محتويات
الجمهورية التونسية
تونس، أو تونس الخضراء كما يلقبونها، وعاصمتها مدينة تونس، هي دولة عربية من دول المغرب العربي تقع في شمال القارة الأفريقية، وتعد من من أجمل البلدان الموجودة في العالم؛ لكثرة ما فيها من زروع، ونخيل، وأشجار، يحدها من الشمال والشرق البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب والجنوب الغربي تحدها الجمهورية الجزائرية، أما من جهة الجنوب والجنوب الشرقي فتحدها الجماهيرية العربية الليبية.
تبلغ المساحة الكلية للجمهورية التونسية التي تتوسط الطريق الواقعة بين مضيق جبل طارق وقناة السويس حوالي 163,610 كم مربع، يسكنها ما يقارب (11.78) مليون نسمة حسب التقديرات الإحصائية التي أجريت خلال العام 2019م، موزعين عرقيًّا بين العرب الذين تبلغ نسبتهم (98%) من المجموع الكلي للسكان، والأوروبيين بنسبة (1%)، ويدين ما نسبته (99.1%) من مجموع سكان تونس بالديانة الإسلامية، في حين يشكل اليهود والمسيحيون فيها عددًا تقل نسبته عن (1%).
أما نظام الحكم فيها فهو رئاسي جمهوري، ومن أشهر مدنها؛ تونس العاصمة، ومدينة صفاقس، وسوسة وبنزرت، وباجة، ونابل، ومدينة ابن رشيق القيروان، وقابس، ومدنين، وياسمين الحمامات، وجربة، وتوزر.[١]
سبب تسمية صفاقس
تضاربت الأقوال في السبب الذي دعا إلى تسمية تونس بهذا الاسم؛ فمن قائل إن تونس تعود في تاريخها إلى حقبة الحضارة التي شيدها الفينيقيون الذين كانوا يعبدون في تلك الفترة أحد الآلهة المعروفة عندهم باسم تونس، ومن قائل إن اسم تونس مأخوذ من مجمعٍ لمخيم ليلي تم تخصيصه للتوقف، بينما ذكر المؤرخ التونسي الشهير عبد الرحمن بن خلدون: إن سبب التسمية يرجع إلى التطور العمراني، والازدهار الاقتصادي والثقافي والاجتماعي فيها، وأشار إلى أن اسم تونس قد اشتق من صفة سكانها الذين كانوا يتميزون بطيب المعاشرة، والكرم، وحسن الضيافة.
كما ذهب آخرون إلى أن تونس كانت تسمى قديمًا ترشيش، فلما شيد المسلمون فيها الأبنية، وأنشؤوا البساتين سموها تونس، بينما ذهب آخرون إلى أن اسم تونس مأخوذ من الفرنسيين الذين كانوا يطلقون على الأراضي التي تُحتل اسم تونس، ولكن الذي لا جدال فيه أن سبب تلقيبها بالخضراء يعود إلى وفرة الأشجار والزروع والثمار في كافة الأرجاء في تونس.[٢]
تاريخ صفاقس
عرفت تونس منذ نشأتها بأنها منفتحة على العالم الخارجي بروافده الحضارية المختلفة، فبنت علاقات تجارية وثقافية مميزة مع من يجاورها من بلدان البحر الأبيض المتوسط ابتداء من القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وحين تأسست قرطاج سنة (814) قبل الميلاد استطاعت أن تحقق ازدهارًا حضاريًّا، وتفوقًا تجاريًّا، ونموًّا اقتصاديًّا جعلها مطمعًا للقوى الاستعمارية التوسعية، وخصوصًا الإمبراطورية الرومانية.
التي سقطت قرطاج في قبضتها في منتصف القرن الثاني عشر قبل الميلاد، لتستمر سيطرتها عليها نحو (700) عام، ولما دخل الإسلام تونس في القرن السابع بعد الميلاد على يد عقبة بن نافع، تحولت مدينة القيروان التي صارت معقلًا للحياة الدينية والثقافية إلى معسكر أمامي للحملات الإسلامية اللاحقة على أفريقيا والأندلس، وبالرغم من بعض الانتكاسات أمام البربر والبيزنطيين إلا أن المسلمين استطاعوا فرض السيطرة الكاملة على قرطاج سنة 698م، وبعد ذلك استبدلت قرطاج بميناء تونس الذي أصبح مركز انطلاق الحملات الإسلامية عبر البحر صوب صقلية، والجنوب الإيطالي، ولم يكتف المسلمون بفتح السواحل، بل كان جل همهم في نشر الإسلام بين السكان الأمازيغ الذين صاروا بالإسلام صدر الجيش في الفتوحات الإسلامية التي استهدفت الأندلس تحت قيادة طارق بن زياد، ثم حُكمت تونس خلال القرون التالية للفتح الإسلامي من قِبَل العرب والبربر والعثمانيين، فازدهرت الحياة، وتطور العمران، وتقدمت البلاد في جميع أشكالها الاقتصادية والاجتماعية، والفكرية، حتى أصبحت تونس في منتصف القرن التاسع عشر أول دولة عربية تنشئ دستورًا خاصًا، وكان ذلك سنة (1861م)، وفي سنة (1881م) سقطت تونس في يد الاحتلال الفرنسي؛ فأثار الاحتلال حمية التونسيين، وأوغر صدورهم على المحتلين، فثارت ثائرتهم، وتمكنوا بعد نضال طويل، وصراع مرير، من نيل الاستقلال في العشرين من آذار لعام (1956م).[٣]
مدينة صفاقس
تعدّ مدينة صفاقس ثاني أكبر المدن التونسية بعد العاصمة تونس، وتعد بحكم حجمها حاضرة الجنوب التونسي، تقع على خليج قابس الذي يتفرع من البحر الأبيض المتوسط، في المنطقة الممتدة بين خط العرض (34 ـ 42) شمالًا، وخط الطول (10 ـ 51) شرقًا.
وتعد ثاني أكبر المدن التونسية بعد العاصمة تونس التي تبعد عنها ما يقارب (270) كم من ناحية الجنوب الشرقي، إذ تقدر مساحتها الإجمالية بحوالي ( 7569) كم مربع،وهي بذلك تشكل (4,6%) من المساحة الكلية للبلاد.[٤]، ويبلغ عدد السكان فيها (340,000) نسمة تقريبًا، بينما يتجاوز عدد سكان الولاية كاملة حسب التقديرات الإحصائية للمعهد الوطني في العام (2007م) حوالي (900000) نسمة.
ولعل أهم ما يميز صفاقس هو التخطيط الشعاعي النصف دائري؛ إذ توجد المدينة العتيقة في الوسط، تتفرع منها الأحياء الخمسة عشر على صورة أشعة، نذكر منها: سيدي منصور، وثنية تونس، وثنية المهدية، والعين، والأفران، وطريق المطار، ومنزل شاكر، وغيرها.[٥]
سبب تسمية صفاقس
يقال: إن مدينة صفاقس سميت بذلك نسبة إلى القائد الأمازيغي الأسطوري سيفاكس، أو صوفاكس، أو صفاقس، وهو بطل مرتبط كذلك بالأساطير الإغريقية، يظهر صوفاكس حسب الأساطير الأمازيغية ابنًا للآلهة تينجا التي كانت زوجة للبطل الأسطوري آنتي الذي تعهد بحماية الأرض الأمازيغية، ولم يستطع أحد هزيمته إلا بالحيلة، وكان ذلك على يد هرقل البطل الأغريقي المعروف الذي ارتبطت به تينجا التي لم تتزوج بعد وفاة زوجها، وكان من ثمرة هذا الارتباط الولد صوفاكس الذي أصبح لاحقًا بطلًا يدافع عن أرض الأمازيغ بعد وفاة آنتي، وتقول الأسطورة الطنجية بأن البطل صوفاكس هو من بنى مدينة طنجة التي سماها بذلك على اسم والدته تينجا.[٦]
أهم المعالم في صفاطس
توجد في صفاقس عدة معالم مهمة تشكل بمجموعها وجه المدينة السياحي الجميل، منها:[٧]
- المدينة العتيقة: تكتسي المدينة العتيقة حلة العمارة العربية الإسلامية، وتمتد على مساحة مقدارها (24) هكتارًا، وتحتوي على عدد من الآثار، مثل: دار الجلولي، والجامع الكبير، وسوق السمك بباب الجبلي، وقصر بلديّة صفاقس، وغيرها.
- منطقة باب بحر: وتعد مثالًا على التسامح الديني؛ إذ يقع في شارع الهادي شاكر من هذه المنطقة مسجد، وبشارع حفّوز منها ـ أيضًا ـ كنيسة مسيحية، أما في شارع الإمام البخاري فيقع كنيس يهودي.
- الميناء التجاري: وهو بوّابة المدينة، ونافذتها المفتوحة على العالم، يلعب دورًا محوريًّا في تنمية الاقتصاد فيها؛ إذ تشكل نسبة البضائع التي تعبر من هذا الميناء (20.5%) من حركة الموانئ التونسية.
- مطار صفاقس–طينة الدولي: افتُتح المطار الذي تقدر مساحته بـ (327) هكتارًا عام (1980م)، بطاقة استيعابه تقدر بنصف مليون راكب في السنة، ويبعد عن وسط المدينة ستة كيلو مترات تقريبًا.
- المنطقة الحضريّة تبرورة: صُنعت المنطقة من خلال طمر مساحات على حساب البحر، وكان ذلك ضمن مشروع لإزالة التلوّث الحاصل في الساحل الشمالي لصفاقس، وتبلغ مساحتها حوالي (420) هكتارًا يمتد بمسافة (6) كيلو متر على طول الشريط الساحلي.
- المنطقة الرطبة بطينة: وتقع بمحاذاة وسط مدينة صفاقس، ويوجد بها حوالي (110.000) طائر موزعة كالآتي: فيها ما يقارب ستين أو سبعين ألف من الطيور المائية الشتوية، وخمسة وعشرين ألف زوج من الطيور القادمة للتعشيش، وعشرين ألف طير مستقر في المنطقة.
- موقع أثري بطينة: وهو موقع يعود تاريخه إلى العهد البوني، وتبلغ المساحة التي استُخرجت منها آثار هذه المنطقة منها حوالي (83) هكتارًا.
- ضيعات فلاحيّة: وتشتهر بزراعة الزيتون واللوز الذي هو رمز لمدينة صفاقس التي تعد أكبر مدن تونس في إنتاج اللوز .
- ضيعة الشعّال: هو قطعة من الأرض مزروعة بالزيتون، تبعد عن صفاقس (54) كيلو متر، وتمتد مساحتها اثني عشر كيلو متر فيها اثنين وعشرين ضيعة، غُرس فيها حوالي (380.000) شجرة زيتون.
- جزر قرقنة: هي أرخبيل يقع مقابل مدينة صفاقس، يتميز بمناظهر الطبيعيّة الخلاّبة، كما يوجد في الجزر متحف التقاليد المحليّة للمدينة، وتوجد فيها غابات النخيل، وحقول التين بكثرة.
المراجع
- ↑ "تونس"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-25. بتصرّف.
- ↑ "سر تسمية تونس بلقب الخضراء"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-25. بتصرّف.
- ↑ "الفتح الإسلامي لتونس"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-25. بتصرّف.
- ↑ "صـــــــفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 المدينة العتيقة ومعالمها التاريخية"، المعهد الوطني للتراث، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-25. بتصرّف.
- ↑ "صفاقس"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-25. بتصرّف.
- ↑ "صفاقس"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-25. بتصرّف.
- ↑ "صفاقس"، reseau-euromed، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-25. بتصرّف.