موقع مدينة نينوى
تعدُّ مدينة نينوى التي تقع في شمال العراق ومركزها الموصل، ثاني أكبر مدن العراق؛ إذ إنّها تبعُد عن العاصمة بغداد حوالي 402 كم، ويبلغ عدد سكانها حاليًا ما يقارب ثلاثة ملايين ونصف، تحٌدها من شمالها محافظة دهوك ومن الجنوب محافظة صلاح الدين ومن شرقها محافظة التأميم وأربيل ومن غربها الجمهورية العربية السورية، ويخترق نهر دجلة محافظة نينوى بطول 214 كم، يرجع تاريخ نينوى إلى الألف الخامس قبل الميلاد ومن المعلوم أنّها ذات تاريخ عريق، وهي قرية زراعية سكنها الإنسان القديم ثم الآشوريون؛ إذ أصبحت عاصمة لهم من القرن الحادي عشر إلى 611 قبل الميلاد، ولكن نينوى العظمى سقطت في يد الكلدانيين الّذين كانوا في أوج عنفوانهم وقوتهم.[١]
تاريخ نينوى
ترك الآشوريون خلفهم حضارة عظيمة لا يمكن الاستهانة بها والتي ظلت آثارها شامخة حتى الآن، إذ كانت تعدُّ نينوى بلادًا للمدارس اللاهوتية والرهبان، وقد كانت مقصد الباحثين عن نور السيد المسيح عليه السلام، وقد ولد فيها قديسون أمثال مار ميخائيل ومار إسحق النينوي وغيرهم، ولكنها تجردت من هويتها الآشورية بسبب سقوطها تحت حكم الساسانيين وكان قد دام طويلًا حتى جر المدينة نحو الفقر فانتقل السكان جرّاء ذلك نحو الضفة الأُخرى من نهر دجلة باعتبارها اكثر أمانًا؛ إذ تقع على مرتفع وبعد الفتح الإسلامي لها أصبح يُطلق عليها الموصل.[٢]
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب فتح العرب القادمون من شبه الجزيرة العربية مدينة نينوى بقيادة ربعي بن الأفكل؛ إذ أسقطوا الساسانيين وأسموها بالموصل وسبب التسمية أنّها كانت تصل ما بين بلاد الشام وخورستان؛ أي بلاد الشمس بالكردية، وقد أطلق عليها العرب اسم الحدباء بسبب وجود منارة الحدباء في المسجد النوري الكبير، وبسبب تحدُّب مسار نهر دجلة الّذي يمر من خلالها، وسميت أيضا باسم ام الربيعين لأنّ الخريف كان فيها كالربيع.[٢]
محافظة نينوى
تتميز محافظة نينوى بعدة ميزانت نذكر منها ما يأتي:[٣]
- المناخ: تمتاز بظروف مناخية غاية بالتفرد فهي ذات فصلين طويلين وهما الربيع والخريف، ويختلف مناخها باختلاف تضاريسها السطحية.
- المساحة: تبلغ مساحة محافظة نينوى 25.300 كم مربع.
- التضاريس: تنقسم تضاريس محافظة نينوى لثلاثة أقسام: المنطقة الجبلية والتلال والمنطقة المتموجة والهضاب، ومن المعلوم أنّ نهر دجلة يخترق المحافظة متموجًا من الشمال إلى الجنوب ويقسمها إلى قسمين متساويين تقريبًا؛ إذ يشَّكلان الجانب الأيسر والجانب الأيمن.
- الزراعة: تعدُّ محافظة نينوى ذات مساحات زراعية واسعة صالحة، إذ خصص الجزء الأكبر منها في زراعة محاصيل متنوعة مثل؛ الحنطة والشعير، والقطن والذرة الصفراء، بالإضافة إلى عبّاد الشمس والخضروات والبقوليات، والبذور الزيتية والأعلاف، ومن المعلوم أنّ نينوى تعدُّ من المحافظات الأولى لإنتاج الحبوب في العراق.
- السياحة: تشهد السياحة في مدينة نينوى تنوعًا كبيرا؛ إذ إنّ الزائر يتمتع بالسياحة الدينية والأثرية والطبيعية وفيها مواقع الدينية مختلفة مثل مرقد النبي يونس والنبي جرجيس والنبي دانيال والأئمة المسلمين، والأديرة والكنائس، وتحتوي محافظة نينوى على آثار متعددة مثل آثار آشـور ونينوى ونمرود والحضر والموصل القديمة، إضافة إلى الطبيعة الجميلة التي تتمتع بها محافظة نينوى.
المراجع
- ↑ "محافظة نينوى"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-20. بتصرّف.
- ^ أ ب "نينوى مدينة الشمس.. لمحة تاريخية عن مدينة ظلمت كثيرًا"، بغداد بوست، 2017-10-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-21.
- ↑ "محافظة نينوى"، ninava، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-21.