ظهور الإسلام وانتشاره
لقد كانت بداية ظهور الإسلام وانتشاره في الجزيرة العربيّة على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عندما نزل عليه الوحي الإلهي يبشره باصطفاء الله له لحمل الرّسالة وتأدية الأمانة، فبدأ الرّسول صلى الله عليه وسلم بحمل أمانة الرّسالة والدّعوة إلى الإيمان بالله تعالى وعبادته وترك عبادة الأصنام، ومرّت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بمرّحلتين؛ المرحلة السّريّة، وبدأ يدعو فيها أقرب النّاس إليه من أقاربه وأهل بيته، وبعدها بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بمرحلة الدّعوة العلنيّة، فدعا فقراء قريش في البداية، فأسلم معه مَن أسلم، ثمّ قام بدعوة كبار قريش وسادتها وأغنيائها، ولكنه واجه كل أنواع الرّفض والإنكار والظّلم والاتهام بالسّحر، فهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم هربًا من أذى قريش من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنورة، فاستقبله أهل المدينة أحسن استقبال هو ومن جاء معه من المؤمنين في مكّة، وهناك آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأنصار والمهاجرين، وأصبحت المدينة عاصمة ومقر للدّعوة الإسلاميّة، ومنها انطلقت أصداء الدّعوة إلى مشارق الأرض ومغاربها. [١]
أول مولود للإسلام بعد الهجرة
وبعد أن استقر الرّسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وانتشر الإسلام فيها، بدأت الأمّة الإسلاميّة بالتّزاوج والتّكاثر والتّناسل وإنجاب الأولاد المسلمين، خدمةً لهذا الدّين ودعوته، وكان أول مولود بعد الهجرة عبد الله بن الزّبير بن العوام، وهو ابن الصّحابي الجليل الزّبير بن العوام، ووالدته أسماء بنت أبي بكر الصّديق، وولد عبدالله في السنة الثّانية من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وقد فَرِح المسلمون أشد الفرح عندما ولد لهم عبد الله، لأنّه أُشيع في تلك الفترة بأن الكفّار قد وضعوا السّحر للمسلمين حتى لا يُنجب لهم ولد، فجاء عبد الله وبطلت إدعاءاتهم، وكان عبد الله بن الزّبير يتحلّى بالأخلاق الرّفيعة، والصّفات الحسنة، من الشّجاعة والثّبات والإقدام، وكان عبدًا شديد الشّبه بجده أبي بكر الصّدّيق من حيث الخُلُق والخِلَقة. [٢][٣]
مواقف في حياة عبدالله بن الزّبير
توجد عدة مواقف المشرفّة لعبدالله بن الزّبير التي تدل على قوّته وشجاعته وثباته، ومن أهمّ المواقف: [٤]
- قصّة عبد الله بن الزّبير مع عمر بن الخطاب: ومن المواقف التي تدل على شجاعة عبد اله بن الزّبير وقوّة شخصيته، أنه كان يلعب في يوم خارج البيت مع أقرانه، فمرّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ففرّ جميع الأطفال خوفًا من قدوم عمر بن الخطاب إلا عبد الله بن الزّبير بقي في مكانه، وعندما سأله عمر بن الخطاب عن سبب عدم هروبه كباقي الأطفال، أجابه بأنه لم يفعل شيئًا حتى يهرب، فاندهش عمر من ردّه وتوقّع له مستقبلًا باهرًا له.
- تولّي عبد الله بن الزّبير للخلافة: وكان عبد الله بن الزبير هو أول مولود للإسلام يتولّى الخلافة بعد وفاة يزيد بن معاوية، فاستطاع أن يُخضع مناطق العراق وخراسان واليمن لسيطرته وحكمه، لقوّة شخصيته وذكائه الشّديد في التّعامل مع أمور الحكم والسّلطة.
- استشهاد عبد الله بن الزّبير: وقد استشهد عبدالله بن الزّبير في 17 من جمادى الآخر من السّنة 73 للهجرة، واستشهد عبدالله بعد حصار الحجّاج بن يوسف الثّقفي لمكّة المكرمة، وضرب حصار حولها، فعانى النّاس من المجاعة، فاستسلم الكثير منهم بما فيهم أهل عبدالله وخاصّته، إلا أمّه بقيت إلى جانبه تحثّه على القتال وتُشجعه على القتال حتى استشهد وانتقل إلى الرّفيق الأعلى. [٥]
المراجع
- ↑ "ظهور الإسلام و إنتشاره"، hisgeo، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "أول المواليد في الإسلام قبل الهجرة وبعدها"، library.islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "من هو اول مولود في الاسلام؟"، akhbarona، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
- ↑ امل سالم، "من هو أول مولود في الإسلام"، mosoah، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
- ↑ نسمة، "قصة استشهاد عبدالله بن الزبير"، qssas، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.