محتويات
العبرة والموعظة
العبرة والعِظة هي ما يُوعَظ به من قَوْل أو فعْل، وتذكير بالواجبات، ودعوة إلى السّيرة الصّالحة، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}[١]، فكانت هذه الآية بمثابة القاعدة العريضة التي يجب على الداعي أن يتبعها في قوله ووعظه للغير، فالقول الرقيق اللين للنصح والتذكير بالعواقب؛ حتى تلين القلوب بما توعظ به من حكم ودروس، إذ إنّ القول اللين والصوت المنخفض يُشعر الشخص براحة عند سماعه، ويساهم في تلقي النصيحة والموعظة وقبولها، ولتكون العبرة وليحصل الهدف المرجوّ لا بدّ من أمثلة و قصص تدعم الدرس المطلوب، وتُقوّي من حجة الواعظ.
دروس وعبر دينية
الصدق منجاة
قال تعالى: {عَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118]، نزلت هذه الآيات بعد ما رأى الله صدق الصحابي الجليل كعب بن مالك وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك دون عذر، وعندما عاد النبيّ صلّى الله علية وسلّم من الغزوة إلى المدينة المنورة، جاء بعض من المنافقون الذين تخلفوا عن الغزوة، وقدموا أعذارهم التي منعتهم من المشاركة في الغزوة، وكانت سببًا للتخلف وعدم الغزو مع الرسول عليه السلام، إذ إنّ أعذارهم كانت مختلقة، إلا إنّ النبي عليه السلام قبل منهم تلك الأعذار واستغفر لهم، ولكن الصحابي كعب بن مالك لم يُقدم أي عذر للرسول عليه السلام، بل فضل الصدق على أن يختلق أي عذر أمام النبي وينجو مثل البقية، لعلمه بأن الله مطلعٌ على القلوب ويعلم ما فيها فاختار الصدق ورغب فيما عند الله وأنجاه الله بصدقه، وبقي هذا الصحابي معزولًا في بيته حتى انزل الله سبحانه قرآنًا يُتلى فيه وقبول توبته، فكانت نتيجة الصدق مع الله هي القبول والرضا.[٢]
هذه الدنيا تواتيك أليس الموت يأتيك
قال ابن الجوزي يصف الدنيا والآخرة: "إنما الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والموت متوسط ونحن في أضغاث أحلام، ومن حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن نظر في العواقب نجا ومن أطاع هواه ضل، ومن حلم غنم، ومن خاف سلم، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، ومن علم عمل، فإذا زللت فارجع، وإذا ندمت فاقلع وإذا جهلت فاسأل، وإذا غضبت فامسك، واعلم أن أفضل الأعمال ما أُكرهت النفوس عليه، أحبوا هوناً ، وأبغضوا هوناً،فقد أفرط أقوام في حبِّ أقوام فهلكوا، وأفرط أقوام في بُغض أقوام فهلكوا. خالطوا الناس مخالطةً إن متم معها بكوا عليكم وإن عشتم حَنُّوا إليكم. إذا قدرت على عدوك: فاجعل العفو عنه شكرًا للقدرة عليه . عجباً لمؤثر الفانية على الباقية ، و لبائع البحر الخضم بساقية ، و لمختار دار الكدر على الصافية ، و لمقدِّم حب الأمراض على العافية. بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً، ولا تبيعنَّ آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.". كانت تلك الكلمات البسيطة تحمل في طياتها من العبر الكثير، وتشجع النفس على الاستعداد للرحيل، ودوام محاسبة النفس، والتراجع عن الخطأ وقت معرفته، والبعد عن الزلات، والتفكير في حساب الآخرة، فكانت جُملة من المواعظ، المصاغة بأسلوب حسنٍ فصيح، تُغني النفس عن الكثير من الشرح والتفصيل وتكفيها هم دنياها وأخراها.[٣]
التربية الإسلامية
يجب أن يتم تربية الأبناء تربية دينية تصقل شخصياتهم على الأخلاق الحميدة، ويجب علينا مراعاة ما يأتي عند تطبيقها:[٤]
- توضيح الشؤون الدينية بأسلوب شيق وجذاب.
- تشجيع الأبناء على أداء الفرائض، عن طريق إستثارة البواعث الدينية في نفوسهم.
- ربط الدين الإسلامي بالحياة الحاضرة، فالدين ليس جزء من الحياة، وليس منفصلًا عنها، ولكنه متصل اتصال وثيقة يحتاج إلى فهم ووعي.
المراجع
- ↑ سورة النحل، آية: 125.
- ↑ "قصص عن الصدق مع الله ومع النفس روعة قصة كعب بن مالك فى غزوة تبوك"، storiesrealistic، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
- ↑ "بادرات أدبيَّة وفنيَّة ونقديَّة"، samiabdulghaffar، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
- ↑ "التربية الدينية الإسلامية"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.