موقع سد مأرب
يقع سد مأرب في اليمن وتحديدًا في محافظة مأرب ويتميَّز بموقعٍ استراتيجيٍّ جدا فهو يقع بين ثلاثة جبال حيث يصب سيل الماء القادم نحوه باتجاهٍ واحدٍ فقط، وكانوا في السابق يضعون قبل بناء السد عددًا من الصخور الصلبة وبعض الرصاص ليحتجزوا المياه خلفها، فكانت الصخور كالبوابات إذا ما أراد السكان الحصول على قدرٍ محدَّدٍ من المياه لري المزروعات فتحوها على قدر احتياجهم، ثم يقومون بسدِّها مرَّةً أخرى.[١]
أهمية سد مأرب
إن لسد مأرب أهمية تاريخية واستراتيجية واقتصادية كبيرة، فهو يبعد عن صنعاء نحو 173 كيلومتر ونحو 8 كيلومترات عن مدينة مأرب القديمة، ويعد من أشهر الآثار اليمنية خاصة ومن أشهر الآثار في شبه الجزيرة العربية على وجه العموم، حيث يعد سد مأرب التاريخي أعظم بناء معماري وهندسي في جنوب غربي الجزيرة العربية، ويوازي في أهميته سور الصين العظيم بالنسبة إلى الصين، وحدائق بابل بالنسبة إلى العراق والأهرامات بالنسبة لمصر، ونظرًا لأن محافظة مأرب تعاني من شح المياه والأمطار، خصوصًا في المناطق الشرقية من المحافظة؛ إذ إن الأمطار نادرًا ما تتساقط في تلك المناطق شبه الصحراوية، ولذلك فإن للسد أهمية اقتصادية كبيرة قديمًا حيث استغل المأربيون الأمطار الشحيحة وخزنوها لوقت الحاجة واستخدموها في ري المزروعات مما أدى لازدهار حضارتهم وتحسين اقتصادهم.[٢]
تاريخ بناء سد مأرب
يرجع تاريخ بناء سد مأرب إلى الفترة الواقعة بين عامي 1750 و 1700 قبل الميلاد ، وكان أول معماري قام ببناء السد هو المعماري يثعمر بن سمعهلي، ثم تم إعادة إصلاح سد مأرب خلال الفترة الواقعة بين عامي 780 إلى 750 قبل الميلاد ، وجرى إعادة ترميمة على يد المعماري يدع إل بيين، يتميز سد مأرب بموقعه الإستراتيجي الهام للغاية، فهو يقع بين ثلاثة جبال كبيرة، ويصب سيل الماء المتجه نحوه باتجاه واحد فقط ، وكان المعماريون الأوائل يضعون عددًا من الصخور الكبيرة والصلبة قبل البدء في بناء السد، وكانوا ايضًا يضعون بعض الرصاص لحجز المياه التي تاتي من الخلف، فاصبحت الصخور مثل البوابات للسد، إذا إحتاج السكان المياه عملوا على فتح هذه الصخور على قدر محدد حسب حاجتهم للمياه لإستخدامها في الاسترزاع، ثم بعد ذالك يعملون على إغلاقها مرة أخرى.[٣]
تجديد سد مأرب
في القرن العشرين دخل سد مأرب مرحلة جديدة، حيث دعمت دولة الإمارات العربية المتحدة إعادة بناء السد على الطريقة الحديثة، وتم افتتاحه في ديسمبر من العام 1986، وتبلغ مساحة حوض السد الجديد 5.30 كيلو متر مربع، وتبلغ سعته التخزينية حوالي 400 متر مكعب، حيث تعمل بوابة التصريف بطاقة 35 مترًا مكعبًا في الثانية ويروي السد حوالي 570.16 هكتار، وقد بلغ إجمالي حجم الردميات في جسم السد 3 ملايين متر مكعب وتم إزالة 200 ألف متر مكعب من الصخور من جانبي الموقع وتغطية جسم السد بالصخور التي بلغت 100 ألف متر مكعب، وقد شارك في إنشاء السد الجديد قرابة 400 مهندس واستشاري وعامل وفني وإداري وغيرهم. ومع استكمال المرحلة الثانية من بناء السد تم ري سبعة آلاف و400 هكتار بدلًا من ألف و800 هكتار حاليًا، كما عمل على تغذية المياه الجوفية والتي سوف تسهم بدورها في ري نحو 10 آلاف هكتار، وبعد إنجاز المرحلة الأولى لتجديد سد مأرب حدث تحول كبير في حياة سكان المنطقة الاقتصادية والاجتماعية فقد شجع ذلك المزارعين على استصلاح أكثر من 20 ألف هكتار من الأراضي مما أدى بالتالي إلى ارتفاع ملحوظ في إنتاج المحاصيل الزراعية المختلفة.[٤]
المراجع
- ↑ "قصة سد مأرب"، islamstory، 2019-6-2، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-16. بتصرّف.
- ↑ " سد مأرب.. أهميته قديما وحديثا"، skynewsarabia، 2015-9-29، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-16. بتصرّف.
- ↑ "قصة إنهيار سد مأرب"، مدار الساعة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-18. بتصرّف.
- ↑ "معلومات عن سد مأرب"، almoheet، 2018-10-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-16. بتصرّف.