المحمية
المحمية أصلها من الفعل الثلاثي حمى بمعنى صان ومنع ودافع عن.[١] وأما اصطلاحًا؛ فالمحمية هي مشروع مجتمعي لحماية مجموعة من الكائنات الحية ومكوناتها البيئية من خلال عزلها عن البيئات البرية والمائية المختلفة من ناحية، وعزل نشاط الإنسان فيها كونه السبب الأول والرئيس في استنزاف موارد الكائنات الحية، أو تدميرها، أو تلويثها، وتشتهر مصر في هذا المقام؛ إذ تحتضن العديد من المحميات الطبيعية، ومن الأمثلة على المحميات عمومًا المحيمة الحيوية Biosphere reserve التي تعرف بأنها وحدة بيئية محمية مصانة وفق إطار متناسق مع إمكانية استخدامها في بحوث ودراسات وتدريبات، وكذلك المحمية البحرية وهي عبارة عن منطقة بحرية أو ساحلية يحظر فيها الصيد أو أي نشاط ضار تبعًا لخطة محكمة وتشريعات منظمة، وحديثنا في هذا المقال عن محمية ضانا بشيء من التفصيل.[٢]
أين تقع محمية ضانا
تقع محمية ضانا في المملكة الأردنية الهاشمية، وتحديدًا في محافظة الطفيلة التي تبعد عن العاصمة عمان 183 كيلومتر إلى الناحية الجنوبية، وتترامى محمية ضانا الأكبر على مستوى المملكة على امتداد سهول المحافظة ووديانها.[٣] والطفيلة محافظة أردنية في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، تحدها محافظة الكرك من الناحية الشمالية، ومحافظة معان من الناحيتين الجنوبية والشرقية، وكل من وادي عربة والبحر الميت من الناحية الغربية، وبذلك تبلغ مساحتها الكلية 2209 كيلومتر مربع أي ما يعادل 2.5% من مساحة المملكة الكلية.[٤]
معلومات عامة عن محمية ضانا
فيما يلي بعض المعلومات العامة عن محمية ضانا[٥]:
- أنشئت المحمية سنة 1989 إيمانًا بأهمية السياحة البيئية كنشاط اقتصادي هام يساهم في إنعاش المستوى الاقتصادي للدولة من خلال زيادة مخزونها من العملات الصعبة، وتوفير فرص عمل للسكان المحليين، ناهيك عن دورها في المحافظة على عناصر البيئة الطبيعية.
- تعد محمية ضانا الأكبر على مستوى المملكة الأردنية الهاشمية، إذ تتربع على مساحة جغرافية كلية تقدر بنحو 292 كيلومتر مربع تتخللها المناظر الطبيعية الساحرة، والنضاريس المتعرجة التي تواجه حفرة الانهدام، وهي تخضع لإدارة الجميعة الملكية لحماية الطبيعية.
- تمتد المحمية على فوح جبال عدة من منطة القادسية التي ترتفع ما يزيد عن 1500 متر عن سطح الأرض، وتنخفض إلى سهول ووديان مثل وادي عربة.
- ما يميز المحمية ويجعلها تحفة تسر الناظرين هو تنوع التركيبية الجيولوجية في أوديتها ما بين الحجر الجيري والجرانيت.
- تعد محمية ضانا هي الوحيدة على مستوى الأردن التي تضم الأقاليم الحيوية الأربعة وهي: إقليم البحر المتوسط، الإقليم الإيراني الطوراني، إقليم الصحراء العربية، والإقليم السوادني، وعليه فإنها أكثر المناطق تنوعًا في الأردن من حيث الأنظمة البيئة والأنماط النباتية.
- تحتضن المحمية أنواعًا عديدة من الطيور تصل إلى 216 طيرًا، مما جعل الأردن ثاني أهم مسار للطيور على مستوى العالم، فهناك طيور لا توجد إلا في محمية ضانا الأردنية ومن الأمثلة عليها النعار السوري.
- تحتضن المحمية 98 موقعًا أثريًا، وما يزيد عن 830 نوعًا نباتيًا.
- عام 1994 اتخذت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة خطوات رائدة في في محاولة الحفاظ على التنوع البيئي وذلك بتمويل من صندوق البيئة العالمي، علمًا أن خطة الأهداف تسعى نحو الموازنة بين حماية عجائب ضانا الطبيعية وتلبية احتياجات السكان المحليين من خلال تقسسم المحمية إلى مناطق عدة منها ما هو خاص بالمجال الرعوي، وآخر لإقامة الفعاليات الترفيهية، وثالث للأبحاث والدراسات، ورابع للسكان وهو ما يعرف باسم منطة الاستخدام المكثف.
- تخضع المحمية لمراقبة 15 مفتشًا على مدار العام، وكلهم من الأهالي للحفاظ على طبيعة المنطقة وحمايتها.
- تلقت الجمعية الملكية لحماية الطبيعية التي تدير محمية ضانا العديد من الجوائز العالمية كونها نجحت في الحد من حدة فقر المجتمع المحلي من خلال خلق 85 فرصة عمل من ناحية، ناهيك عن جهودها في الحفاظ على الطبيعة من ناحية أخرى، الأمر الذي ساهم في زيادة عدد زوار المحمية من 500 زائر سنويًا إلى 120 ألف زائر سنويًا، كما استفاد المجتمع المحلي من المحمية بنحو 1.600.000 دينار بطريقة مباشرة من خلال الرواتب، وبطرية غير مباشرة من خلال المشتريات وغيرها.
- تجهيز المحمية بمرافق سياحية ممتازة تتمثل في بيت الضيافة الذي يضم 23 غرفة، مخيم الرمانة الواقع على هضبة منبسطة مطلة على وادي الأردن ومجهزة بحوالي 25 خيمة تصلح للمبيت منها خيم اقتصادية وأخرى ديلوكس تستوعب 135 زائرًا يوميًا منها 60 للمبيت و75 للزيارة النهارية، علمًا أن المخيم يستقبل الزوار خلال الفترة الممتدة بين منتصف شهر آذار مارس حتى نهاية شهر تشرين الأول أكتوبر من كل عام ويقدم لهم وجبات عربية تقليدية، وفرصة للاستمتاع بالأجواء الربيعية الخلابة، وأماكن لمراقبة النجوم ليلًا، ومن أماكن المبيت في المحمية أيضًا نزل فينان الذي تأسس سنة 2005 في منطقة تحمل الاسم ذاته وتبعد مئة كيومتر جنوب البحر الميت، ويتميز بتصميم كموقع سياحي فندقي يعكس موروث المنطقة، وهو يضم 26 غرفة لاستقبال الزوار، كما يركز على ترويج منطقة فينان المشهورة بآثار تعدين النحاس، والحضارات الغابرة التي تعاقبت على المنطقة، وأكثر ما يثير إعجاب الزوار في النزل هو إضاءته بالشموع والطاقة الشمسية الأمر الذي جعل منطة فينان ثاني أهم موقع أثري في المملكة بعد البتراء، لا سيما وأن نزل فينان اختير كواحد من أفضل 5 مواقع للسياحية البيئة على مستوى العالم، كما فاز بجوائز عديدة منها جائزة أفضل نزل بيئي صحراوي، ولا غرابة في ذلك كونه يتيح للزوار فرصة مراقبة الطيور خلال موسم الهجرة، ونشاطات المسير والتسلق التي تمتد ليوم كامل، ناهيك عن المسارات الطويلة التي تصل بين وادي ضانا والبتراء وتستغرق 5 أيام تتخللها مناظر طبيعية ساحرة، وتشكيلات صخرية لن يحظى الزائر بمتعة رؤيتها في أماكن أخرى.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى محمية في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019. بتصرّف.
- ↑ الدكتور مجد جرعتلي (20-11-2011)، "أهمية وفوائد وأنواع المحميات الحيوية"، دراسات خضراء، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019.بتصرّف.
- ↑ محمد الفضيلات (9-8-2017)، " محمية ضانا... الأكبر في الأردن"، العربي الجديد، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019.بتصرّف.
- ↑ "معلومات عامه عن محافظة الطفيلة"، وزارة الداخلية الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019.بتصرّف.
- ↑ نورما نعمات (13-8-2017)، "محمية ضانا أكبر محمية طبيعية في الأردن والوحيدة التي تحتوي الأقاليم الحيوية الجغرافية الأربعة"، جريدة الحياة، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2019.بتصرّف.