صحيح البخاري
صحيحُ البخاري هو الاسم لاشهير لكتاب "الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه"، وهو من أهمّ الكتب الجامعة للأحاديث حديث النبوية عند المسلمين من أهل السنة والجماعة، ومؤلفه هو الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، إذ استغرق في جمعه ما يقارب ستة عشر عامًا، ويحتوي الكتاب على ما يقارب الثلاثة آلاف حديث انتقاها من بين حوالي ستمئة ألف حديث جمعها بنفسه، ويعدُّ صحيح البخاري من أبرز وأدقّ مصادر الحديث، إذ تفرّد في جمع الأحاديث الصّحيحة فقط، لذا يعدُّ أصحّ الكتب بعد القرآن الكريم، وقد قسّم الكاتب الأحاديث حسب موضوعاتها تحت 73 بابًا تبدأ بكتاب بدء الوحي وكتاب الإيمان و تنتهي بكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة وكتاب التوحيد.
مؤلف صحيح البخاري
مؤلف صحيح البخاري هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه الجعفي البخاري، وقد سمّي بالبخاري نسبةً إلى مدينة بُخارى الواقعة في خراسان الكُبرى أو ما تُسمى باوزباكستان في وقتنا الحالي، وهو واحد من أهمّ علماء الدّين والحديث وعلوم السند والرجال والجرح والتعديل عند أهل السنة والجماعة، وقد كان من كبار الحفّاظ، ونظرًا لشهرته الواسعة أُطلق عليه لقب أمير المؤمنين، ولد البخاري في 13 من شهر شوال سنة 194 للهجرة، وقد أُصيب بضعف في بصره في الصّغر، ثم شفي ورد الله عليه بصره، من ثم بدأ في عمر العاشرة بحفظ الحديث الشريف، وومتابعة حلقات الدّروس مع الشيوخ، وبعدها بدأ رحلته في كافّة أرجاء العالم الإسلامي للقاء الشيوخ المنتشرين، وجمع الأحاديث منهم، وقد ورد أنّه سمع من ما يقارب الألف شيخ، وجمع منهم حوالي الثلاثة آلاف حديث، وقد كَتَبَ كُتبًا عديدةً أخرى نالت أهميةً وانتشارًا واسعًا مثل: التاريخ الكبير، والأدب المفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإمام وغيرها العديد من المؤلفات، وكذلك فقد تلمّذ على يده واستفاد الكثير من كبار أئمة المسلمين والحديث كالإمام مسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم، إلا أنّه توفّي بعد صراعه مع المرض بعمر 62 عامًا في شهر شوال من عام 256 للهجرة في ليلة عيد الفطر.
صحيح مسلم
الكتاب
صحيح مسلم هو واحدٌ من أبرز الكتب الجامعة للأحاديث النبوية عند المسلمين من أهل السنة والجماعة، من تأليف الإمام جمعه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، ويقعُ في المرتبة الثالثة كمرجعٍ ديني من حيث الدقّة والصحّة بعد كلّ من القرآن الكريم وصحيح البخاري، إذ جمع فيه الأحاديث الصّحيحة التي أجمع عليها العلماء والمحدّثون فقط كما فعل البخاري في صحيحه، ومن حيث التّسمية فلم يُطلق مؤلفه اسم ثابت للكتاب لذا فقد وردت أكثر من تسمية له كالجامع، والمسند الصحيح، أو اسمه الشّهير صحيح مسلم، وقد صنّف مسلم الأحاديث في الكتاب تحت 57 موضوعًا بدأت بكتاب الإيمان وكتاب الطّهارة، وانتهت بكتاب الزّهد والرّقائق وكتاب التفسير، استغرق في جمعها ما يقارب الخمس عشرة سنة، ليبلغ عدد الأحاديث فيه حوالي ثلاثة آلاف حديث غير مكررٍ اختارها من بين ثلاثمائة ألف حديثٍ.
المؤلّف
هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، وهو من أهمّ وأشهر علماء الدّين وجامعي الحديث عند أهل السنة والجماعة، ولد في مدينة نيسابور فيعام 206 للهجرة، كان مهتمّا منذ صغره بسماع الأحاديث الشّريفة وحفظها، فقد بدأ بحفظها منذ كان في الثانية عشرة من عمره، وقد تلمّذ على يدّ الكبار الشيوخ في بلاده، من ثم انطلق في رحلة البحث عن صحّة الحديث وطلبه جال خلالها العديد من المدن الإسلامية مرات عديدة، مثل الحجاز والمدينة النبوية ومكة المكرمة ورحل إلى العراق فدخل البصرة وبغداد والكوفة من ثم انتقل إلى الشّام ومصر، واستغرق في ذلك قرابة الخمسة عشرة عامًا، ليجمع ما يزيد على ثلاثمئة ألف حديث وضع منها ثلاثة آلاف حديث صحيح في كتابه، وللإمام مسلم عدّة مؤلفات غير صحيحه مثل كتاب التّمييز، والكنى والأسماء، والمنفردات والوحدان، والطبقات.
الكتب الجامعة
قام عدد من علماء الأحاديث بجمع الأحاديث المستركة التي أجمع على روايتها كل من الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما في كتب جامعة، وفيما يلي بعض من هذه الكتب:
- كتاب الجمع بين الصّحيحين: ومؤلفه محمد بن عبد الله الجوزقي، توفي في عام 388 للهجرة.
- كتاب الجمع بين الصحيحين: ومؤلفه أبي عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح الحميدي، توفي في عام 466 للهجرة.
- كتاب الجمع بين الصحيحين: ومؤلفه أبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي، توفي في عام 582 للهجرة.
- كتاب الجمع بين الصحيحين مع حذف السند والمكرر من البين: ومؤلفه أبي حفص عمر بن بدر بن سعيد، ضياء الدين الكردي الحنفي، توفي في عام 622 للهجرة.
- كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان: ومؤلفه محمد فؤاد عبد الباقي، توفي في عام 1388 للهجرة.
