مواقف شجاعة عمر بن الخطاب

مواقف شجاعة عمر بن الخطاب
مواقف شجاعة عمر بن الخطاب

أبرز مواقف شجاعة عمر بن الخطاب

دلّت شجاعة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه على قوّته النفسيّة والجسديّة، فكان له العديد من المواقف الفخريّة أمام قريش والمُسلمين، وهي:

  • إعلان إسلامه: أسلم عمر بن الخطّاب رضي الله عنه دون خوف أو تردد من مُفسدي قريش والكُفّار، بل أعلن إسلامه أمامهم جميعًا، ثمّ قاتلهم واشتبك معهم دون الخوف من عقابهم وأذيتهم، فهذا هو الفاروق أمام أئمة الكُفر، والذي سعى ليسطع نور الإسلام في قلبه وقلوب المُسلمين، وأراد أن يسود ويكون لكل شخص حقّ الدخول في الإسلام وحقّ إعلانه.[١]
  • هرب الشيطان من عُمر: شاع قديمًا أنّ الشيطان كان يفر من عمر بن الخطّاب في كلّ مكان، وهذا دليلًا على أنّ شجاعته لم تكن ظاهرية فحسب، بل مُتأصلة في نفسه، فلم يجرؤ الشيطان على الاقتراب منه، وفي ذلك رُويَ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن كان عنده نسوة من قريش، جِئنَ يكلمنه وأصواتهن عالية، فلمّا دخل عليه عمر بن الخطاب تسارعن على الحجاب، فضحك النبي عليه صلوات الله عليه، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [أضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: عَجِبْتُ مِن هَؤُلاءِ اللّاتي كُنَّ عِندِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الحِجابَ قالَ عُمَرُ: فأنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ كُنْتَ أحَقَّ أنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قالَ: أيْ عَدُوّاتِ أنْفُسِهِنَّ، أتَهَبْنَنِي ولا تَهَبْنَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قُلْنَ: نَعَمْ، أنْتَ أفَظُّ وأَغْلَظُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، ما لَقِيَكَ الشَّيْطانُ قَطُّ سالِكًا فَجًّا إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ][٢].[٣]


  • وتجلّت شجاعة عمر بن الخطاب أيضًا عندما هاجر النبي عليه الصلاة والسلام وأراد أن يهاجر خلفه، فوقف أمام المشركين موقفًا مهيبًا أذلّهم فيه وتحداهم وألقى الرعب في قلوبهم، آنذاك كان مَن يهاجر يُهاجر متخفيًا إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فتقلّد سيفه وحمل سهمه وتوجه إلى الكعبة الشريفة أمام بني قريش وكان بعد أن طاف وصلّى هددهم بالموت.[٤]


ما صفات عمر بن الخطاب؟

عن أبي رجاءٍ العُطارديِّ قال: [كان عمرُ طويلًا جسيمًا أصلعَ أشعَرَ شديدَ الحُمرةِ كثيرَ السَّبَلةِ في أطرافِها صُهوبةٌ][٥] فهناك العديد من الصفات التي تميّز بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي:[٦]

  • الصّفات الجسديّة: كان عمر بن الخطّاب أبيض البشرة مع حمرة خفيفة، فهو أصلع الرأس، وله لحية طويلة كان يكسوها بالحنّاء، كانت طويلة في المُقدمة وتقصُر عند العارضين، وكان رضي الله عنه طويلًا جدًا، لدرجة أنه عندما كان يركب الفرس كان يبدو كأنه واقفٌ؛ لأن قدميه تصلان للأرض.
  • الصّفات الخُلقيّة: كان عمررضي الله عنه مُخلصًا وصادقًا دائمًا، وكان ذو لهجة قويّة عند قول الحقّ بدون أي تردد أو ضعف، ويُقال لهذا يفر الشيطان منه، قال صلّى الله عليه وسلّم: [إني لَأنظرُ إلى شياطينِ الجنِّ و الإنسِ قد فَرُّوا من عمرَ][٧] وكان رضي الله عنه شديد التواضع، ويعمل بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، بالإضافة إلى استمراره في مشاورة أصحابه في كل أمر.
  • الصّفات السياسيّة: أظهر عمر بن الخطّاب حِنكته وحكمته خلال فترة حُكمه، فكان مُميّزًا في الخطابة أمام النّاس، وكان محبوبًا بين الشعوب لاتّباعه أسلوب التسامح الدّيني وحفظ حقوق الأديان الأخرى والقوميّات، خاصّة مع أهل الكتاب، أمّا في المعارك العسكريّة، فيتميّز باستراتيجيّات عدّة سجّلها التاريخ.


أحاديث ذُكر فيها عمر بن الخطاب

ذكر النبي صلّى الله عليه وسلّم عمر بن الخطاب وفضله في العديد من الأحاديث الصحيحة خلال مسيرته، لِما كان له من مواقف وفضائل يُسجّلها التاريخ، من هذه الأحاديث:[٨]

  • عن أبو ذر الغفاري: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: [إنَّ اللهَ وضع الحقَّ على لسانِ عمرَ يقولُ به][٩].
  • عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: [اللَّهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ بعُمرَ بنِ الخطَّابِ خاصَّةٍ][١٠].
  • عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: [وُضِعَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ علَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُثْنُونَ وَيُصَلُّونَ عليه، قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فيهم، قالَ فَلَمْ يَرُعْنِي إلَّا برَجُلٍ قدْ أَخَذَ بمَنْكِبِي مِن وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ إلَيْهِ فَإِذَا هو عَلِيٌّ، فَتَرَحَّمَ علَى عُمَرَ، وَقالَ: ما خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللهِ إنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مع صَاحِبَيْكَ، وَذَاكَ أَنِّي كُنْتُ أُكَثِّرُ أَسْمَعُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: جِئْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فإنْ كُنْتُ لأَرْجُو، أَوْ لأَظُنُّ، أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ معهُمَا][١١].
  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في عمر: [لو كانَ بَعدي نبيٌّ لَكانَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ][١٢].[١٣]
  • وقال عليه الصلاة والسلام في عمر: [قَدْ كانَ يَكونُ في الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فإنْ يَكُنْ في أُمَّتي منهمْ أحَدٌ، فإنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ منهمْ][١٤].[١٣]


قد يُهِمَُكَ: ما أعظم إنجازات عمر بن الخطاب؟

كان لعمر بن الخطّاب إنجازات عظيمة جدًا خلال التاريخ، والتي اشتملت على كافّة المجالات، منها السياسيّة والاقتصاديّة وغيرها، فيما يلي بعضًا منها:[١٥]

  • إنشاء الدواوين والعناية بالنّظام المالي: دوّن عمر بن الخطّاب الدواوين "الوزارات"، فكان ديوان الجند وديوان الخزانة وديوان العطاءات، واهتمّ أيضًا بالأمور الماليّة، كما كان لا يفتي بأي أمر إلا بعد مشورة أصحابه رضوان الله عليهم مدّة ثلاثة أيّام.
  • الاهتمام بالزراعة وشق الأنهار وتمهيد الطرق: بدأ عمر بن الخطاب في حكمه بإعلان أنّ من يعتني بالأرض البور ويهتم بها، فإنّها تُصبح ملكه، وفي حال تركها دون أية أعمال، فإنّها تُسترد منه بعد مرور ثلاثة سنوات، وكانت الزراعة في ذلك الوقت أساس الاقتصاد، إذ أنشئ عمر رضي الله عنه السدود، وبنى القناطر لتوزيع المياه، بالإضافة إلى شقّ فروع للأنهار، كما أصلح الطُرقات ومهّدها، فهو من قال "لو أنّ شاة عثرت في شط الفرات، لخشيت أن أسأل عنها".
  • بناء المدن: بعد فتح جلولاء وحلوان قدمت الوفود إلى عمر بن الخطاب، فبنى المُدن الكثيرة، وبعضها ما زال إلى يومنا هذا.
  • نَشر العلم: يُعد القرآن الكريم أساس العِلم، وأشاد به عمر بن الخطّاب كثيرًا، كما أثار في نفوس العديد من المُسلمين حُب التعلّم والعلم.
  • الاهتمام بالوقت والتاريخ: جاء إلى عمر في يومٍ من الأيّام صكّ مكتوب عليه كلمة "شعبان" فقال عمر: "كيف نعلم أنّ المقصود شهر شعبان الماضي أم الحالي؟" ولحل الأمر، عقد مجلسًا للشورى حضره كبار الصحابة، ثمّ عرض هذه المسألة عليهم، لتحديد التاريخ تفاديًا للوقوع بالأخطاء في العقود والمعاملات وغيرها، فقال البعض: "أرخوا من مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وقال آخرون من مبعثه"، ثمّ أشار علي رضي الله عنه إلى أن يؤرّخ من الهجرة، فاستحسن عمر هذا الرأي على أن تكون بداية التأريخ من بداية هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأرّخوا من محرمها.


المراجع

  1. "عمر بن الخطاب "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:3294 ، صحيح.
  3. "صفات عمر رضي الله عنه التي جعلت الشيطان يخافه ويفرّ منه ."، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2021. بتصرّف.
  4. " شجاعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. بتصرّف.
  5. رواه ابن حجر العسقلاني ، في الإصابة، عن أبو رجاء العطاردي ، الصفحة أو الرقم:518، إسناده صحيح.
  6. "مع الفاروق رضي الله عنه - صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2021. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2496 ، صحيح.
  8. "أحاديث في فضل عمر رضي الله عنه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2021. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:1834 ، صحيح.
  10. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:508، إسناده صحيح.
  11. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2389 ، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:3686 ، حسن.
  13. ^ أ ب "عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2021. بتصرّف.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2398 ، صحيح.
  15. "إنجازات عمر بن الخطاب الحضارية"، المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :