محتويات
دور المرأة في الدّعوة الإسلاميّة
لم تكن المرأة المسلمة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بمعزلٍ عمّا يحدث من وقائع وغزوات، بل كان للمرأة مشاركة قويّة وفاعلة في الدّفاع عن هذا الدّين، ونشر الدّعوة الإسلاميّة، ودعم الرسول ماديًا ومعنويًا بدعوته، فقد كانت النّساء تُشارك الرّجال في الحروب والغزوات، من خلال تطبيب المرضى والجرحى ومساعدتهم على الشّفاء، وتقديم يد العون والمساعدة لهم، وقد حرص المسلمون في الكثير من المعارك والغزوات على أخذ النّساء معهم، لأنهن يُشكلن حافزًا معنويًا كبيرًا لتحقيق الفوز، من خلال الدّعوة للمجاهدين، وتثبيتهم في ساحات المعركة، وقد حضرت النّساء أيضًا إلى جانب الرّجال بيعة العقبة الثّانية، مثل أُم منيع الأنصاريّة، وأم عمارة الأنصاريّة، ومن النّساء اللواتي فدين الإسلام بأرواحهن أم أنس بن مالك، فقد خرجت مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل غزواته ومعاركه بقصد الجهاد والدّفاع عنه، والدّور الأكبر للمرأة تمثّل بدور خديجة بنت خويلد التي وضعت كل ما تملكه من مال وثروة تحت تصرّف الرسول فداءً للإسلام والمسلمين، وفدت السّيدة خديجة النّبي ودعوته بمالها، وجهدها، ونفسها. [١]
أول فدائيّة في الإسلام
إن أول فدائيّة في الإسلام هي أسماء بنت أبي بكر الصّديق، والتي كانت تأخذ الطّعام والشّراب للرسول صلى الله عليه وسلم وأبيها أبي بكر عندما كانا في غار حراء، وقد سمّيت بذات النّطاقين، لأنّها كانت تقسم ثوبها إلى قسمين قسم تضع فيه الطعام وقسم للشراب، خوفًا من أن يراها أحد، بالإضافة إلى أنها كانت تنقل لهم أخبار المشركين وخططهم للإيقاع بالرسول وأبي بكر، وعلى الرّغم من حمل أسماء ومشقّة الحمل وتعبه إلا أنّ ذلك لم يُثنها عن الدّفاع عن الرسول ودعوته بروحها ودمها وجهدها، فكانت تصعد الجبل وتلقى ما تلقاه من مشقّة، في سبيل إيصال الماء والغذاء للنبي وأبيها أبي بكر، فاستحقّت أسماء بنت أبي بكر وبكل جدارة لقب أول فدائيّة في الإسلام، وسيبقى اسمها خالدًا على مر العصور والأزمان، ولن تنسى الأمّة موقفها العظيم وما قامت به من تعريض نفسها للخطر فداء لهذه الدّعوة. [٢][٣]
من مواقف أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق
وكان لأسماء بنت أبي بكر دور مشرّف في الدّفاع عن النبي ودعوته، ومن مواقفها: [٤]
- عندما هاجر أبو بكر الصّديق مع الرسول صلى الله عليه وسلم، مجاهدًا في سبيل الله، ترك وراءه أباه الشيخ الكبير والضرير، فسأل أبو قحافة جد أسماء حفيدته عمّا ترك لهم والدها أبو بكر من مال، فأحضرت كيسًا وملأته بالحجارة، وأوهمت جدها بأنه مال، وأحضرت الكيس له وعندما حمله اطمئن قلبه وسكن، وكانت أسماء بداخلها تعلم بأن الله لن يُضيعها ولن ينساها هي وجدّها.
- وكان لأسماء بنت أبي بكر دور كبير بعد الهجرة، فقد كانت أسماء تعرف القراءة والكتابة، وحافظة للقرآن الكريم، فقد علّمت الأنصاريات القراءة والكتابة والقرآن الكريم، وأمور دينهن وعقيدتهنّ.
- من المواقف الجلية لأسماء بنت أبي بكر، أنها ذات يوم كانت نائمة فسمعت طرقًا شديدًا على الباب، فكان أبو جهل يسأل عن أبيها أبي بكر وعن الرسول صلى الله عليه وسلم، فأجابته بأنها لا تعرف عنه شيئًا، فلطمها لطمة قوية جعلت أقراطها تتطاير في الهواء من شدّة اللطمة، كل ذلك في سبيل أن لا تصل أيدي الغدر لأبيها وصاحبه الرسول صلى الله عليه وسلم وهم في الغار. [٥]
المراجع
- ↑ د. سامية منيسي، "الصحابيات المجاهدات"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ Mey Elsideeg Elmobark، "*--من هى أول فدائية في الإسلام ؟"، specialties.bayt، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ يوسف المومني، "بماذا لقبت اول فدائية في الاسلام؟"، ujeeb، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "مواقف ودروس من حياة أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنها)"، lahaonline، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "أسماء بنت أبي بكر.. ذات النطاقين "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2019. بتصرّف.