محتويات
ما هي السلسلة الذهبية في الحديث؟
أحاديث السلسلة الذهبيّة هي ما رواه الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهم أجمعين، فالسلسلة الذهبيّة هي أصح الأسانيد على الإطلاق، وعدد أحاديث السلسلة الذهبيّة هي مائة حديث وردت على نمط السلسلة الذهبيّة ومرويّة بهذا اللإسناد، فهذه الأحاديث لا يخالطها الشك أو الكذب أو البُهتان بأي حالٍ من الأحوال،[١]ويمكن تقسيم الرواة من حيث القبول والرفض إلى ثلاثة أقسام وهم؛ قسم متّفَق على إتقانهم وضبطهم للحديث ضبطًا تامًا وما يُظنُّ أنهم وهموا فيه من أحاديث فهو وهم يسير لا يضر على إتقانهم وضبطهم، والقسم الثاني؛ هو القسم المُتّفَق على ضعفهم، فلا يتم الالتفات إلى من وثّق عنهم توثيقًا عامًا، ولكن يُلتَفت إلى مَن وثّق عنهم توثيقًا خاصًا، كتوثيق الرواية عن شيخ معيّن أو ضبطه لحديث معيّن، والقسم الثالث؛ هم الرواة المُختَلف في صحة روايتهم، وهؤلاء هم مجال اجتهاد العلماء وبحثهم وتمحيصهم.[٢]
أبرز أحاديث السلسلة الذهبية؟
هناك عدد من أهم أحاديث السلسلة الذهبيّة، وهذه الأحاديث هي:[٣]
- روى الإمام البخاري في الحديث الشريف: [أَذَّنَ ابنُ عُمَرَ في لَيْلَةٍ بارِدَةٍ بضَجْنانَ، ثُمَّ قالَ: صَلُّوا في رِحالِكُمْ، فأخْبَرَنا أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يقولُ علَى إثْرِهِ: ألا صَلُّوا في الرِّحالِ في اللَّيْلَةِ البارِدَةِ، أوِ المَطِيرَةِ في السَّفَرِ][٤].
- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: [أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ الكَعْبَةَ وأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، وبِلَالٌ، وعُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ الحَجَبِيُّ فأغْلَقَهَا عليه، ومَكَثَ فِيهَا، فَسَأَلْتُ بلَالًا حِينَ خَرَجَ: ما صَنَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قَالَ: جَعَلَ عَمُودًا عن يَسَارِهِ، وعَمُودًا عن يَمِينِهِ، وثَلَاثَةَ أعْمِدَةٍ ورَاءَهُ، -وكانَ البَيْتُ يَومَئذٍ علَى سِتَّةِ أعْمِدَةٍ- ثُمَّ صَلَّى. وقَالَ لَنَا إسْمَاعِيلُ: حدَّثَني مَالِكٌ، وقَالَ: عَمُودَيْنِ عن يَمِينِهِ][٥].
- روى الإمام البخاري في الحديث الشريف: [أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، كانَ إذَا سُئِلَ عن صَلَاةِ الخَوْفِ قَالَ: يَتَقَدَّمُ الإمَامُ وطَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، فيُصَلِّي بهِمُ الإمَامُ رَكْعَةً، وتَكُونُ طَائِفَةٌ منهمْ بيْنَهُمْ وبيْنَ العَدُوِّ لَمْ يُصَلُّوا، فَإِذَا صَلَّى الَّذِينَ معهُ رَكْعَةً، اسْتَأْخَرُوا مَكانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا، ولَا يُسَلِّمُونَ، ويَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا فيُصَلُّونَ معهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَنْصَرِفُ الإمَامُ وقدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَيَقُومُ كُلُّ واحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ فيُصَلُّونَ لأنْفُسِهِمْ رَكْعَةً بَعْدَ أنْ يَنْصَرِفَ الإمَامُ، فَيَكونُ كُلُّ واحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ قدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فإنْ كانَ خَوْفٌ هو أشَدَّ مِن ذلكَ، صَلَّوْا رِجَالًا قِيَامًا علَى أقْدَامِهِمْ أوْ رُكْبَانًا، مُسْتَقْبِلِي القِبْلَةِ أوْ غيرَ مُسْتَقْبِلِيهَا قَالَ مَالِكٌ: قَالَ نَافِعٌ: لا أُرَى عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ ذَكَرَ ذلكَ إلَّا عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ][٦].
- عن عبدالله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً][٧].
- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: [أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فرضَ زَكاةَ الفِطرِ من رمضانَ صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ على كلِّ حرٍّ أو عبدٍ ذَكرٍ أو أنثى منَ المسلمينَ][٨].
- عن عبد الله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [لا يجبُ في مالٍ زكاةٌ حتى يحولَ عليه الحولُ][٩].
- روى الإمام مسلم في الحديث الشريف: [عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، وَهي حَائِضٌ في عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيَتْرُكْهَا حتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ، وإنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ، فَتِلْكَ العِدَّةُ الَّتي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ.[وفي رواية]: عن عبدِ اللهِ، أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَةً له وَهي حَائِضٌ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، فأمَرَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْسِكَهَا حتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حتَّى تَطْهُرَ مِن حَيْضَتِهَا، فإنْ أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا حِينَ تَطْهُرُ مِن قَبْلِ أَنْ يُجَامِعَهَا، فَتِلْكَ العِدَّةُ الَّتي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ. وَزَادَ ابنُ رُمْح في رِوَايَتِهِ: وَكانَ عبدُ اللهِ إذَا سُئِلَ عن ذلكَ، قالَ لأَحَدِهِمْ: أَمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، فإنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَنِي بهذا، وإنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا، فقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ، حتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ، وَعَصَيْتَ اللَّهَ فِيما أَمَرَكَ مِن طَلَاقِ امْرَأَتِكَ. قالَ مُسْلِمٌ: جَوَّدَ اللَّيْثُ في قَوْلِهِ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً][١٠].
- عن عبدالله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا، إلَّا كَلْبًا ضارِيًا لِصَيْدٍ أوْ كَلْبَ ماشِيَةٍ، فإنَّه يَنْقُصُ مِن أجْرِهِ كُلَّ يَومٍ قِيراطانِ][١١].
آراء العلماء في أصح الأسانيد
اختلف العلماء في أصح أسانيد الأحاديث، فتنوّعت آرائهم واختلفت، ومن أهم آراء العلماء المسلمين في أصح الأسانيد هي:[١٢]
- رأي الإمام البخاري: لقد رأى الإمام البخاري بأن أصح الأسانيد على الإطلاق هي ما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر.
- رأي الإمام أبو منصور عبد القاهر التميمي: وأما الإمام أبو منصور فقد رأى بأن أصح الأسانيد وأجلَّها على الإطلاق هي ما رواه الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر.
- رأي ابن صلاح رحمه الله: قال الإمام ابن صلاح أنه لم يكن من الرواة عن مالك أجلّ وأصح من رواية الشافعي رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.
- رأي الإمام النووي: أن الحكم على أصح الأسانيد مترتب على تمكّن الإسناد من شروط الصحة، وأنه يجب وجود أعلى درجات القبول من الضبط والعدالة في كل فرد من رواة الإسناد.[١٣]
- الإمام الشافعي: قال أنه لا يوجد حديث أصح وأوثق من حديث مولى نافع، فهو أصح الأسانيد على الإطلاق.[١٣]
- عبد الرزاق بن همام ، وأبو بكر بن أبي شيبة والنسائي: قال هؤلاء بأن أصح الأسانيد على الإطلاق هو ما رواه زين العابدين وهو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو سِبط الرسول صلى الله عليه وسلم.[١٣]
- عمرو بن علي الفلاس، وعلي بن المديني وسليمان بن حرب، وأيوب السختياني: وأما هؤلاء فقالوا بأن أصح الأسانيد على الإطلاق هو ما رواه أيوب عن ابن سيرين.[١٣]
قد يُهِمُّكَ: مَن هو نافع مولى عبدالله بن عمر؟
قد يتبادر إلى ذهنك سؤال مهم بشأن راوي أصح أسانيد الأحاديث وهو نافع مولى عبدالله بن عمر، وسنذكر لك بعض المعلومات عنه:[١٤]
- اسمه: هو نافع مولى عبدالله بن عمر بن الخطاب، إمام وعالم المدينة المنورة.
- كنيته: أبو عبدالله، وهو من نيسابور.
- أهم شيوخ نافع: وقد روى نافع عن ابن عمر، وعائشة أم المؤمنين، وأبي هريرة، ورافع بن خديج، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة، وأبي لبابة بن عبد المنذر، وصفيّة بنت أبي عبيد زوجة مولاه، وسالم وعبدالله وعبيد الله وزيد أولاد مولاه، وآخرين غيرهم.
- تلاميذ نافع: ومن تلامذته؛ الزهري، وأيوب السختياني، وعبيدالله بن عمر، وابن جريج، وأيوب بن موسى، وابن أبي ليلي، وحجاج بن أرطاة، والأوزاعي، وهُمام بن يحيى، والضّحاك بن عثمان، وجرير بن حازم، ومالك بن أنس، ونافع بن أبي نعيم، وغيرهم الكثير.
- منزلة نافع العلميّة: قال عنه البخاري: "أنه راوي أصح الأسانيد"، وقال عنه سالم بن عبدالله بن عمر: "سلوا نافعًا، فإنه أعلمنا بحديث ابن عمر"، وقال عنه مالك بن أنس: "كنت إذا سمعت نافعًا يُحدّث عن ابن عمر لا أُبالي ألا أسمعه من أحد غيره"، وقال عنه عبد الرحمن بن خراش: "نافع ثقة، نبيل"، وقال عنه ابن سعد: "كان نافع ثقة كثير الحديث"، وقال عنه أحمد بن حنبل: "نافع مولى ابن عمر مدنيّ، تابعيّ، ثقة"، وقال عنه ابن كثير: "كان نافع من الثقات النبلاء، والأئمة الأجلاء".
- وفاة نافع: توفي نافع بن عمر سنة 117 في عهد هشام بن عبد الملك.
المراجع
- ↑ ناصر بن سعيد السيف، " أحاديث السلسلة الذهبية"، بيت الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
- ↑ د. بدر عبد الحميد هميسه، "منهج المحدثين في التصحيح والتضعيف"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
- ↑ ناصر بن سعيد السيف، "أحاديث السلسلة الذهبية"، بيت الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:632، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:505، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم:4535، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:645، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:676، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه ابن الأثير، في شرح مسند الشافعي، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم:3/105، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1471، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5481، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ أبو خلاد ناصر بن سعيد بن سيف السيف، أحاديث السلسلة الذهبية، صفحة 5-6. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث " أصح الأسانيد"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.
- ↑ الشيخ صلاح نجيب الدق، "نافع مولى عبد الله بن عمر"، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/12/2020. بتصرّف.