عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم

عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم
عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم

الفرق بين الغزوة والمعركة

لا بدّ من التفرقة ما بين مصطلحي الغزوة والمعركة، إذ يشير مصطلح الغزوة إلى الفتوحات والحروب التي شارك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم في القتال بين جيش المسلمين وجيوش المشركين، ويقول المؤرخون والرواة أن النبي صلى الله عليه وسلم شارك مع جيش المسلمين في بعضها، وكان حاضرًا في معظمها فقط من أجل التوجيه والتخطيط، إلا أن مشاركته الفعلية في القتال كانت قد اقتصرت على تسع غزوات فقط، ويقال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل أحدًا خلال كل تلك الغزوات إلا أُبَيَّ بن خلف في غزوة أُحُدْ، أما مصطلح "المعركة" فيطلق على أنواع الفتوحات جميعها، والحروب، والاشتباكات، والتناوشات، والاحتكاكات القتالية المسلحة التي حدثت بين جيش المسلمين والمشركين، ولكن دون أن يشارك فيها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

وقد كان امتناع النبي عليه الصلاة والسلام عن الخروج والمشاركة في مثل تلك الحروب يعود لسبب ما، سواء أكان مرضًا أو أوامر الله سبحانه وتعالى له، وبالرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يشارك في المعارك إلا أنه كان يساعد قادة المعركة ويرشدهم ويضع لهم استراتيجيّة حربيّة، ومن الجدير بالذكر أن كلمة "معركة" أطلقت كذلك على الحروب التي جرت بين المسلمين وبين المسلمين المخالفين للشريعة، وقد انتشر هذا النوع من المعارك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يعرف بحروب الردة وغيرها من الحروب التي كانت ضد المسلمين العاصين الذين نقضوا عهدهم القديم مع المسلمين وباتوا يتعاونون مع المشركين واليهود أو يكونون سببًا في تحقيق أذى مادي أو معنوي للمسلمين.[١]


عدد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلّم

بلغ عدد الغزوات التي خاضها الرسول عليه الصلاة والسلام تسعًا وعشرين غزوةً، من ضمنها تسع غزوات وقع قتال فعلي فيها بين المسلمين والمشركين، وحقّق المسلمون أهدافهم دون قتال في باقي الغزوات، وقد استمرت الغزوات لمدة ثماني سنوات، بين السنة الثانية والتاسعة هجريًّا، كان أغلبها في السنة الثانية للهجرة، فقد بلغت عدد الغزوات في ذلك العام ثماني غزوات، وفيما يأتي أسماء الغزوات وتاريخ وقوعها:[٢][٣]

  • غزوة الأبواء: كانت من أولى الغزوات التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلّم بعد تشريع القتال، فقد وقعت في شهر صفر للسنة الثانية للهجرة، وهي من الغزوات التي لم يحدث فيها قتال، إذ استطاع الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعقد حلفًا مع بني ضمرة من كنانة دون قتال.
  • غزوة بواط: كان الهدف من هذه الغزوة التي وقعت في السنة الثانية للهجرة، هو هدف استراتيجي اقتصادي بحت، إذ كان هدف الرسول عليه الصلاة والسلام من الخروج إلى هذه الغزوة السيطرة على قافلة تجارية لقريش كانت تمر بتلك المنطقة التي سمّيت الغزوة باسمها.
  • غزوة العشيرة: وقعت في السنة الثانية للهجرة وهي من الغزوات التي لم يكن فيها قتال.
  • غزوة بدر الأولى: وقد وقعت في السنة الثانية للهجرة.
  • غزوة بدر الكبرى: تعد من أولى الغزوات التي كان فيها قتال فعليّ، وقد وضعت هذه الغزوة المسلمين في امتحان حقيقي فقد كانت دولتهم وليدة ودعوتهم جديدة، وقد كان النصر حليفهم في هذه الغزوة المباركة التي وقعت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، وسمّيت بهذا الاسم نسبة للمكان التي وقعت فيه.
  • غزوة بني سليم: وقعت في السنة الثانية للهجرة، وهي من الغزوات التي لم يقع فيها قتال.
  • غزوة بني قينقاع: وقعت في جنوب المدينة المنوّرة في السنة الثانية للهجرة، وانتهت بجلاء يهود بني قينقاع عن المدينة، وحصلت الغزوة بسبب تعدي شخص من يهود بني قينقاع على سيدة مسلمة، إذ كشف عورتها، فتصدى له أحد المسلمين وحاول إخراج السيدة المسلمة فقتل من قبل يهود بني قينقاع، فأثار هذا الأمر الرسول صلى الله عليه وسلم فقرر محاصرتهم حوالي خمسة عشر يومًا، وبسبب نقضهم العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم خرجوا من المدينة تاركين أسلحتهم وأموالهم.[٤]
  • غزوة السويق: وقعت في شهر ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة، وكان سبب تلك الغزوة خروج أبي سفيان مع 200 من المشركين لمواجهة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين للانتقام من الهزيمة التي لحقت بهم في غزوة بدر، وعندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون لمواجهة أبي سفيان لم يدركوه، ولكنه ترك هو ومن كان معه زادهم من السويق.[٤]
  • غزوة ذي أمر: من الغزوات التي لم يحدث فيها قتال، وكانت في السنة الثالثة للهجرة.
  • غزوة بحران: وقعت في السنة الثالثة للهجرة دون قتال.
  • غزوة أحد: هي ثاني أكبر الغزوات التي خاضها المسلمون بقيادة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت بعد عام كامل من غزوة بدر الكبرى، إذ وقعت في العالم الثالث للهجرة، وكان السبب من وراء هذه الغزوة رغبة قريش باسترداد اعتبارها بين القبائل بعد هزيمتها في غزوة بدر الكبرى.
  • غزوة حمراء الأسد: وقعت في السنة الثالثة للهجرة، وكان السبب وراءها هو رفع الروح المعنوية للصحابة بعد هزيمة غزوة أحد، ومنع قريش من العودة والقضاء على المسلمين.
  • غزوة بني النضير: وقعت في السنة الرابعة من الهجرة على إثر محاولة يهود بني النضير اغتيال الرسول عليه الصلاة والسلام، وانتهت بجلائهم عن المدينة.
  • غزوة ذات الرقاع: حدثت في السنة الرابعة للهجرة.
  • غزوة بدر الآخرة: وتسمى أيضًا ببدر الصغرى، وبدر الثانية، وبدر الموعد، وقد وقعت في السنة الرابعة من الهجرة.
  • غزوة دومة الجندل: وقعت في السنة الخامسة للهجرة.
  • غزوة بني المصطلق: حدثت في السنة الخامسة من الهجرة.
  • غزوة الخندق: وقعت في السنة الخامسة من الهجرة بين مجموعة من قبائل العرب والمسلمين، بهدف القضاء على الدولة الاسلامية، وانتهت بانتصار المسلمين.
  • غزوة بني قريظة: وقعت غزوة بني قريظة بعد الخندق، بسبب نقض عهد بني قريظة مع المسلمين، بالإضافة لمحاولتهم إدخال الأحزاب من قبيلة قريش للمدينة، وبعد حصار استمر مدة خمس وعشرين ليلة انتهت الغزوة، وكانت نتيجتها انتصار المسلمين، وقُتل الكثير من رجال بني قريظة كما أصبحت أموالهم ونساؤهم من حق المسلمين.[٤]
  • غزة بني لحيان: وقعت في السنة السادسة من الهجرة.
  • غزوة ذي قرد: وقعت في السنة السادسة من الهجرة.
  • صلح الحديبية: هو عهد بين المسلمين وقريش، ولكنه نقض نتيجة اعتداء بني بكر على بني خزاعة.
  • غزوة خيبر: وقد وقعت في السنة السابعة للهجرة بعد صلح الحديبية، وكان السبب منها تأمين المسلمين من شر اليهود بعد التخلص من مشركي قريش، وفي تلك الغزوة حُصرت كافة حصون اليهود في خيبر واقتحمت جميعها.[٤]
  • غزوة عمرة القضاء: وقعت في السنة السابعة للهجرة.
  • سرية مؤتة: وقعت في السنة الثامنة للهجرة.
  • فتح مكة: وقعت في النسة الثامنة للهجرة وقد حدثت دون قتال.
  • غزوة حنين: وقعت في السنة الثامنة للهجرة، إذ بدأت بزعزعة صفوف المسلمين، وذلك بعد إشاعة نبأ استشهاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا أدى لتفرفة المسلمين من حوله، ولكنهم سرعان ما جمعوا قوتهم وكان النصر حليفهم.[٤]
  • غزوة الطائف: وقعت في السنة الثامنة من الهجرة.
  • غزوة تبوك: وقعت في السنة التاسعة من الهجرة، وقد كانت غزوة تبوك آخر غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت موجهة ضد الروم، وكان النصر حليف المسلمين في تلك الغزوة.[٤]


تشريع القتال في الإسلام

في بدايات نزول الرسالة السماوية على رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤمر بالقتال، وكانت مهمّته صلى الله عليه وسلّم هي الدعوة بطريقة سلمية للدين الإسلامي، والتغاضي عن أذى المشركين، ولعلّ الحكمة من ذلك أنّ المسلمين كانوا في البداية مستضعفين وصفوفهم مشتّتة، وكان الأذى الحاصل من القتال سيكون أكبر وكان سيقضي على المسلمين، ومع بداية القرن السابع عندما ترسّخت قواعد الدولة الإسلامية ورتّب المسلمين أنفسهم وصفوفهم وحياتهم، وأصبحوا قوّةً لا يستهان بها، شرّع المولى قتال الكفّار والمشركين في سبيل حماية حدود الدولة الإسلامية الوليدة، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[٥]، وكان الرسول صلى الله عليه وسلّم على رأس الجيوش المشاركة للقتال، فكان من أكثر المقاتلين شجاعةً، وأشدّهم بأسًا، حتى إذا حمي وطيس الحرب احتمى الصحابة به صلوات الله وسلامه عليهم.[٦]

وتوجد الكثير من الأسباب والدوافع التي أدت إلى حدوث غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، لكن على رأسها رد عدوان كل من أراد كيدًا بالدولة الإسلامية ومحاربتها، فكانوا يعدون العدة للقضاء على الدولة الإسلامية، إذ كان الرسول الكريم سريع التأهُّب، لتأمين كافة المؤمنين من محاولة الكفار فتنتهم عن دينهم، ومن أسباب الغزوات أيضًا الدفاع عن الدين والوطن والنفس والأهل، إضافةً إلى حماية الدعوة الإسلامية لتصل لكافة الناس، وتأديب كل من يخالف العهود أيضًا.[٧]


فضل الجهاد في سبيل الله تعالى

وردت في الكتاب والسنة الكثير من الفضائل للجهاد، وفيما يأتي جزء مما ورد في كتاب الله عز وجل:[٨]

  • طرف حركات المجاهد كلها مكتوبة له من حين خروجه من بيته: فقد قال تعالى: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[٩].
  • أنه أفضل من نوافل العبادات: فقد قال تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}.[١٠].
  • أنه سبب للحصول على رحمة الله تعالى.
  • أنه سبب للحصول على رضوان الله تعالى.
  • أنه سبب في الفوز بمرتبة الشهادة والتي جعل الله تعالى أصحابها في مصاف النبيين والصدّيقين، فقد قال تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}[١١].


المراجع

  1. "فرق المعنى بين الغزوة والمعركة"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-7. بتصرّف.
  2. "عدد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم"، mwthoq، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-7. بتصرّف.
  3. "غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم "، islamstory، 7-12-2014، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "بحث حول غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم"، bo7ooth.info، 21-2-2019، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2019. بتصرّف.
  5. سورة الحج، آية: 39.
  6. "تشريع القتال في الاإسلام"، rasoulallah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-7. بتصرّف.
  7. "أسباب غزوات الرسول "، ar.islamway.net، 15-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2019. بتصرّف.
  8. "حديث القرآن عن الجهاد في سبيل الله"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-7. بتصرّف.
  9. سورة التوبة، آية: 120.
  10. سورة التوبة، آية: 19-20.
  11. سورة النساء، آية: 69.

فيديو ذو صلة :

719 مشاهدة