كومو
تقع في إقليم لومبارديا في الجزء الشمالي من إيطاليا وهي عاصمة مقاطعة كومو، وهي من المدن الإيطالية الصغيرة، حيث لا تتجاوز مساحتها 37.34 كم، ويسكنها 84378 نسمة، تتميز بطبيعتها الساحرة، وهي من أبرز أماكن الجذب السياحي في إيطاليا، وفيها مجموعة كبيرة من البيوت التي تعود لمشاهير االفن والرياضة حول العالم، وقد اكتسبت جمالية إضافية لوقوعها على الجهة الجنوبية الغربية من بحيرة كومو، ويفصلها عن مدينة ميلانو ما يقارب 45 كم تقريبًا، وتعتمد المدينة في اقتصادها على الصناعة بالدرجة الأولى، إلا أن دور السياحة في اقتصادها برز في الآونة الأخيرة لينافس قطاع الصناعة في ذلك.[١]
وتتمتع المدينة بمناخ شبه استوائي؛ إذ إن فصل الشتاء فيها قصير، ويتخلله الضباب الذي يغطي المدينة باستمرار، ويكون الجو رطبًا ودرجات الحرارة منخفضة جدًا قد تصل إلى ما دون الصفر المئوي في بعض الأحيان، إلا أن المناخ خلال فصلي الربيع والخريف يكون معتدلًا وجميلًا، ويهطل المطر بغزارة في فصل الربيع، أما فصل الصيف فتكون درجات الحرارة عالية والجو رطبًا والرياح ساكنة، وفي بعض الأحيان تهب العواصف الرعدية تارةً وتكون العواصف ثلجية شديدة تارةً أخرى.[٢]
السياحة في كومو
تُعد مدينة كومو الإيطالية من أجمل الأماكن السياحية حول العالم، حيث يقصدها محبي التزلج على الجليد وتسلق الجبال وهُواة الفن والرياضة وعُشاق الطبيعة والجمال وغيرها من الأنشطة الساحرة التي يفضلها الكثيرون، ومن أهم هذه المعالم السياحية:[٣]
- جبال الألب: وهي من أجمل المناطق السياحة في كومو، وتتميز بجمالها الطبيعي وارتفاعاتها العالية وجمال أوديتها المحيطة بها، ومن أبرز الأنشطة السياحية التي يمكن للزائر ممارستها هي تسلق الجبال أو التخييم فيها أو قيادة الدراجات الجبلية.
- بحيرة كومو: وهي من أبرز المعالم السياحية في المدينة حيث يقضي فيها الزائر وقتًا رائعًا لما تتمتع به من مناخ جميل وطبيعة خلابة، وتقع البحيرة في لومباردي ويتجاوز عمقها 416 مترًا، وهي تكون بذلك من أكثر البحيرات الأوروبية عُمقًا، ومن حيث المساحة تُعد ثالث أكبر بُحيرة في إيطاليا، إذ تبلغ مساحتها ما يقارب 46 كم مربع، ويميز البحيرة شكلها الفريد الذي يشبه حرف Y، ومياهها الصافية والنقيّة وتحيط بها القصور والبيوت الكبيرة، ويستطيع الزائر التجوّل في البحيرة باستخدام القارب أو المشي حول البحيرة والتمتع بمشاهدتها.
- قلعة كاستيللو الباراديللو: من أهم أماكن الجذب السياحي لعُشاق الأماكن القديمة والتاريخية، وهي تضم العديد من الملامح الأثرية التي تشير إلى أنها كانت حصنًا متينًا صامدًا في وجه الهجمات، وقد تم تشييدها فوق تل يبلغ ارتفاعه حوالي 430 مترًا فوق مستوى سطح البحر.
- مسرح سوشيال: وهو من أهم المسارح التي تقع في المدينة، ويضم خمسة طوابق، وتُعرض فيه المسرحيات العالمية، ويقصده هُواة الفن من جميع أنحاء العالم للتمتع بمشاهدة المسرح وأجمل العروض فيه.
- منارة فولتا: وهي منارة تقع أعلى قمة جبل بارتفاع يقارب 29 مترًا، وتتميز بإطلالتها الجميلة وجمال المناطق الطبيعية المحيطة بها، تم تأسيس المنارة تخليدًا لذكرى مخترع البطارية لاليساندرو فولتا، ويصل الزائر إلى المنارة عن طريق قطار مُعلّق يعبر مناطق جميلة لا تُنسى.
- فيلا كارلوتا: وهي من أجمل الفلل التي تقع في بلدة ترميتسو، وهي فيلا ضخمة تتجاوز مساحتها 70 ألف متر مربع، ولها حديقة كبيرة تتنوّع فيها النباتات، والزائر فيها يستمتع بمشاهدة التماثيل والمنحوتات الفنية الرائعة.
- متحف تيمبيو فولتيانو: وهو من أهم المتاحف الموجودة في المدينة، ويتميز بتصميمه الكلاسيكي المُتقن وأعمدته المصنوعة من الرخام، ويحظى بأكبر عدد من الزوار من بين متاحف المدينة، والمتحف موجود منذ عام 1928م، وهو يحتوي معدات تجارب علمية قديمة إلى جانب رسومات.
- الحديقة الإيطالية: وهي حديقة جميلة توجد في كومو، تتميز بتصميمها الساحر وتنوّع النباتات الواسع فيها، وتضم الحديقة مجموعة من التماثيل ويحيط بها فلل وقصور رائعة الجمال.
- أماكن التسوق: من أهم ما يُميز مدينة كومو أسواقها الجميلة ومحلاتها التجارية التي تشتهر كثيرًا بمنتجات الحرير؛ ويعود ذلك لاشتهار المدينة بصناعة الحرير.
- المطاعم والأطباق الإيطالية المميزة: يشتهر المطبخ الإيطالي بأطباق المعكرونة والبيتزا ذات الطعم المميز والمذاق الرفيع، لذلك يُنصح الزائر أن يجرب المأكولات التي تقدمها المطاعم الإيطالية ليستمتع بمذاقها اللذيذ.
تاريخ مدينة كومو
يعود تاريخ المدينة إلى العصر البرونزي حيث سكنتها قبيلة سلتيك وما تزال آثار مستوطناتهم ماثلة حتى يومنا هذا في التلال الموجودة حول المدينة، سكن الرومان المدينة في القرن الأول قبل الميلاد وكانت تقع على التلال لتتحوّل بعدها في عهد الإمبراطور يوليوس قيصر إلى مكانها الحالي، وفي سنة 774م سيطر الفرنجة على المدينة على القائد شارلمان الذي جعل منها مركزًا تجاريًا، وفي عام 1127م استسلمت كومو في حرب خاضتها مع بلدة مجاورة لميلانو دامت عشر سنوات، وبعد مرور عشرات السنين تمكّنت كومو من الثأر لنفسها بدعم من القائد فريدريك بربروسا، حيث شيّد مجموعة من الأبراج حول المدينة، أحدها لا زال قائمًا حتى يومنا هذا، بعد ذلك خضعت المدينة لسيطرة فرنسا وإسبانيا إلى أن وقعت لاحقًا تحت حُكم النمسا، وبقيت كذلك إلى أن جاء جوزيبي غاريبالدي ليحررها من السيطرة النمساوية لتتبع لمملكة إيطاليا بعد ذلك.[٢]
مناخ كومو
لا شك أنّ أمر المناخ مهم جدًا بالنسبة السياح الذي ينوون زيارة منطقة ما، وفيما يخص مناخ مدينة كومو الإيطالية فهو رطب شبه استوائي عمومًا، وشتاؤها قصير نسبيًا يكثر فيه الضباب، وقد يُكوّن خلاله صقيع نتيجة البرودة الشديدة، أمّا ربيعها وخريفها فهما فصلان مثاليان للزيارة بفضل المناخ الممتع، علمًا بأنّ الربيع يشهد تساقطًا غزيرًا للأمطار مقارنة ببقية الفصول، بخلاف الصيف الذي يقمع الحركة السياحية إلى حدّ كبير؛ بسبب حرارته العالية ورطوبته أيضًا، فهو رشقات نارية فجائية، أو عواصف رعدية أو ثلجية.[٤]
المراجع
- ↑ "مدينة "كومو" جنة المشاهير فى إيطاليا"، 3ain، 2018-9-30، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-24. بتصرّف.
- ^ أ ب "مدينة كومو الايطالية"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-24. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في كومو شمال ايطاليا .. الدليل السياحى لأجمل المعالم السياحية فى كومو شمال ايطاليا .."، murtahil، 2018-6-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-24. بتصرّف.
- ↑ أسماء سعدالدين (1-9-22015)، "مدينة كومو الايطالية"، almrsal، اطّلع عليه بتاريخ 18-3-2019. بتصرف.