ما هي صلاة الفتح

ما هي صلاة الفتح
ما هي صلاة الفتح

صلاة الفتح

تعد صلاة الفتح أو كما تسمى صلاة النصر عبارةً عن صّلاة يؤديها المسلمون بعد فتح الدول والبلدان وبعد تخليصها من حكم الأعداء وبعد تحقيق أي إنجازات عسكريّة في ميادين الحرب، فما هي إلا صلاة شرعها الله تعالى لجنوده المقاتلين في سبيله بعد أن تضع الحرب أوزارها وتنتهي، وبعد أن ينتصر المسلمون على أعدائهم، وقد بحث الكثير من فقهاء وعلماء المسلمين في أمر صلاة الفتح وانقسموا في هذا الحديث لفريقين:[١]

  • الفريق الأول: قال أنّ الرسول عليه أفضل السلام لم يصلِّ صلاة الفتح، إنما كانت الصلاة التي صلاها عليه الصّلاة والسّلام صلاة الضّحى التي شرعت في وقت الضّحى، وتعد صلاة الأوّابين كما ورد عنها.
  • الفريق الثاني: ذهب في قوله بأنّ الصّلاة التي صلاها الرسول عليه السلام ما هي إلا صلاةٌ خاصّة صلّاها الرسول عليه السلام وهي صلاة الفتح، إذ أداها النبي عليه السلام بمناسبة فتح مكّة المكرمة، ودليل ذلك قول أم هانئ وهي بنت عم الرسول عليه السلام "فلم أره صلّى مثلها قبل أو بعد".


صلاة الرسول يوم فتح مكة

صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ثماني ركعات صلاة الفتح، وقد قال أغلب العلماء عن هذه الصلاة إنها كانت شكرًا لله على نعمة الفتح العظيمة، وفيما يأتي أهم أقوال العلماء حول هذا الموضوع:[٢]

  • قال العالم محمد بن نصر المروزي: "وأما الصلاة والسجود عند حوادث النعم شكرًا لله عز وجل، فمن ذلك: أن الله لمّا أنعم على نبيه صلى الله عليه وسلم بفتح مكة اغتسل وصلى ثماني ركعات شكرًا لله عز و جل".
  • قال الإمام ابن حجر رحمه الله: "فيه مشروعية الصلاة للشكر".
  • قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكانوا يستحبون عند فتح مدينة أن يصلى الإمام ثماني ركعات شكرًا لله، ويسمونها صلاة الفتح".
  • قال العالم الكبير ابن القيم رحمه الله: "ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار أم هانئ بنت أبي طالب، فاغتسل وصلى ثماني ركعات في بيتها، وكانت ضحى، فظنها من ظنها صلاة الضحى، وإنما هذه صلاة الفتح"، وكانوا أمراء الإسلام إذا فتحوا حصنًا أو بلدًا صلوا بعد الفتح هذه الصلاة اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذه القصة ما يدل بأنها بسبب الفتح شكرًا لله عليه، عندما قالت أم هانئ: ما رأيته صلاها قبلها ولا بعدها.
  • ما روي عن الإمام مسلم (336) أن أم هانئ رضي الله عنها قالت : [لَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غُسْلِهِ فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى][٣].


كيفية صلاة الفتح

تصلى صلاة الفتح كما وردت عن الرسول عليه السلام ثماني ركعات بتسليمةٍ واحدة، وقد وصفت أم هانئ رضي الله عنها كيفيّة آداء النّبي لها، إذ قالت بأنّها صلاة خفيفة، ولم يرَ أن النّبي عليه السلام أسرع في الصلاة كما أسرع عندما صلّاها، لكنه عليه السلام كان يُتمّ الرّكوع والسّجود فيها، ولم تصلى صلاة الفتح منذ حوالي 333 عامًا، إذ كانت النمسا آخر الفتوحات الإسلامية ولم تُقام الصلاة حتى الآن، إذ غابت صلاة الفتح لغياب النصر، وغاب النصر عن المسلمين وابتعد بعد أن ابتعدوا عن دينهم.[٤]


صلاة التطوع

تُعد صلاة الفتح من صلوات التطوع الواردة عن الرسول عليه السلام، وصلاة التطوع هي كل صلاة زائدة على الصلواتِ الخمسِ المفروضة وهي؛ الفجرِ والظُّهر والعصر والمغرب والعشاء، إذ روى الصحابي طلحة بن عبيدالله: أن أعرابيًّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلوات؟ فقال:(خمس صلواتٍ في اليوم والليلة)، فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: (لا، إلا أن تطَّوَّعَ[٥] ولصلاة التطوع الكثير من الفضائل من أهمها ما يأتي:[٦]

  • تجبُرُ صلاة التطوع أي نقص حاصل في الفرائض، فقد روى أبو داود عن عمار بن ياسرٍ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرجلَ لينصرف وما كُتب له إلا عُشر صلاته، تُسعها، ثُمنها، سُبعها، سُدسها، خُمسها، رُبعها، ثُلثها، نُصفها[٧] وأيضًا ما رواه أبو داود عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أولَ ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال: يقول ربنا جل وعز لملائكته - وهو أعلم -: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامةً كتبت له تامةً، وإن كان انتقص منها شيئًا، قال: انظروا هل لعبدي من تطوعٍ؟ فإن كان له تطوع، قال: أتمُّوا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم).[٨]
  • ترفع صلاة التطوع درجاتِ العبد في الجنة، وذلك لما روى مسلم عن ربيعة بن كعبٍ الأسلمي، قال: كنت أبِيتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتُه بوَضوئه وحاجته، فقال لي:(سَلْ)، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال:(أوْ غيرَ ذلك)، قلت: هو ذاك، قال:(فأعِنِّي على نفسك بكثرة السجود).[٩]
  • من المستحب أن يؤدي المسلم صلاةُ التطوع في البيت وليس في المسجد، وذلك لما رواه الشيخانِ عن زيد بن ثابتٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرةً في المسجد من حصيرٍ، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها لياليَ حتى اجتمع إليه ناس، ثم فقدوا صوته ليلةً، فظنوا أنه قد نام، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم، فقال: (ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم حتى خشيت أن يكتب عليكم، ولو كُتب عليكم ما قمتم به، فصلُّوا أيها الناس في بيوتكم؛ فإن أفضلَ صلاة المرء في بيته، إلا الصلاةَ المكتوبة).[١٠]


بعض الأمثلة على صلاة التطوع

يوجد في الإسلام الكثير من الصلوات الزائدة عن الفرائض والتي يُخيّر الإنسان في آدائها، من أهم هذا الصلوات ما يلي:[١١]

  • صلاة الوتر، وهي الصلاة التي تصلى بعد الانتهاء من صلاة العشاء.
  • صلاة الاستسقاء، يصليها المسلمون بهدف طلب السقيا من الله بنزول المطر.
  • صلاة قيام الليل، وهي من بعد صلاة العِشاء إلى الفجر، وأفضل وقت لها في ثلث الليل الآخر.
  • صلاة الضحى، تصلى مِن بعد شروق الشمس بربع ساعة إلى ما قبل آذان الظهر بربع ساعة.
  • صلاة الاستخارة، إذا أراد المسلم فعل أمر ما، يستحب أن يستخير الله تعالى، ويكون ذلك بأن يتوضأ ويحسن الوضوء، ثم يصلي ركعتين تطوعًا، وبعد السلام يحمد الله تعالى ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول هذا الدعاء:(اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله، فاقدُرْه لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرِفْه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رَضِّني به)[١٢].
  • صلاة الكسوف والخسوف، تصلى هذه الصلاة عند ذَهابُ ضوءِ الشمس والقمر أو بعضِه أو تغيره إلى السواد.


المراجع

  1. "صلاة الفتح أو صلاة النصر: أخر مرة صلاها المسلمون منذ 333 عام"، haltosadiq، اطّلع عليه بتاريخ 14-1-2020. بتصرّف.
  2. "هل يجوز أن يصلي ركعتين شكراً لله؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-31. بتصرّف.
  3. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن فاختة بنت أبي طالب أم هانئ، الصفحة أو الرقم: 336، [صحيح].
  4. "صلاة الفتح أو صلاة النصر: أخر مرة صلاها المسلمون منذ 333 عام"، هل تصدق، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-31. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيدالله، الصفحة أو الرقم: 2678، [صحيح] .
  6. "صلاة التطوع"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-31. بتصرّف.
  7. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عمار بن ياسر، الصفحة أو الرقم: 1/247، [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] .
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن حكيم الضبي، الصفحة أو الرقم: 864، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 489، [صحيح].
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم: 7290، [صحيح].
  11. "صلاة التطوع"، الالوكة.أطلع عليه بتاريخ 2019-12-31.بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 6382، [صحيح].

فيديو ذو صلة :