مدينة كارديف البريطانية

مدينة كارديف البريطانية
مدينة كارديف البريطانية

مدينة كارديف البريطانية

تعدّ مدينة كارديف من المدن البريطانية المعروفة وهي عاصمة ويلز، تقع داخل مقاطعة جلامورجان على قناة بريستول عند مصب نهر تاف، وتبعد حوالي 240 كيلومترًا غرب لندن،[١]وتُعرف مدية كارديف بأنها مدينة قلاع وفيها عدد كبير من القلاع، أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، ومع أن معظمها أصبحت في حالة دمار اليوم إلا أن ما زال بعضها صامدًا إلى الآن، وتعدّ القلاع واحدة من أهم معالم المدينة الأثرية التي يأتي السياح لرؤيتها من كل مكان، ولكارديف جزيرتها الخاصة التي تبعد عن ساحلها بحوالي خمسة أميال أي ما يُعادل 8.05 كيلومتر، والتي يطلق عليها اسم Flat Holm وتعدّ واحدة من الأماكن التي يحب السياح رؤيتها عند زيارة كارديف، إذ تتوفر رحل يومية ستأخذك إلى الجزيرة لترى مستعمرات الطيور البحرية والمباني الأثرية القديمة، ولكن تعتمد زيارة الجزيرة على حركة المد والجزر في البحر.[٢]


جغرافية ومناخ مدينة كارديف

تقع كارديف على الساحل الجنوبي لويلز وعلى الحدود الشرقية لإنجلترا، وهي أكبر مدن ويلز، وتعدّ هذه المدينة موقعًا استراتيجيًا هامًا، وتحد كارديف مقاطعة كايرفيلي من الشمال ووادي جلامورجان من الغرب ومدينة نيوبورت من الشرق، وتقسمها ثلاثة أنهار، هي؛ نهر إيلاي Ely في الغرب، ونهر تاف Taff الذي يقسمها من المنتصف، ونهر ريمني Rhymney إلى الشرق، ويتدفق نهري إيلاي وتاف إلى خليج كارديف ما يخلق بحيرة اصطناعية فيها، ويتحكم في تدفق مياه البحيرة سدّ يقع في أقصى منطقة جنوب المدينة، ومن بعدها تدخل المياه إلى مصب سيفيرن الذي كانت تعتمد عليه موانئ كارديف لتصدير الفحم، أما مناخ المدينة فهو مناخ بحري، إذ تتراوح درجات الحرارة فيها من 30 درجة مئوية في الصيف إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر في الشتاء.[٣]


سكان مدينة كارديف

كان عدد سكان كارديف عام 2015 حوالي 310,229 نسمة ما جعلها تاسع أكبر مدينة في المملكة المتحدة، ولكن يبلغ عدد سكانها اليوم حسب آخر إحصائية لعام 2020، نحو 477,627 نسمة، وبهذا بلغ معدل الزيادة السكانية سنويًا حوالي 0.71%، أما الكثافة السكانية للمدينة فتقدّر بحوالي 2,500 شخص لكل كيلومتر مربع، كما أن سكان كارديف متنوعون للغاية، ولديهم تاريخ من العلاقات التجارية والهجرة بعد الحرب، وفيها عدد كبير من الطلاب الدوليين الذين يدرسون في جامعاتها، وبالإضافة لسكانها ومقيميها يزورها أكثر من 18 مليون سائح كل عام ما يجعلها واحدة من الوجهات السياحية الشائعة، ومن المثير للاهتمام أن لمدينة كارديف مجتمع فتي، ففيها نسبة قليلة من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، والذين يعيشون في ويلز فنسبة هؤلاء الأشخاص لا تتجاوز 13%.[٤]


تاريخ مدينة كارديف

يعود تاريخ مدينة كارديف إلى عام 75 بعد الميلاد، حيث بنى الرومان حصنًا في المكان الذي توجد فيه المدينة اليوم، وبعد أن هجر الرومان المكان عام 375 بقي غير مأهول بالسكان حتى فترة الفتح النورماندي عام 1093، وفي هذه الفترة بنى فارس نورماندي يُدعى روبرت فيتزهامون قلعة لنفسه داخل الأسوار الرومانية ونشأت هنا بلدة صغيرة، ولكن تضررت البلدة والقلعة في ثورة ويلزية عام 1183 ونُهبَت المدينة عام 1404، وبعد ذلك وفي عام 1536 أضفى أول قانون اتحاد الطابع الإنجليزي على كارديف وجلب للمدينة بعض الاستقرار.

أخذت مدينة كارديف مكانتها الحالية بسبب تعدين الحديد والفحم في الوديان الشمالية، فصدّرت كارديف الفحم للمرة الأولى على نطاق صغير في عام 1600، وفي عام 1794 بنَت عائلة بوت، التي تمتلك جزءًا كبيرًا من الأراضي التي كان يُستخرَج منها الفحم الويلزي، قناة جلامورجانشاير لشحن الحديد من مدينة ميرثير تيدفيل إلى كاريدف، وبعدها استُبدِلَت القناة بسكة حديد عام 1840، وبعد ذلك ازدهرت المدينة وازداد عدد سكانها ونشأ بها مجتمع عمال كبير متعدد الأعراق، وقد أُعلنت كارديف رسميًا كمدينة في عام 1905، وفي عام 1913 أصبحت أكبر ميناء للفحم في العالم إذ صدّرت أكثر من 10 ملايين طن من المواد الخام.

ولكن هذا التوسّع لم يدم طويلًا، فالركود الاقتصادي الذي حدث بعد الحرب العالمية الأولى في تجارة الفحم أدى إلى تدهور الوضع فيها وما زاد الأمر سوءًا تضررها بسبب القصف الذي وقع عليها في الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك بفترة قصيرة تم تأميم صناعة الفحم وغادر العمال المدينة في عام 1947 وتبرّع سكانها بالقلعة وقطع كبيرة من أراضيها، وبما أن كارديف أكبر مدينة في ويلز وغنية بالثروات والمعالم المعمارية، أُعلن عنها كأول عاصمة لويلز في عام 1955.[٥]


أبرز المعالم السياحية في كارديف

تعدّ مدينة كارديف واحدة من الدول السياحية والتي تجذب ملايين السياح سنويًا، إذا أردت زيارة كارديف لرؤية قلاعها ومعالمها التاريخية والسياحية احرص على زيارة الأماكن التالية:[٦]

  • قلعة كارديف: تعدّ قلعة كارديف أكبر قلعة في المدينة وأشهرها، وهي قلعة حجرية كبيرة تعود إلى القرن الحادي عشر، سترى فيها مناظر طبيعية رائعة ومعارض تفاعلية وتماثيل لحراس نورمان وملاجئ للقنابل المُستخدمة في الحرب العالمية الثانية، ويمكنك أن تحصل على جولة في المنازل بداخلها والدخول إلى الحديقة الرائعة على سطحها.
  • مركز الألفية في ويلز: يتسع هذا المركز الشهير لحوالي 2500 شخص، ويستضيف فرقًا موسيقية وفنانين كوميديين وعروضًا مسرحية، وقد افتُتحَ المركز عام 2004 وهو مصنوع من المعدن والخشب والزجاج، وإذا زرته ستستمتع برؤيته ومشاهدة الفرق الموسيقية أو العروض المسرحية.
  • آنا لوكا: إذا كنت نباتيًا فهذا المطعم لك، إذ افتتح هذا المطعم في عام 2015 وهو أول مطعم نباتي في كارديف، يقدّم لزواره مجموعة واسعة وشهية من الأطباق النباتية.
  • خليج كارديف: يعدّ خليج كارديف المشروع الأكبر لتطوير الواجهة البحرية في أوروبا، زُر الخليج لترى من الماء المباني الشهيرة والكنسية النرويجية ومحمية ويتلاند الطبيعية، لهذه الرحلة البحرية ستركب قاربًا لمدة 45 دقيقة وتستمتع بالمعالم الشهيرة من حولك.
  • مركز كارديف الدولي للمياه البيضاء: إذا كنت من محبي الرياضات المائية اذهب إلى مركز كارديف الدولي، ستجد فيه جميع الأنشطة المائية وفيه دورات تعليم التجديف وركوب الأمواج، وإذا كنت لا ترغب بالمشاركة يمكنك أن تستمتع بالمناظر الطبيعية هناك.
  • سوق كارديف المركزي: هذا السوق من الأسواق القديمة في المدينة، فهو موجود في موقعه منذ أكثر من قرن، ستجد فيه مجموعة واسعة من السلع والمنتجات كالأدوات المنزلية والسجاد والملابس وغيرها، حيث يقع هذا السوق على بعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام من قلعة كارديف.
  • مسار حديقة بوت للمنحوتات: ستجد في هذا المعلم عشرين منحوتة خشبية نحتها فنانون مختلفون وفيها مساحات خضراء شاسعة ومناظر طبيعية خلابة.


قد يُهِمُّكَ

تشتهر كارديف بالفرق الموسيقية الحيّة التي ستراها أثناء تجولّك في شوارع المدينة، وتوجد بعض الشوارع المحددة التي تقصدها الفرق الموسيقية بانتظام ويعزفون ويغنون أنواعًا موسيقية عديدة ولكنهم يركزون على الموسيقى الويلزية, ولكن في كل ليلة تقريبًا ستجد فرقة موسيقية تعزف موسيقى الجاز في كافيه "جاز جاز"، وبالإضافة للفرق الموسيقية تشتهر كارديف بالطعام الحارّ ففيها الكثير من المطاعم التي تقدّم الطعام الهندي الحار، وهناك العديد من المطاعم الشعبية التي تستخدم النعناع والخردل في مأكولاتها وخصوصًا في المأكولات البحرية التي تشتهر بنكهة الكاري أيضًا، أما إذا كنت من مُحبي المتاحف فستجد ملاذك في كارديف فهي غنية بالمتاحف، ففيها المتحف الوطني الذي يحتوي على مجموعات فنية رائعة وأقسامًا تاريخية ستعجبك حتمًا، بالإضافة إلى متحف سانت فاجانس، ومتحف عسكري، ومتحف العلوم الذي سيعجب أطفالك بكل تأكيد.[٧]


المراجع

  1. "Cardiff", britannica, Retrieved 2020-10-19. Edited.
  2. "COOL FACTS ABOUT CARDIFF", all.accor, Retrieved 2020-10-20. Edited.
  3. "THE GEOGRAPHY OF CARDIFF", cardiffians, Retrieved 2020-10-19. Edited.
  4. "Cardiff Population 2020", worldpopulationreview, Retrieved 2020-10-19. Edited.
  5. "History", lonelyplanet, Retrieved 2020-10-19. Edited.
  6. "The 11 best things to do in Cardiff", timeout, Retrieved 2020-10-20. Edited.
  7. "Cardiff is known for", lonelyplanet, Retrieved 2020-10-19. Edited.

فيديو ذو صلة :