مدينة غريان
هل سمعت من قبل عن مدينة غريان الليبية وتبحث عن معلومات عنها؟ تقع مدينة غريان في الجهة الشمالية الغربية من ليبيا في منطقة طرابلس، وتلتقي مع سفح هضبة جبل النفيسة، وقد كانت غريان من بين المراكز الرئيسية للاستعمار الإيطالي في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، لكن وبعد الحرب التركية الإيطالية، تم الاستيلاء عليها من قبل سكانها الأصلين عام 1913م، وتشتهر مدينة غريان بعصر زيت الزيتون، وصناعة النسيج والسجاد، وطحن الحبوب، وصناعة الفخار والحرف اليدوية، تابع قراءة المقال لتتعرف أكثر على ميزات تلك المدينة.[١]
تاريخ مدينة غريان
شهدت مدينة غريان عدة مراحل تاريخية، بوسعك تتبعها على النحو الآتي:[٢]
- الاحتلال الإيطالي: احتلت مدينة غريان من قبل الإيطاليين طمعًا في موقعها الاستراتيجي، واستمر القتال بينهم وبين أهل المنطقة وكان لزعمائها دورًا كبيرًا في ذلك.
- بداية الثورة الطرابلسية: ابتدأ حشد التجمعات الشعبية من السكان المحليين للمنطقة، وبدأوا بإعلان الثورة ضد الطليان في عام 1915م، وكان ذلك بعد انتهاء معركة القرضابية، إذ أدى انتصار المجاهدين إلى إحداث عدة ثوراتٍ متتالية في عدة مناطقٍ من ليبيا، وانتهت وصولًا لغريان، وترتب عليها طرد ما يقارب 4400 من الجنود الإيطالين.
- نقض الإيطاليين لصلح بنيادم: عندما علم أهل منطقة غريان بأنّ الإيطاليين نقضوا صلح بنيادم في مصراتة، أعلنوا هجومهم وثورتهم عليهم، خاصة بعد خلق الطليان للكثير من الفتن آنذاك، وقد هاجموهم السكان المحليين في قصر الحكومة عام 1920 وتمنكو من احتجاز 70 جنديًا إيطاليًا، إضافة لذلك أغاروا على سيارة البريد المخصصة للإيطاليين، وتمكنوا من تقطيع خطوط الاتصال التي تربط منطقتهم بمنطقة العزيزية.
- عقد مؤتمر غريان: قُرر عقد المؤتمر بعد موت رمضان السويحلي، وأُثيرت المشاكل وكثرت الفتن بين القبائل الداخلية، وكانت أول جلسة للمؤتمر عام 1920، وتم اختيار رئيس ومستشار وممثلين باسم القبائل الأخرى ونيابة عنهم، وبعدما علم الإيطاليون بالمؤتمر قرروا عقد اتفاق اسمه اتفاق الرجمة مع إدريس السنوسي، ولقبوه بالأمير.
- احتلال غريان كاملة: احتلت غريان كاملة عام 1922بسبب عقد مؤتمر غريان فيها، وتم احتلالها من قبل قوات كثيرة وكان يوم احتلالها هو 17 نوفمبر.
- وقوع الحرب الأهلية الليبية وتحرير غريان: وقعت الحرب الأهلية عام 2011 في 17 فبراير حين ثار فيها الشعب معلنًا عن سقوط النظام، وقد شهدوا معارضة من الكتائب لمنع تحرير بلادهم ، وبعد مهاجمة الكتائب لهم هرب بعض من الثوار إلى الجبل، وخلال فترة قضائهم بالجبال أنشؤوا كتيبة باسمهم، وتمكنوا من استخدام الأسلحة، وحرروا مدينتهم في 13 من أغسطس لعام 2011م.
السكان في مدينة غريان
يعود أصل السكان في مدينة غريان إلى قبيلة بني غريان، التي تنتمي أصلًا إلى قبيلة هوارة، ويُعدون سكان المنطقة الأصليين ومؤسسيها، لكن بدأت بعض القبائل الأخرى بالتوافد على مدينة غريان فشكلت خليطًا من العرب من بني سليم، وبعضًا من الكورغلية الذين تعود أصولهم إلى تركيا، إلا أن النسبة العظمى من السكان هم من أهل المنطقة الأصليين،[٣]وقد كانت القبائل في غريان عبارة عن قبائل أمازيغية مستعربة، ويمتهن أهالي مدينة غريان حرفة صناعة الخزف، بالإضافة إلى أنهم يعيشون على الزراعة وخاصة زراعة أشجار الزيتون التي تنتشر في جميع الأراضي المأهولة بالسكان في غريان.[٢]
مَعْلومَة
بدأ فتح الطرق في مدينة غريان عند دخول الإيطاليين للمدينة؛ إذ إنهم شقوا بعض الطرق بالجبال وبدؤوا ببناء سكة حديد تصل طرابلس والعزيرية معًا خلال منتصف القرن الماضي، وبلغ طولها 90 كيلومترًا، إلا أنّها دُمرت عند دخول البريطانيين للمدينة أثناء الحرب العالمية الثانية، وبيعت قطعًا من الحديد، ومن الجدير بالذكر أن مدينة غريان ذات طبيعة خلابة، وتربتها خصبة حمراء غنية، وكانت تشتهر بزراعة أشجار الزيتون، كما كانت تنتشر فيها المعاصر القديمة المشهورة بعصر الزيتون وإنتاج الزيت، كما اشتهرت بزراعة الحبوب كالقمح، والشعير، وأيضا زراعة الأشجار المثمرة كشجر التين، واللوز، والرمان، والعنب، واشتهرت أيضًا بزراعة الزعفران والتبغ.[٣]