافلة هو أبو سفيان، وأرسل أبو سفيان رسالة لقريش بضرورة الإسراع لنجدتهم، فهبّت قريش ملبّية للنّداء، وكان عدد المسلمين قليلًا ولا يتعدّى الثلاثمئة رجل ونيّف مع القليل من العِتاد، بينما كان جيش قريش أضعاف جيش المسلمين، فأعدّ المسلمون العدّة لمواجهة قريش وتلاقى الجمعان عند حوضٍ للماء؛ فطلبت قريش من الرّسول أن يخرج ثلاثة من المهاجرين لقتالهم، فخرج ثلاثة منهم وثلاثة من قريش، فتبارزوا، فقُتل المشركين الثلاثة واشتدّ وطيس المعركة، فبدأ الرّسول يحث أصحابه على القتال والثّبات، ويذكرهم بجنة عرضها كعرض السماوات والأرض أعدها الله لمن يموت شهيدًا، وانتهت المعركة بفوزٍ ساحقٍ للمسلمين على المشركين، وقَتل أئمة الكفر وقادتهم، وكان يومًا عصيبًا على المشركين، ويوم بشرى ونصر للمسلمين، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123]. [١]
أهم المعارك التي خاضها المسلمين
خاض المسلمون الكثير من المعارك الحاسمة التي غيّرت مجرى التاريخ، ورفعت راية الإسلام، وأهم هذه المعارك: [٢][٣][٤]
- معركة اليرموك: وقعت في السنة الثانية للهجرة بين المسلمين والبيزنطيين وهي واحدة من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي، لأنّها أول معركة خارج جزيرة العرب وأدّت إلى انتشار الإسلام في أغلب بلاد الشام.
- معركة القادسيّة: وقعت في العام الخامس عشر للهجرة، وكانت بين المسلمين والفرس، وانتهت المعركة بفوز المسلمين على الرّغم من أن عدد المسلمين لم يتجاوز 30 ألف مقاتل، بينما كان عدد الفرس يقارب 120 ألف مقاتل، وكانت معركة شديدة صعبة استمرت لمدّة ثلاثة أيام تُوّجت بنصر المسلمين على الفرس.
- معركة حطّين، وقعت في العام 583 للهجرة بقيادة صلاح الدّين الأيوبي، وكان السبب في معركة حطين هو احتلال الصّليبيين لبيت المقدس فالتقى الجمعان بالقرب من بحيرة طبريا في فلسطين وانتصر المسلمون على الصّليبيين، وأُسر وقُتِل عدد كبير من قادة وأمراء الصّليبيين.
- معركة نهاوند، وقعت بين المسلمين والفرس في العام 21 للهجرة، في منطقة نهاوند في فارس بقيادة النعمان بن مقرن، وكان جيش المسلمين لا يتعدى 30 ألف مقاتل، بينما جيش الفرس 150 ألف مقاتل، وسميّت المعركة بفتح الفتوح ليس بسبب نصر المسلمين على الفرس فقط، ولكن لأنّ الفرس بعد هذه المعركة كُسِرت شوكتهم ولم تقم لهم قائمة.
المراجع
- ↑ إسلام عوض، "غزوة بدر.. أول معركة في الإسلام"، islam.ahram، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019.
- ↑ غادة ابراهيم، "افضل معارك المسلمين على مر التاريخ"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019.
- ↑ أمل الكردي، "معركة حطين"، ammonnews، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019.
- ↑ د. محمد منير الجنباز، "معركة نهاوند (فتح الفتوح)"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019.