تعريف المتحف وأهميته
المتحف في اللغة هو المكان الذي يجمع التّحف والآثار والقطع الثمينة والنّادرة، وتزداد أهميّة القطع في المعرض كلما مرّ عليها زمن أطول، وتعود أهميّته لجمعه وحفظه وعرضه للتراث الإنساني وحمايته من النسيان أو الضياع، وتعريف المجتمعات على الحقبات الزمنيّة الماضيّة وماهيتها، وإثراء الجانب المعرفي والثقافي لدى الأجيال الصّاعدة، ويوجد حول العالم آلاف المتاحف التي تعرض أشياء فنيّة أو علميّة أو تاريخيّة، وتعود فكرة المتاحف للقدماء المصريين الذين كانوا يحنطون الجثث ويصنعون التماثيل والقطع الفنيّة ويضعونها في قصورهم وبيوتهم ويكتبون أعمالهم وآثارهم على قواعد صخريّة في معابدهم لحفظ تاريخهم وثقافتهم وحضارتهم، وفي العصور الوسطى كان للكنيسة أثر كبير في تطوير فكرة المتحف، فكانت الكنيسة تحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية القديمة، وفي فترة الفتوحات الإسلاميّة كانت قصور الأمويين حافلة بعدد كبير من التّحف والهدايا الثمينة والغنائم، وكان يحرص الخلفاء الرّاشدين على جمعها والاحتفاظ بها، وفي بداية القرن 17 الميلادي حدث تطوّر كبير على فكرة المتحف فكانت توجد قاعات كبيرة مثل قاعة فرساي وقاعة المريان متخصصة بعرض التراث الإنساني القديم أمام عامة الجماهير، وفي العصر الحديث كانت جمهوريّة مصر هي السّبّاقة بالاهتمام بالمتاحف والتحف والمحافظة عليها، فقد سنّت الدّولة المصريّة قوانين صارمة في عام 1835م تهدف لضرورة حماية الآثار ومنع تهريبها للخارج أو نهبها أو التّصرّف بها، وفي عام 1895م افتتح أول متحف مصري وهو متحف الآثار اليونانيّة والرّومانيّة داخل الإسكندريّة، ومن ثمّ توالى فتح المتاحف في بقية البلاد العربيّة، إذ افتتح متحف البارود في تونس عام 1888م، ومتحف الآثار في الجزائر عام 1897م، ومتحف الآثار الكلاسيكيّة في ليبيا عام 1936م، والمتحف الوطني في سوريا عام 1919م. [١]
أكبر متحف في العالم
يُعدّ متحف اللوفر في باريس أكبر متاحف العالم وأكثرها شُهرة، يقع في فرنسا على ضفاف نهر السّين، وهو من أكثر الأماكن استقطابًا للسياح حول العالم، إذ يزوره سنويًا ما يزيد عن 7 ملايين زائر، ويحتوي متحف اللوفر على أكبر عدد من الآثار والتحف المهمة والفريدة والتي لا تُقدّر بثمن، وبسبب مساحة المتحف الكبيرة وقاعاته الواسعة لا يمكن للزائر رؤية آثار المتحف جميعها خلال يوم واحد أو يومين، ولكن إذا أراد الزائر تفحّص كل قطعة أثريّة داخل المتحف سيتمكّن من ذلك خلال 100 يوم، إذ يضم اللوفر ما يقارب 380000 قطعة أثريّة وليس جميعها يُسمح للزوار بمشاهدتها، وكان المتحف في بدايته عبارة عن قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190م، وفي القرن 16 الميلادي تحوّلت لقصر لملوك فرنسا، ثم في عام 1682 تحوّل القصر لمعرض كبير للتّحف الفنيّة، ومن أشهر اللوحات الفنيّة التي يعرضها المتحف هي لوحة الموناليزا للرسام ليوناردو دافنشي، ولأهميّة اللوحة فهي محاطة بحراسة شديدة ومحميّة بحاجز زجاجي مضاد للرصاص، ويحتوي متحف اللوفر على عدد كبير من صالات العرض والعديد من الأقسام الدّاخليّة، إذ تمتد مساحة المتحف لتصل إلى 60000 متر مربع. [٢]
أقسام متحف اللوفر
ينقسم متحف اللوفر من الدّاخل لعدد من الأقسام المهمة وهي: [٣]
- قسم الآثار المصريّة: وهو أكبر أقسام المتحف، إذ استولي على هذه الآثار خلال الحملات الفرنسيّة على الدولة المصريّة، ويضم القسم 55 ألف قطعة أثريّة أهمها قناع الملكة نفرتيتي، تمثال الكاتب الجالس، تمثال أخناتون.
- قسم الآثار الإسلاميّة: ويضم القسم حوالي 5000 قطعة أثريّة تتحدّث عن التاريخ الإسلامي العريق، وأهم آثار القسم كتاب الشاهانمة، إذ يضم هذا الكتاب عددًا كبيرًا من القصائد التي تعود للشاعر فيردوسي.
- قسم آثار الشرق الأدنى: وتعود آثار القسم لعصور ما قبل الإسلام؛ كآثار الحضارة الإيرانيّة والحضارة السومريّة، وأهم معروضات القسم تمثال الثور المجنّح الذي له رأس إنسان.
- قسم الفنون: يوجد في القسم عدد من المعروضات الفنيّة الجميلة والمصنوعة من الزجاج والبرونز وتعود القطع للقرن 19 الميلادي.
- قسم المنحوتات: ويضم القسم عدد كبير من المنحوتات الأثريّة التي تجمع بين عصرين أو قرنين مختلفين وهما القرن 11 و 16 الميلادي، وأهم منحوتات القسم هي مقبرة فيليب بوت الشهيرة.
- قسم المطبوعات: ويضم القسم عدد كبير من الرّسومات والكتب المطبوعة والمصوّرَة، وهي كتب جذابة وشديدة الوضوح وتشدّ الزائرين لها.
- قسم الرّسومات: ويضم القسم أشهر اللوحات الفنيّة في العالم مثل لوحة الموناليزا، ويحتوي القسم على 7500 قطعة فنيّة تعود للقرن 13 الميلادي.
المراجع
- ↑ "بحث حول المتاحف العالمية"، knowledge-sara.blogspot، اطّلع عليه بتاريخ 6-9-2019. بتصرّف.
- ↑ محمود خضرة، "عشرة حقائق لا تعرفها عن متحف اللوفر"، dkhlak، اطّلع عليه بتاريخ 6-9-2019. بتصرّف.
- ↑ ايمان سامي، "متحف اللوفر في باريس من الداخل"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 6-9-2019. بتصرّف.
