محتويات
أين تقع سدوم
قرية سدوم قرية تاريخية قديمة يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من 3500 قبل الميلاد إلى 1540 قبل الميلاد، وقد ذكرت هذه القرية وما حل بها وبأهلها في الكتب السماوية مثل التوراة والقرآن الكريم، وذكرت أيضًا في تاريخ العهد القديم، ويقال لها أيضًا مدينة قوم لوط أو مدينة الخطيئة.[١]
أرسل الله تعالى نبيه لوط إلى قرية سدوم وعمورية وما حولهما من القرى، لدعوتهم إلى الله تعالى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وما كانوا عليه من المعاصي والمحارم ومنكرات الأمور، وما يمارسونه من فواحش ما سبقهم بها من أحد من العالمين، فكانت قرية سدوم من القرى الهالكة التي أُهلكت وخسفت بأمر الله، حتى تحولت إلى بحيرة منتنة بطريق واسع مجاريه جارية إلى الوقت الحالي، وعليه فقد رأى المفسرون والباحثون أن مكان القرية هو على ضفاف البحر الميت، وأن البحر الميت هو مكان الخسف الذي حل بقرى لوط، وأنه تشكل نتيجة للخسف والقلب الذي حل بهم، يقع البحر الميت في منطقة أغوار الأردن، بين فلسطين والأردن، وهو أخفض منطقة على الكرة الأرضية، بل وإنها في انخفاض مستمر على مر السنين، عدا عن طبيعة بيئة البحر الميت التي لا يعيش فيها أي كائن حي؛ نظرًا لارتفاع درجة ملوحة المياه.[٢]
طبيعة بيئة البحر الميت
يعد البحر الميت بحرًا لا يتحرك ولا يتجدد لأنه من البحار المغلقة، التي لا تتصل مع أي مسطحات مائية أخرى، وينخفض مستواه عن جميع بحار العالم بحوالي 400 متر تحت سطح البحر، فهو في أخفض نقطة على سطح الأرض، ويحتوي على كميات كبيرة من الملح تزيد عن بحار العالم بعشرة أضعاف، وهذه النسبة تزداد بفعل عملية التبخر، وانعدام وجود روافد مائية تصب في مياه البحر، وقد سمي بهذا الاسم لانعدام الحياة في بيئته المالحة، فلا تتمكن الكائنات الحية من العيش في البحر الميت، وقديمًا كان يطلق عليه اسم بحيرة الملح، وعمق السديم، وبحيرة العربة.[٣]
واكتشفت قرية سدوم في الخامس عشر من شهر تشرين الأول عام 2015 ميلاديًا، عن طريق عثور بعض العلماء والباحثين الأمريكيين على بقايا وآثار لمنطقة يرجع تاريخها إلى العصر البرونزي، وأكد هؤلاء العلماء أن هذه الآثار تعود لقرية سدوم وعمورة؛ لتشابه المواصفات الواردة في كتب التوراة والقرآن الكريم، وقد استمرت عملية التنقيب والكشف عن الآثار في هذه المنطقة قرابة العشر سنوات، من العام 2005 ميلادي، وحتى العام 2015 ميلاديًا.[١]
قصة قوم لوط
لوط عليه السلام
نبي الله لوط بن هاران بن تارح عليه السلام، هو ابن أخ النبي إبراهيم عليه السلام، وكان زمن بعثة لوط في زمن عمه النبي إبراهيم عليهما السلام، إذ آمن لوط برسالة عمه إبراهيم وصدقه بكل ما جاء به، وهاجر معه من بلاد العراق وصاحبه في أسفاره كلها، إلى أن نزل الوحي على لوط عليه السلام للذهاب إلى أرض سدوم وهداية قومها إلى عبادة الله وترك ما هم عليه من فواحش ومنكرات الأمور، ولكن قوم سدوم قابلوا دعوة نبيهم بالرفض والتكذيب، وأصدروا في حقه حكمًا بالطرد هو وأهله من قريتهم، الذين آمنوا معه ما عدا امرأته التي استحبت الكفر على الإيمان، ولكن نبي الله لوط لم ييأس؛ فكان يدعوهم ليلًا ونهارًا، ويحببهم في فعل المعروف وينهاهم عن منكرات الأعمال والأخلاق، ويخوفهم من عقاب الله تعالى إن هم أصروا على ما هم عليه من الكفر والتكذيب والفاحشة، ولكنهم كانوا قومًا لا يفقهون، كذبوه وطردوه وأهله، وهنا دعا لوط ربه أن ينصره على هؤلاء القوم، فاستجاب الله له وحل بأهل سدوم العذاب الأليم، وبقيت مساكنهم عبرة لمن يعتبر إلى يوم الدين.[٤]
أبرز صفات قوم لوط
قوم لوط هو الاسم الذي أطلق على سكان قرى سدوم وعمورية في جنوب الأردن بعد أن أرسل الله تعالى نبيه لوط لهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن أبرز أعمال قوم لوط؛ أنهم عرفوا بفعلهم الكثير من الفواحش والمنكرات؛ مثل قطع الطريق، والأمر بالمنكر والفجور والخيانة، والنهي عن المعروف، إضافة إلى الفاحشة التي كانوا يمارسونها ولم يسبقهم إليها أحد؛ وهي إتيان الذكور شهوة من دون النساء؛ وهو ما يسمى باللواط، أو الشذوذ الجنسي لدى الرجال، فكان مصيرهم الخسف والقذف لإصرارهم على ممارسة هذه الفاحشة حتى بعد أن جاءهم النذير.[٤]
عذاب قوم لوط
بعد أن كذب قوم لوط بدعوة نبيهم لوط عليه السلام، وإصرارهم على ارتكاب الفواحش والمنكرات من الأخلاق والأعمال، كان موعدهم عذاب وهلاك رباني أليم، فبعث الله إليهم ملائكة على هيئة بشر، فاستقبل أهل القرية هؤلاء الضيوف رغبة في ممارسة الفاحشة، فاستضافهم نبي الله لوط عليه السلام في بيته وحاول أن يمنع أهل القرية من الوصول إليهم دون فائدة، فحزن لوط عليه السلام وضاق بهم ذرعا، وبينما هو كذلك أخبرته الملائكة الضيوف أنهم ملائكة الله ولن يتمكن القوم من الوصول لهم، وأمروه بالخروج من القرية هو وأهله ومن آمن معه قبل الصباح الذي هو موعد القرية مع العذاب الأليم، وبالفعل بعد أن خرج لوط عليه السلام من القرية قلبها جبريل عليه السلام وما حولها عاليها سافلها، وأمطرهم الله بحجارة من السماء أبادتهم جميعًا، وغارت مساكنهم بالماء الذي أغرق هذه المنطقة.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "أين تقع سدوم"، المجنون، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
- ↑ عبد الله زقيل، "البحر الميت هل هو مقر قوم لوط ؟؟"، صيد، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "اين يقع البحر الميت وماهو البحر الميت"، لحظات، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت LOLA (12-11-2018)، "قصة لوط عليه السلام"، مقالة، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.