عدد احاديث صحيح البخاري

عدد احاديث صحيح البخاري
عدد احاديث صحيح البخاري

صحيح بخاري

تكفل الله عز وجل بحفظ هذا الدين العظيم فهو الرسالة الخاتمة لكل دين، وجعل كتابه مهيمنا على ما تقدمه من الكتب والوحي واختصه باكمل شريعة، فهو آخر الأديان والناسخ لكل ما سواه، ولذلك فقد وعد الله بحفظه من الاندثار أو التحريف أو التبديل، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}،[١]

قد تحقق وعد الله بحفظ القرآن والسنة منذ عصر النبوة حتى هذا اليوم وسيبقى محفوظا حتى يوم القيام، وكما هيّأ الله للقران القرّاء والحفّاظ فقد هيَّأ للسنة علماء الحديث الذين حفظوا ألفاظه، ومعانيه، وكتبوه، وأوصلوه إلى من بعدهم، وحفظوه من التحريف والعبث، ومن هؤلاء العلماء الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله صاحب كتاب صحيح البخاري.

إنّ صحيح البخاري كتاب يضم بين دفتيه نصوص الحديث النبوي الشريف، وهو كتاب على رأس كتب الحديث، وقد أُلّف كتاب صحيح البخاري في عام 232 هجري، وقد استغرق الإمام البخاري في كتابته 22 سنة، ويضم صحيح البخاري تقريبًا 7563 حديثا مكررا، أمّا الأحاديث غير المكررة فقد بلغت حوالي 4 ألاف حديث، وقد قسّمها البخاري في صحيحه على 97 كتابا أولها كتاب بدء الوحي وآخرها كتاب التوحيد، كما قسمها في أبواب بلغ عددها 3882 بابًا أولها باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرها باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}،[٢] وذلك أنَّ أعمال بني آدم وقولهم يوزن.

وقد اشترط البخاري في صحيحه في الأحاديث اللقيا، واشترط تمام العدالة والضبط وقد تشدد البخاري في هذا الشرط، وقد قطع البخاري الأحاديث إلى أطراف بحسب الباب المناسب وطرق الحديث، وهذا المنهج يبين فقهه رحمه الله في صحيحه، وممّا ميز صحيح البخاري وصحيح مسلم كذلكَ عن باقي كتب الحديث، أن فيهما أعلى شروط الصحة بأدق المناهج العلمية، وقبول الأمة لهما واعتناء العلماء بهما، وأنهما أول من صنف في جمع الأحاديث الصحيحة، مما جعل صحيح بخاري ومسلم أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل.[٣]


عدد أحاديث صحيح بخاري

جمع الإمام البخاري صحيحه في ست عشرة سنة، وكان لا يثبت حديثا فيه مع توفر شروط الصحة فيه، إلّا اغتسل قبل ذلك، وصلى ركعتين واستغفر الله، وتيقن صحته، وقد قال الإمام البخاري رحمه الله (خرجته من نحو ستمئة ألف حديث)، أي أنه نقح وخرج كتابه من ضمن ستمائة ألف حديث.

أما عدد أحاديث كتاب صحيح البخاري، فقد اختلف العلماء في عددها، قال ابن الصلاح والنووي رحمهما الله أن عدد أحاديث صحيح البخاري 7275 حديثا، وقال ابن حجر رحمه الله بعد أن تتبع البخاري بابًا بابًا، وحديثا حديثا ألفاه بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات 7397 حديثا، والخالص من ذلك بلا تكرار 2602 حديث، إذا أضيف إلى ذلك المتون المعلقة المرفوعة وهي 159 حديثا، فإنّ المجموع يصبح 2761 حديث، أما أحاديثه بالمكرر وبما فيه من التعليقات والمتابعات واختلاف الروايات فهي 9082 حديثا، وهذا غير ما فيه من الموقوف على الصحابة والتابعين.[٤]


كيف جمع البخاري الأحاديث؟

جمع الإمام محمد بن إسماعيل البخاري الأحاديث التي رواها في كتابه من مصدرين رئيسيين هما:[٥]

  • مصادر شفوية: وتتمثل في أخذه العلم عن شيوخه، وسماعه للأحاديث من رواتها.
  • مصادر مدونة ومكتوبة: وهذه المصادر هي كتب الحديث التي جمعها المحدثين الكبار الذين سبقوا تأليف الإمام البخاري لصحيحه، وقد ظهرت هذه الكتب في بدايات القرن الثاني هجري وسميت بالمسانيد، كما ظهرت الكتب المرتبة على الأبواب الفقهية التي حوت بدورها على الكتب والصحف الحديثية المكتوبة في القرن الأول الهجري، ومن أشهرها؛ الجامع أو السنن لعبد الملك بن جريج، والسنن للأوزاعي، والجامع لسفيان الثوري، والموطأ لمالك بن أنس وغيرها الكثير من الكتب، وكانت هذه الكتب تشكل المادة الأولى لصحيح البخاري؛ إذ سمع الإمام بخاري هذه الكتب بأسانيدها الصحيحة ثم ضمنها في كتابه.


مَعْلُومَة

كثيرًا ما نسمع عن البخاري، هذا الإمام العظيم الذي قدم للأمة الإسلامية أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل، الذي انتفعت الأمة بعلمه وكتبه منذ مولده وحتى يومنا هذا، فمن هو هذا الإمام العظيم؟

الإمام البخاري هو أبو عبد الله بن أبي الحسن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري، ولد الإمام البخاري يوم الجمعة في شهر شوال عام 194 للهجرة، في مدينة بخارى الواقعة في بلاد ما وراء النهر، مات أبوه وهو صغير فنشأ في حجر أمه، وقد ربته تربية كريمة؟

ظهر البزوغ العلمي للإمام البخاري في سن مبكرة، وهو بعمر العشر سنين، فبدأ بطلب العلم في بخارى، وحفظ كتب ابن المبارك ووكيع وهو ابن 16 سنة، ثم ارتحل البخاري إلى مكة المكرمة ليطلب العلم، ومن بعدها ذهب إلى المدينة المنورة، والشام، ومصر، ونيسابور، والجزيرة والبصرة والكوفة وبغداد وواسط ومرو والري وبلخ وغيرها الكثير من المدن التي ارتحل إليها طلبا للعلم، وبسبب ترحاله الكثير وتنقله بين المدن لطلب العلم فقد كان للبخاري الكثير من الشيوخ؛ إذ قال قبل موته (كتبت عن ألف وثمانين نفسا).

ن شيوخ الإمام البخاري؛ عبد الله بن محمد المسندي ومحمد بن سلام البيكندي، ومحمد بن عبدالله الأنصاري، وأدم بن أبي إياس، وسليمان بن حرب، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعبدالله بن حماد الاملي، وغيرهم الكثير، أمّا تلاميذه فقد أخذ العلم منه خلق كثير لا يحصون، قال الحافظ صالح بن محمد (كان يجتمع له في بغداد وحدها أكثر من عشرين ألف يكتبون عنه)، وقد سمع منه الصحيح ما يقرب من تسعين ألفا.

كان البخاري رحمه الله كثير العبادة ورعًا، قال رحمه الله (أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا)، ولم يشهد له يوما أنه اغتاب أحدًا قط، كما كان رحمه الله ذكيًا حافظًا، فقد قال رحمه الله (أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح)، وقال: (كتبتُ عن ألف شيخ وأكثر، عن كلِّ واحدٍ منهم عشرة آلاف وأكثر، ما عندي حديث إلا أذكر إسناده)، ولعظيم فضله رحمه الله فما زال العلماء منذ عصره إلى يومنا هذا يثنون عليه وعلى كتابه الصحيح، حتى أّن بعض العلماء ألف مؤلفا مستقلًا في ترجمته ومناقبه؛ كالذهبي، وابن كثير، وابن حجر، وغيرهم.

توفي رحمه الله ليلة السبت سنة 256 هجري، عن عمر ناهز 62 سنة، ومن أهم مصنفاته رحمه الله؛ الجامع الصحيح، الجامع الصغير، الجامع الكبير، الأدب المنفرد، أسامي الصحاة، الأشربة، التفسير الكبير، خلق أفعال العباد، وغيرها الكثير من المصنفات التي كانت إرثا عظيما لهذا الرجل العظيم.[٦]


المراجع

  1. سورة الحجر، آية: 15.
  2. سورة الانبياء، آية: 47.
  3. "التعريف المختصر بصحيح البخاري وصحيح مسلم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-30. بتصرّف.
  4. "أحاديث صحيح البخاري بدون المكرر 2761 حديثاً"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-30. بتصرّف.
  5. "كيف جمع الإمامان البخاري ومسلم الأحاديث ؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-30. بتصرّف.
  6. "التعريف بالإمام البخاري"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2020-6-30. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :