محتويات
لبنان
تعدّ واحدة من بلدان الوطن العربي وبلاد الشام تحديدًا، وهي تقع في قارة آسيا إلى الجزء الغربي الجنوبي منها، تحدها سوريا من الشرق والشمال، ومن الجنوب فلسطين، ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط، وتشغل مساحة إجمالية مقدارها 10.5 ألف كيلو متر مربع، ويسكنها أكثر من 4 ملايين نسمة، يعتنق غالبيتهم الديانة المسيحية إلى جانب الإسلامية والأرمن والدروز، ويتحدثون اللغة العربية بشكل رسمي وبعض اللغات الأخرى مثل الفرنسية والإنجليزية، وتنقسم لبنان إلى ستّ محافظات ومناطق رئيسية هي؛ البقاع والنبطية والجنوب جبل لبنان الشمال والعاصمة بيروت، وتعدّ من أكثر الأراضي الخصبة والصالحة للزراعة، إذ يكثر فيها الخضراوات والفواكه والحنطة والشعير وأشجار الزيتون، إلى جانب الصناعة مثل المواد الكيميائية والمنسوجات والتعدين والمجوهرات وتكرير النفط، وتتمتع بمناخ متوسطي حار قليلًا في فصل الصيف وبارد في فصل الشتاء مع سقوط الأمطار وتراكم الثلوج على المناطق المرتفعة، وتتخذ لبنان من شجرة الأرز التي تزخر بها أراضيها رمزًا وطنيًا للدولة، وتستقبل أعدادًا كبيرة من السياح العرب والأجانب سنويًّا[١].
قرية زغرتا
هي بلدة سياحية مميزة بفضل المساحات الخضراء اليانعة التي تكسوها؛ فتبدو كتحفة فنية تعج بالمساحات الخضراء التي يتخللها بعض الرتوش والمزركشات، أو قد تبدو فتاة جميلة ترتدي فستانًا أخضر مرصعًا بحبات الزيتون، وثمار الحمضيات، وحبيبات الصنوبر البنية، بالإضافة إلى الزهور الملونة بما يسر الناظرين، وكلها تصطف وفق نسق باذخ الجمال، من هنا يمكن القول إن القرية ككل أشبه بمحمية طبيعية كبيرة، بل إنها ثاني أكبر محمية بعد إهدن، تقع في الناحية الشمالية من لبنان على ارتفاع 150 مترًا عن سطح الأرض، يؤمها ملايين السياح الأجانب سنويًا، ومما يزيدها جمالًا فوق جمالها اختلاط المساحات الخضراء بقنوات وبرك الماء الرقراقة العذبة التي تتفرع من نهري رشعين وجوعين اللذان يتدفقان من نبع قاديشا، وقد لمع اسم البلدة في كتب التاريخ والآثار القديمة أيضًا؛ لأن تاريخها يعود إلى بداية الحياة البشرية، فاسمها مشتق من اللغات السامية ويعني التسوير والتحصين، وقد ثبتت الدراسات الأثرية أن هذه المدينة مسورة ومحصنة بالفعل فيما سبق، من ناحية أخرى فإن مقومات الجذب لا تقف إلى هنا، بل تمتد لتصل إلى السياحة الدينية، فبلدة زغرتا اللبنانية مهمة لمعتنقي الديانة المسيحية عمومًا ومتبعي المذهب الماروني على وجه الخصوص، وذلك بفضل وجود العديد من المعالم التي تخصهم مثل كنيسة زغرتا التي تعد أقدم كنيسة في البلدة، ومعبد مرات مورا، وأديرة أثرية تعود إلى حقب تاريخية موغلة في القدم، وحديثنا في هذا المقال حول درة نفيسة من معالم البلدة وهي بحيرة بنشعي[٢].
موقع بحيرة بنشعي
تقع بحيرة بنشعي في منطقة مميزة من بلدة زغرتا، فيما تبعد عن العاصمة اللبنانية بيروت مسافة بسيطة تقدر زمنيًا بنحو ساعة ونصف، وقد يعتقد البعض أنها بحيرة طبيعية تشكلت تلقائيًا، لكنها في الحقيقة بحيرة صناعية وجدت بفعل فاعل[٣]، افتتحت البحيرة كوجهة سياحية أمام عامة الناس والسياح من المحليين والأجانب في الخامس والعشرين من تموز يوليو سنة 1998، أي أن عمرها حتى الآن 21 سنة، ويقدر طولها بنحو 600 مترًا، أما عرضها فيتقلص إلى 200 مترًا، وهي في الأصل سدّ عمقه 18 مترًا، يمكن الوصول إليها من زغرتا خلال 10 دقائق[٤]
مشروع إنشاء بحيرة بنشعي
أشرف على بنائها وتمويلها النائب والوزير اللبناني الأسبق سليمان فرنجية لأنه اتخذ من قرية بنشعي مقرًا له خلال فصل الشتاء، وكانت المنطقة موقع البحيرة مجرد أرض عامرة بأشجار الزيتون والبلوط ونبات العلوق، فيما قام النائب وبدافع اهتماماته البيئية باستصلاح جزء من هذه الأراضي وتحويلها إلى بحيرة صناعية؛ وذلك بهدف ريّ الأراضي المحيطة بها، وتشكيل لوحة فنية تمتزج فيها خضرة النباتات مع زرقة المياه الفيروزية في مشهد يأسر الألباب ويجذب السياح والزوار بما يدعم الاقتصاد اللبناني، ومن الأشياء التي جاءت عفويًا أن الطيور البرمائية كالإوز والبط، ومئات الانواع من الأسماك حلت لها مياه البحيرة، فعاشت فيها وتكاثرت مضيفة بذلك لمسة جمالية أخرى، وهكذا تطورت الفكرة تدريجيًا، فكان لا بد من تأهيل المكان بمرافق وبنى فوقية من مطاعم ومقاهٍ تلبي احتياجات الزوار من الجلسات والأطعمة والمشروبات، ومن الأنشطة التي يستمتع بها الزوار في المكان ما يلي:
- خوض رحلة بحرية عبر القوارب والتقاط أجمل الصور التذكارية.
- زيارة متحف الحيوانات المحنطة والذي يقع قرب البحيرة ويضم أنواعًا مختلفة من الحيوانات البرية والبحرية، بالإضافة إلى الطيور والأصداف والأسماك، ناهيك عن الزواحف، والفراشات الملونة[٣].
- الاستمتاع بجلسات تأمل بين أحضان الطبيعة الساحرة، وهي جلسات استرخاء رومانسية تساعد في تهدئة الأعصاب وبث السعادة في النفس البشرية، لا سيما بفضل هواها العليل وطبيعتها الصافية.
- تناول وجبات الطعام اللذيذة في المطاعم القريبة أو شرب المشروبات الساخنة أو الباردة في المقاهي المنتشرة حول البحيرة لخدمة الزوار.
- التنزه وممارسة الرياضات الهوائية في كورينش البحيرة المرصوف الذي يصل عرضه إلى خمسة أمتار.
- زيارة متحف البحيرة الذي أنشئ قبل 9 سنوات من الآن، والواقع في جبل محاذٍ للحيرة، وهو متحف مختص بعرض الحيوانات عمومًا، فنجد فيه الصقور والنسور، إلى جانب الفراشات، والكائنات البحيرية، ويتميز هذا المتحف في عالمية الحيوانات التي أحضرت من شتى أنحاء العالم بما ساهم في جعله موسوعة طبيعية للحيوانات[٤].
ميزات بحيرة بنشعي
تحتوي البحيرة على العديد من التفاصيل والمزايا التي جعلتها معلمًا بارزًا في مدينة زغرتا، ومن ذلك:
- تتجمع المياه في البحيرة، ويرتفع مستواها خاصة في فصل الشتاء، مما يكوّن سدًا يساعد في تنقية الهواء المحيط بالمنطقة وتلطيف الجو وسقاية الأشجار، ولهذا يأتيها السكان في فصل الربيع للحصول على النسمات الباردة العليلة.[٥].
- يمكن للقادمين زيارة المتحف الطبيعي الذي يقع بمحاذاة البحيرة أسفل الجبل القريب، والذي يحتوي على عدد من الكائنات المحنطة ولا يقتصر على الأسماك والحيوانات البحرية فحسب، بل فيه حيوانات مفترسة وحشرات وطيور متنوعة.
- يوجد في البحيرة الكثير من أنواع الأسماك المختلفة والتي أُحضرت من أماكن مختلفة لتربيتها، كما يمكن خوض رحلة عبر البحيرة بركوب القوارب واستئجارها.
- تحتوي البحيرة على كورنيش طوقي عرضه خمسة أمتار، يأتيه السكان لممارسة مختلف أنواع الرياضة.
- يمكن تناول وجبات طعام شهية من المطاعم والمقاهي المنتشرة على محيط البحيرة من كل مكان.
- زيارة القرى اللبنانية المجاورة للبحيرة والتعرف على السكان وعاداتهم وتقاليدهم العربية الأصيلة.
معالم سياحية في زغرتا
مما لا شك فيه أن زيارة بلدة صغيرة مثل زغرتا يتطلب التعريج على أبرز معالمها التي تستحق الزيارة، مع العلم أن بحيرة بنشعي كافية لسدّ رمق السائح، لكن استكشاف الأماكن والتعرف عليها غريزة بشرية بمجرد الوصول إلى المنطقة، ومن أبرز المعالم التي تستحق الزيارة ما يلي:
- بلدة إهدن: هي بلدة جبلية مميزة تلقب بعروس الشمال، فيما سميت بهذا الاسم دلالة على القوة والهدوء والاستقرار، ترتفع 1500 مترًا عن مستوى سطح الأرض، تبعد عن الأصنة 110 كيلومترًا، فيما تبعد عن طرابلس 30 كيلومترًا، وأما عن زغرتا فتقع على بعد 25 كيلومترًا، وترتبط معها بعلاقة خاصة كونها مصيفًا لجميع العائلات الزغرتاوية، كما أنها مقصد المصافين من مناطق الزاوية والكورة وطرابلس، تضم كاتدرائية، و13 كنيسة، ومحمية حرشية طبيعية تحمل اسمها[٦].
- محمية وادي القراقير: محمية طبيعية أعلنت عنها الجهات المختصة بحلول عام 2002، فيما لم تحدد هيكلية حمايتها بسبب غياب الدراسات البيئة اللازمة من ناحية، وانعدام التواصل مع المجتمعات المحلية المحيطة، وتمتد على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا، ومما يميز المحمية الغطاء الحرجي والتنوع البيولوجي، والمياه العذبة من الينابيع والأنهار التي تضفي حيوية على المكان، وتروي الزرع، بالإضافة إلى الحياة البرية من زهور وحيوانات، ويحلو في المكان تناول الطعام التراثي التقليدي، والاستمتاع بالطبيعة العذراء[٧].
المراجع
- ↑ "لبنان "، الجزيرة ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-18. بتصرّف.
- ↑ "تعرف على بلدة زغرتا لبنان"، أم القرى، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "بحيرة بنشعي لوحة من الطبيعة اللبنانية ومعلم سياحي مميز"، المديرية العامة للطيران المدني، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "مميزات بحيرة بنشعي بالصور"، المرسال، 23-11-2017، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "مميزات بحيرة بنشعي بالصور"، المرسال ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-18. بتصرّف.
- ↑ "أجمل القرى السياحية في شمال لبنان"، جنوبية، 5-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "زيارة إلى محمية وادي القراقير في زغرتا"، النهار، 6-6-2016، اطّلع عليه بتاريخ 29-9-2019. بتصرّف.