آثار تدمر

آثار تدمر
آثار تدمر

تدمر

تدمر والتي تسمى باللغة الانجليزية Palmyra هي مدينة قديمة تقع وسط سوريا، تبعد 210 كيلومترًا إلى الشمال الشرقي من العاصمة دمشق، مُنحت اسمها من قبل الرومان الذين حكموها في القرن الأول الميلادي، ويعني اسمها مدينة أشجار النخيل، وقد اكتسبت هذه المدينة شهرة واسعة في القرن الثالث قبل الميلاد عندما أصبح الطريق عبرها أحد الطرق الرئيسية للتجارة بين الشرق والغرب، بُنيت تدمر على واحة تقع تقريبًا في منتصف الطريق بين البحر الأبيض المتوسط غربًا ونهر الفرات شرقًا، وساعدت في ربط العالم الروماني ببلاد ما بين النهرين والشرق،[١] تحتوي تدمر على أطلال أثرية لمدينة عظيمة كانت واحدة من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم، فيها مزيج جميل من الفن والعمارة التي جمعت بين العديد من الحضارات اليونانية والرومانية والفارسية وغيرها من الحضارات التي توالت عليها على مرّ السنين.[٢]


آثار تدمر

يوجد في تدمر الكثير من المعالم الأثرية الرائعة، ومنها:[٣]

  • معبد بعل شامين: يعود أول عمل في المعبد إلى أوائل القرن الأول الميلادي، وأُجريت عليه الكثير من التعديلات، واستمرّت هذه التعديلات حتى القرن الثالث الميلادي تحت حكم أوثينادوس.
  • معبد بل: يقع هذا المعبد في الطرف الشرقي من الشارع الرئيسي ذي الأعمدة، وهو أهم مبنى ديني في القرن الأول الميلادي في الشرق الأوسط، وقد بني على عدّة مراحل.
  • معبد نابو: يقع معبد نابو بعد قوس المدخل للشارع ذي الأعمدة، وهو أصغر من معبد من حيث الحجم، ويعود تاريخ هذا المعبد إلى الربع الأخير من القرن الأول الميلادي، واستمر العمل في بنائه حتى القرن الثالث الميلادي.
  • حمامات زنوبيا: هي حمامات بأربعة أعمدة متجانسة من مصر ومبنية بحجر الجرانيت الأحمر، ويُنسب بناؤها إلى الإمبراطور دقلديانوس.
  • متحف الفلكلور: يقع المتحف الشعبي للفلكلور في خان عثماني بالقرب من معبد، بل وفيه العديد من القطع الأثرية التي تعود إلى فلكلور تدمر؛ كالسجاد المصنوع من الصوف وما يتعلّق بصنع القهوة العربية وأدوات موسيقية، بالإضافة إلى الأسلحة التقليدية والدروع والخوذ المستخدمة في الماضي.
  • شارع كولوناد: هو المحور الرئيسي للمدينة الرومانية طوله 1.2 كيلومتر، ويحمل القوس الضخم، وهو إنجاز ذو أهمية معمارية كبيرة، وفي نهاية الشراع ذو الأعمدة توجد المتاجر الرومانية ومعسكر دقلديانوس.
  • المسرح الروماني: يعود المسرح الروماني إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، رُمّم المسرح حتى الصف التاسع من المقاعد، وتم تشكيل المدخل المركزي على شكل نصف بيضاوي بدلًا من الشكل نصف الدائري المُعتاد، وتوجد خمسة مداخل بدلًا من الثلاثة التي كانت سابقًا.
  • محكمة تريف: عُثر فيها على نقوش تحدد مرسومًا يعود لعام 137 ميلادي، ويبدو أنه كان المكان الذي تُدفع فيه الضرائب في تلك الفترة.
  • تيترابيلون: هي أربع مجموعات من الأعمدة تشير إلى نقطة العبور الرئيسية، أُعيد بناؤها من قبل دائرة الآثار السورية عام 1939 ميلادي، وتتألف من منصة متدرجة عليها الأعمدة، وكانت هذه الأعمدة من الجرانيت الوردي.
  • وادي المقابر: تقع مقابر برج بالميرين في وادي سمي باسمها، أي وادي المقابر، وفيه ثلاثة أنواع من الغرف التي كان يُدفن بها الموتى آنذاك.


تاريخ تدمر

كانت تدمر في العصر الحجري مستوطنة صغيرة بالقرب من واحة الصحراء، وكانت المنطقة مُحاطة بتربة خصبة وأشجار النخيل، وتُغذيها سلسلة من الينابيع مما جعلها أرضًا غنية ومثالية للزراعة والرعي، وقد سيطر عليها الآراميون من الألفية الثانية قبل الميلاد، وهذا قبل وصول العرب إليها في الألفية الأولى قبل الميلاد، ومن المثير للاهتمام أن العرب اندمجوا مع سكان مدينة الآراميين، ويُقال أنهم تحدثوا لهجتهم المحلية والتي تسمى بالميرين، وكان يقطنها أيضًا عددًا كبيرًا من اليهود، توالت على المدينة بعد ذلك الكثير من الحضارات واحتلت من قبل:[٤]

  • الروم: في عام 64 قبل الميلاد غزت الإمبراطورية الرومانية سوريا وبالتالي سيطرت على تدمر، ومع ذلك تركت المدينة مستقلة إلى حدّ كبير، ومع ذلك وفي عام 14 ميلادي غزا الإمبراطور تيبيريوس تدمر وبالتالي أصبحت تحت الحكم الروماني بشكل كامل، واستمرّ هذا الحكم لمدة قرنين تقريبًا مع بداية الحروب الفارسية.
  • الفرس: فرض الفرس سيطرتهم على تدمر في القرن الثاني الميلادي بعد الصراع مع الروم من أجل السيطرة، ونتج عن ذلك أن دمّر الإمبراطور الروماني أوريليان تدمر عام 273 ميلادي على الرغم من إعادة بنائها لاحقًا.
  • الروم والبيزنطيين: رزحت تدمر تحت سيطرة الروم مرة أخرى والإمبراطورية البيزنطية على مدى 400 عامًا، وقد أسسها البيزنطيون كمدينة مسيحية.
  • الخلافة العربية: منذ أوائل القرن السادس الميلادي فصاعدًا حكمت المدينة العديد من الخلافات العربية وظلت مركزًا تجاريًا مهمًا على طريق الحرير الذي يربط آسيا الحالية وأوروبا.
  • التيموريون: دمّر أمراء الحرب التيموريون مدينة تدمر في أوئل القرن الرابع عشر، وهم قبيلة من أصل توركو منغولي سيطرت على الكثير من المناطق التي تُعرف اليوم بإيران والعراق وسوريا، ومن ثم أُعيد بناء تدمر مرة أخرى ولكن ليس في عظمتها السابقة، وأصبحت قرية أصغر، وكانت مُحتلة عام 1932 ميلادي عندما نقلت سوريا التي كانت تحت الاحتلال الفرنسي آنذاك السكان إلى تدمر القريبة حتى لتنفيذ الأعمال الأثرية في الموقع.


آثار تدمر وفنّ العمارة

أدى اكتشاف مدينة تدمر من قبل المسافرين في القرنين السابع عشر والثامن عشر إلى تأثيرها اللاحق على الأساليب المعمارية، وبرز هذا التأثير في عدّة معايير منها:[٢]

  • روعة أنقاض تدمر التي ترتفع في الصحراء السورية شمال شرق دمشق دليلًا على الإنجاز الجمالي الفريد للروم في القرن الثالث الميلادي، ويشكّل الرواق الكبير مثالًا مميزًا ونوعًا من الهياكل الذي يعدّ بمثابة تطور فني.
  • الاعتراف بروعة أنقاض تدمر من قبل المسافرين في القرنين السابع عشر والثامن عشر ساهم بشكل كبير في إحياء الأنماط المعمارية الكلاسيكية والتصميم الحضري في الغرب.
  • يشكّل الشارع ذو الأعمدة الضخمة والشوارع المتقاطعة الفرعية ذات التصميم المماثل مع المباني العامة الرئيسية مثالًا رائعًا للهندسة المعمارية والتخطيط الحضري.
  • روعة التصميم الفريد لمعبد بعل أهم المباني الدينية في القرن الأول الميلادي في الشرق، وتعدّ معالجة المنحوتات الموجودة في الممر الضخم مثالًا بارزًا على الفن المعماري التدمري.
  • تُظهِر الآثار الجنائزية الواسعة التي تقع خارج أسوار المدينة في المنطقة المعروفة باسم وادي القبور أساليب الزخرفة والبناء المميزة.


مَعْلومَة

لا يمكن تقدير تاريخ مدينة تدمر، فعندما نتحدّث عن أقدم الأماكن المأهولة في التاريخ على وجه الأرض قد تكون مدينة تدمر أقدمها أو تتنافس مع هذه الأماكن، وعلى الرغم من أنها ترتبط بالإمبراطورية الرومانية والتي أكسبتها الشهرة إلا أن تاريخها يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، إذ ذُكرت مدينة تدمر في النقوش الحجرية التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، وهي محطة صحراوية مهمة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الفرات في العراق.[٥]


المراجع

  1. "Palmyra", britannica, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Site of Palmyra", whc.unesco, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  3. "Palmyra", cometosyria, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  4. "Palmyra", history, Retrieved 16-5-2020. Edited.
  5. "The city that makes Rome blush: 5 reasons why Palmyra’s ruins are so important", latimes, Retrieved 16-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :