محتويات
موقع مدينة صفاقس
تقع مدينة صفاقس في المنطقة الشرقية والوسطى من تونس وتمتد على الشاطئ الشمالي لخليج قابس، وتعد مدينة الميناء الرئيسي في تونس،[١]وتقع على خط طول 10.76 وخط عرض 34.74، وعلى ارتفاع يبلغ حوالي 8 أمتار فوق مستوى سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 277,278 نسمة، مما يجعلها أكبر مدينة في منطقة صفاقس،[٢] كما تعد صفاقس ثاني أكبر مدينة في تونس، وتتميز بصادراتها من الفوسفات، وزيت الزيتون، والحبوب، والإسفنج، كما تعد ميناءً رئيسيًا للصيد، وتضم العديد من حقول النفط.[٣]
مناخ دينة صفاقس وتاريخها
تعد مدينة صفاقس واحدة من أبرد المدن في تونس؛ إذ يبلغ متوسط درجات الحرارة السنوية فيها حوالي 24 درجة مئوية، ويكون متوسط درجات الحرارة فيها أكثر من 25 درجة مئوية خلال 6 أشهر في السنة، وتعد المياه الدافئة في مواسم الصيف والتي تصل درجة حرارتها إلى حوالي 27 درجة مئوية مناسبة للاستحمام والاستجمام فيها، ويكون أفضل وقت للسفر إلى صفاقس خلال الأشهر من يوليو إلى أغسطس، بحيث تكون درجات الحرارة مرتفعة، أما الأشهر الباردة فتمتد من نوفمبر إلى مارس.[٤]
بُنيت مدينة صفاقس على موقع لمستوطنتين صغيرتين تعود إلى العصور القديمة، وهما مستوطنتي ثاين وتابارورا، كما نمت المدينة كمركز إسلامي تجاري مبكر للبدو، وقد احتلها النورمان الصقليين مؤقتًا خلال القرن الثاني عشر الميلادي، كما احتلها الإسبان خلال القرن السادس عشر الميلادي، وأصبحت فيما بعد معقلًا للقراصنة البربريين، كما تعرضت المدينة للغزو والقصف من قِبل الفرنسيين في عام 1881م قبل احتلالهم لتونس، وقد قصفوها مرة أخرى خلال الحرب العالمية الثانية، حينما استخدمت كقاعدة محور استولى عليها البريطانيون في عام 1943م، كما دُمّر خلال الحرب جزء من المدينة بالإضافة إلى الميناء الخاص بها والذي بُني في عام 1895م، إلا أنه أُعيد إعمارها خلال السنوات اللاحقة، وقد قسمت خلال إعادة الإعمار إلى قسمين هما؛ القسم الحديث من المدينة، والمدينة القديمة مع مسجدها الذي يعود إلى القرن العاشر الميلادي، وقلعتها المحاطة بالأسوار والمبنية خلال القرن التاسع الميلادي.[١]
تعد مدينة صفاقس اليوم مركزًا للنقل، بالإضافة إلى أنها سوق للفوسفات في منطقة قفصة الواقعة فيها، والتي ترتبط بها من خلال السكك الحديدية، كما تعد واحدة من أكبر المدن التونسية والمنفذ الرئيسي للمناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، بالإضافة إلى أنها ميناء رئيسي للصيد، ويعد ميناؤها مكانًا لعبور العبَارات المتجهة من صفاقس إلى جزر قرقنة، بينما يتولى مطارها الرحلات الدولية، وقد أصبحت صفاقس مركزًا تجاريًا وصناعيًا مهمًا، إذ يضم العديد من المناطق الصناعية الحديثة، وتشمل صادراتها؛ الفوسفات، وزيت الزيتون، وعشب الإسبرتو، والإسفنج، كما تحيط بها المناطق الزراعية لزراعة الخضراوات والزيتون، كما تضم العديد من حقول النفط وخطوط أنابيب لنقل النفط.[١]
أهم المناطق الموجودة في مدينة صفاقس
تضم مدينة صفاقس العديد من المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، ومن أبرزها ما يأتي:[٤]
- مدينة صفاقس: ويبلغ عدد سكانها حوالي 277,278 نسمة.
- مدينة القرمدة: ويبلغ عدد سكانها حوالي 33,744 نسمة.
- مدينة الصخيرة: ويبلغ عدد سكانها حوالي 9,211 نسمة.
- مدينة بير علي بن خليفة: ويبلغ عدد سكانها حوالي 4,864 نسمة.
أهم المعالم السياحية في مدينة صفاقس
تضم مدينة صفاقس التي تمتد على بعد يبلغ 80 كيلو متر من الشرق إلى الغرب، وعلى بعد 80 كيلو متر من الشمال إلى الجنوب، العديد من المعالم السياحية والأثرية، ومن أبرزها ما يأتي:[٥]
المدينة
يعود تاريخ تلك المنطقة إلى القرن التاسع الميلادي، وتضم بوابة رئيسية في الجزء الجنوبي منها يطلق عليها اسم باب الديوان الثلاثي، وهي المكان الذي يدخل منه معظم الناس، إذ بُنيت تلك البوابة بالإضافة إلى جدرانها وأسوارها المستمرة في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي، وقد أُدرجت تلك المدينة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتتميز بشوارعها الضيقة المزدحمة بالسكان الذين يزورون أسواقها لشراء المنتجات المختلفة، وتضم في بعض مناطقها مساكن متواضعة ذات شرفات حديدية وأبواب مصبوغة، ويوجد في وسطها الجامع الكبير الذي يعود تاريخه إلى منتصف القرن التاسع الميلادي، كما يمتد من الشمال إلى الجنوب للمدينة سوق أرباع الشهير، والذي تُباع فيه القبعات والملابس التقليدية، بالإضافة إلى سوق للمنتجات الطازجة والأسماك، أما في الجزء الجنوبي الغربي فتضم القصبة التي تعد حصنًا مبنيًا من قبل الأغلبيز، والذي استخدمه الفرنسيون كسجن، وهو الآن متحف للفنون المعمارية.[٦]
متحف دار جلولي
يعود تاريخ هذا المتحف إلى القرن السابع عشر الميلادي، وقد كان أحد المنازل التي تعود إلى إحدى الأسر الثرية في المدينة القديمة، ويتميز هذا المكان بتفاصيله المزخرفة، والألواح الخشبية المنحوتة بشكل جميل، بالإضافة إلى البلاط الغني بالألوان، والجص المنحوت المزخرف، ويضم المتحف العديد من المعارض التي تقدم الأزياء والمجوهرات التقليدية، ويعد هذا المبنى نقطة جذب للعديد من الزوار في المدينة.[٧]
متحف العمارة التقليدية بصفاقس
بُني هذا المتحف في القدم من قِبل الأغالبة، وقد كان الهدف من بنائه أن يكون برجًا محصنًا للمراقبة، كما توسع حتى امتد إلى القصبة، ويقع هذا المتحف داخل الأسوار الجنوبية الغربية لجدران المدينة القديمة في صفاقس، ويعد اليوم متحفًا يضم العديد من المعروضات المتعلقة بمشاريع الترميم في المدينة القديمة.[٨]
القنصلية الفرنسية السابقة
يعد مبنى القنصلية الفرنسية السابقة من الأمثلة الجيدة على الهندسة المعمارية التي كانت سائدة خلال العصر الاستعماري، إذ يعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وقد كان مقرًا للقنصلية الفرنسية عند بداية بنائه، إلا أنه الآن يضم المعهد الفرنسي لتونس.[٩]
معالم أخرى مهمة في مدينة صفاقس
تعد مدينة صفاقس ثاني أكبر مدن تونس، إذ تعد مكانًا رائعًا للاستمتاع بالثقافة المحلية التونسية، كما تعد مكانًا ملائمًا للرحلات اليومية، ونذكر فيما يأتي بعض معالمها التاريخية والسياحية:[١٠]
- المدينة القديمة: تعد المدينة القديمة في صفاقس صغيرة نوعًا ما، إذ تبلغ مساحتها نحو 400 متر في 500 متر، وتحيطها دائرة من الجدران التي حفظت جيدًا والتي شيّدت على يدّ من الأغالبة في القرن التاسع، وحصنت جيدًا في القرن الثاني عشر كما أُضيفت لها القصبة في الركن الجنوبي الغربي من الجدران في القرن السابع عشر وتضم المدينة بوابة عملاقة تدعى باب الديوان، شُيّدت عام 1306م وهي واحدة من أبرز الأماكن المهمة في المدينة والتي شهدت تغيرًا كبيرًا على مرّ الزمان، ودُمّرت بالكامل تقريبًا تحت القصف عام 1943م ليعاد بناؤها مرة أخرى على شكلها الأصلي.
- المتحف الشعبي : يعد هذا المتحف وجهة مميزة للسياح المهتمين بالثقافة والتاريخ التونسي والموجود في متحف دار جلولي أو المتحف الشعبي، ويضم المتحف المبني على شكل قصر طابقين مبنيين في القرن الثامن عشر، ويعود لعائلة أندلسية أثرية، كما يضم فناءً داخليًا جميلًا محاطًا بأقواس على شكل حدوة الحصان، وأبواب ونوافذ منحوتة بدقة من نوع من الحجارة يدعى حجر قابس، ويعرض المتحف مجموعة كبيرة القطع الفنية التي تشمل الآثاث الخشبي والأزياء التقليدية والمجوهرات والخط العربي.
- المتحف الأثري: يقبع متحف الآثار في الطابق الأرضي من مبنى البلدية في صفاقس، ويعد هذا المتحف موطنًا للمعروضات التي تعود للعصر البوني والروماني والبيزنطي، كما أن الفسيفساء الموجودة فيه تعد سببًا كافيًا لزيارته، وتحديدًا فسيفساء يطلق عليها اسم دانيال في عرين الأسود
- موقع طينة الأثري: كشفت الحفريات في هذا الموقع عن وجود بقايًا للعديد من المباني التي تعود للقرنين الرابع والخامس؛ كالحمامات والبيوت والكنائس المسيحية إضافة إلى وجود مقبرة.
- المسجد الكبير: يقع المسجد الكبير في وسط مدينة صفاقس والذي يعود تاريخ تأسيسه لعام 849 ميلادي، كما أعيد بناؤه خلال فترة الحكم العثماني خلال القرن العاشر والقرن الحادي عشر وانتهت أعمال التجديد عام 1759م ويسمح لغير المسلمين بدخول حرم المسجد بشرط ارتداء ملابس مناسبة، ويضم المسجد قاعة للصلاة تحوي تسع ممرات تحمل قبوًا على أعمدة تاريخية، وتزين مئذنة المسجد نقوش كوفية.
- شاطيء بلاج دي تشافير: يعد هذا الشاطئ واحدًا من أهم الشواطئ المحلية المخصصة لقضاء وقت صاخب، إذ يزوره السكان خلال عطلة نهاية الأسبوع إذ يتطور هذا الشاطئ ليصبح مركزًا حيويًا للمتعة العائلية، إذ ينتشر الباعة المتجولين الذين يقدمون وجبات خفيفة ومشروبات غازية في أرجائه، كما يوفر الشاطئ كراسٍ مخصصة للاستمتاع بأشعة الشمس.
- قرية مطماطة: تتميز هذه القرية ببيوتها المحفورة تحت الأرض والتي شيدها السكان المحليون هربًا من حرارة الشمس إذ حفروا حفرًا في الأرض بقطر 12 مترًا وعمق يتراوح ما بين 6 - 12 مترًا، أما اليوم فإن العديد من هذه المنازل غير مأهولة بالسكان، إذ يعيش القرويون اليوم في البلدة الجديدة التي تبعد نحو 15 كيلو متر، وتستخدم اليوم بعض المنازل القديمة كفنادق ومتاحف بسيطة تتيح للسياح فرصة استكشافها.
- جزر قرقنة: تقع جزر قرقنة قبالة سواحل تونس على بعد حوالي 40 كيلو متر شرق صفاقس، ويتألف هذا الأرخبيل من سبع جزر اثنتين منها مأهولة بالسكان ويعد صيد الأسماك والغوص لجمع الإسفنج مصدر الدخل الرئيسي فيها، وتعد شواطئ الجزيرة الرملية ملائمة للغوص.
- المدينة الجديدة: بنيت المدينة الجديدة في صفاقس خلال فترة حماية الفرنسيين، ولم يبقَ من المباني التي بنيت حينها سوى عدد قليل، ويعد مبنى البلدية واحدًا من المعالم المميزة فيها والذي بني على الطراز المغربي الحديث، إذ يقف إلى جانبه برج طويل يشبه المئذنة.
معلومات حول مدينة صفاقس
يمكن القول أن مدينة صفاقس ليست مدينة سياحية على الرغم من أنها تمتلك العديد من الفنادق والمطاعم، لكنها توجه اهتمامها نحو التجار ورجال الأعمال، مما يجعل منها وجهة رخيصة مقارنة بالوجهات الأخرة في البلاد، وتعد المدينة مكانًا ملائمًا لشراء الهدايا التذكارية، إذ تعد بضائعها ذات جودة عالية ومنتجاتها أصلية نظرًا لاستهدافها المستهلك التونسي، ويعد الميناء والمدينة القديمة من الأماكن التي تجدر زيارتها لما تملكه من حيوية، إذ تضج شوارعها بالمحلات التجارية، كما تعد زيارتها فرصة جيدة للتعرف على الحياة التجارية والعملية في المدينة.<ref name="LLGEHIo6Ms">"Sfax"، www.tunisia.com، Retrieved 26-6-2019. Edited.</ref
المراجع
- ^ أ ب ت Amy Tikkanen, "Sfax"، britannica, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "Where Is Sfax, Tunisia?", worldatlas,2-10-2015، Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "Safaqis", infoplease, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Climate for Safaqis (Tunisia)", worlddata, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "Sfax attractions", lonelyplanet, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "Medina", lonelyplanet, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "Musée Dar Jellouli", lonelyplanet, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "Musée de l’Architecture Traditionnelle de Sfax", lonelyplanet, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "Former French Consulate", lonelyplanet, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "10 Top-Rated Tourist Attractions in Sfax", www.planetware.com, Retrieved 26-6-2019. Edited.