السفر إلى بشكيك

بشكيك

مدينة بشكيك هي عاصمة دولة قرغيزستان، تقع شمالها في الجهة الشمالية من جبال ألاتو في وادي تشوي، وترتفع عن سطح البحر حوالي ألف متر، ويحيط بها الجبال الشاهقة، وتبلغ مساحتها حوالي 127 كيلومترًا مربعًا، ويعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر، وما زالت تحافظ على الملامح السوفياتية السابقة، وتحتوي على العديد من المنتزهات والحدائق الجميلة، والأراضي الخضراء.[١] شُيّدت مدينة بشكيك عام 1878م كقلعة روسية، ثم سميت باسم فرونزية نسبة إلى القائد البلشفي ميخائيل فرونزية، وخلال العهد السوفياتي كانت هذه المدينة عبارة عن مقر للعديد من المصانع، ولكن أغلبها أُغلق، وكانت أيضًا مقرًا رئيسيًا لتدريب الطيارين، ومن ضمن طلابها كان الرئيس المصري السابق حسني مبارك.[١]

وتشير الدراسات التاريخية إلى أن أول من سكن في مدينة بشكيك هم قبائل بدوية قدمت من مناطق مختلفة من شمال قارة آسيا، ثم قامت قبائل بدوية تركية بغزو هذه المنطقة، واستمر الأتراك بالتدفق إليها، ومع أوائل القرن الثالث عشر للميلاد قام المغول باحتلالها واحتلال المناطق المحيطة بها، وأسسوا أقاليم أطلقوا عليها اسم خانات، وبذلك يُرجّح بأن أصل سكان قرغيزستان ينحدر من تلك القبائل المغولية والتركية، وفي بداية القرن السابع عشر للميلاد دخل الإسلام إلى هذه المنطقة، ولكنها بقيت تحت سيطرة المغول حتى عام 1758م، ثم سيطر الصينيون على المنطقة حتى فترة الثلاثينيات من القرن التاسع عشر.[١] قامت الإمبراطورية الروسية بفرض سيطرتها على وسط آسيا وذلك في نصف القرن التاسع عشر، وفي عام 1876م جعلت هذه المنطقة إقليمًا روسيًا، وسيطرت على مساحات واسعة من قرغيزستان، وفي عام 1936م تحول هذا الإقليم إلى جمهورية سوفياتية اسمها جمهورية قرغيزيا السوفياتية الإشتراكية، وبقيت كذلك حتى 1991-8-31 م عندما أعلنت استقلالها، وانضمت قرغيزستان إلى رابطة الدول المستقلة، والتي حلّت مكان الجمهوريات السوفياتية.[١]


تسميتها وسكانها

حسب إحصاءات أجريت عام 2014 م بلغ عدد سكان بشكيك حوالي أكثر من مليون نسمة، وبلغ عدد المسلمين فيها حوالي 70%، وعدد السكان الروس حوالي 9%، والأوزبك حوالي 14.5%، وبعض الأقليات الضئيلة من الأوكران، والكزخ، والإيغور، والتتر، وتعد مدينة بشكيك من أهم المراكز الثقافية، والإقتصادية، والسياحية في المنطقة، وتعد من أكثر المدن المناسبة للعيش في منطقة آسيا الوسطى، وذلك بسبب قدرتها على الجمع بين الموروثات القديمة التقليدية والتطورات العصرية الحديثة.[١]

سميت مدينة بشكيك بهذا الاسم نسبة إلى الكلمة الروسية "بشكيك"، وتعني الآداة التي تستخدم في تحويل لبن الخيل إلى شراب يعرف باسم "كوميس"، ويعد الشراب الوطني في تلك البلاد.[٢] ويرجع أصل تسمية المدينة بيشكيك إلى الكلمة الروسية ”بشكيك” التي تعني الآداة المستخدمة في تحويل لبن الخيل إلى الشراب المعروف باسم “كوميس”، والذي يعدَُ الشراب الوطني في البلاد.


أهم المعالم السياحية في بشكيك

فيما يأتي أهم المعالم السياحية في مدينة بشكيك:[٣]

  • ميدان علاء تو: يعد ميدان علاء تو من أهم المعالم السياحية في مدينة بشكيك، وذلك لتجمع العديد من الأماكن السياحية فيه، ويحتوي على مقاعد والعديد من نوافير الماء أشهرها النافورة التي يوجد فوقها تمثال ماناس، والذي بني في الذكرى العشرين لحصول البلاد على استقلالها، ثم شيّد الميدان عام 1984م؛ لإحياء الذكرى الستين لاستقلال قرغيزستان عن الإتحاد السوفيتي، ويعد ميدان علاء تو من أكثر الأماكن التي يمكن للسكان المحليين الذهاب إليها، إذ تُقام أغلب المهرجانات الترفيهية، والوطنية، والإحتفالات فيها.
  • ساحة أوك: يعود عمر ساحة أوك إلى عمر مدينة بشكيك العاصمة، وتنتشر أشجار السنديان فيها، ويرجع عمر هذه الأشجار إلى عام 1890 م، والتي زرعها طلاب المدرسة الزراعية في ذلك الوقت، وتعد ساحة السنديان من أهم المنتزهات التي يفضل أهالي المدينة زيارتها، والاستمتاع بمطاردة السناجب الحمراء المنتشرة في أرجائها، والجلوس تحت أشجارها العملاقة، وتحتوي الساحة على كنيسة قديمة، ومعارض فنية، ومسرح يُعرض فيه الدراما السوفيتية، وتقسم ساحة أوك إلى قسمين، فالقسم الأول يحتوي على الحديقة التي تنتشر فيها أشجار البلوط الضخمة، والقسم الثاني يحتوي على المركز الثقافي الذي يضم المباني التاريخية وبعض التماثيل والآثار، وتضم الحديقة أيضًا نافورة الطاسات الاثني عشر، ويوجد وسط النافورة مسلّة، يصل ارتفاعها إلى 11 مترًا، لإحياء ذكرى الجنود الذين قتلوا في الحروب الوطنية.
  • الحديقة النباتية: أقيمت الحديقة الوطنية في عام 1938م، وتعد جزءًا من الأكاديمية الوطنية للعلوم في بشكيك، وتعد أفضل حديقة نباتية في دول الإتحاد السوفياتي في السابق وفي دول وسط آسيا، وذلك من حيث التنوع النباتي فيها، وتحتوي الحديقة على أكثر من 2500 شجيرة وشجرة، و 3500 زهرة، وأكثر من 8000 من أشجار الفاكهة، وتبلغ مساحتها 124 هكتار، ويُسمح بزيارة 36% من أراضيها، وتحتوي على أربعة معامل تستخدم لأغراض البحث العلمي، وينصح بزيارتها في فصل الربيع.
  • المتحف التاريخي الوطني: شُيّد المتحف التاريخي الوطني عام 1927 م، ويضم عددًا من الآثار التي تعود للعهد السوفيتي، كالجداريات، والمنسوجات، والسجاد على اختلاف أنواعه، وقد استخدم في السابق كمقر لجهاز المخابرات السوفيتية، وأما في الوقت الحالي فقد خُصص الطابق الأول من المتحف لعرض التراث القومي القرغيزي، وأما الطابق الثاني منه فيستخدم لعرض مخلّفات العصر الشيوعي، والطابق السفلي للمتحف يستخدم لعرض الفضة والذهب، ولا يُسمح بدخوله إلا مقابل دفع مبلغ من المال.
  • ميدان النصر: شُيّد ميدان النصر من قبل الحكومة السوفييتية، وبُني نصب تذكاري فيها، وذلك تخليدًا لذكرى انتصارها في الحرب بالرغم من عدم وصول الحرب العالمية الثانية إلى منطقة قرغيزستان، ويشبه النصب التذكاري شكل الخيمة.
  • سوق أوش: يعد سوق أوش من أهم المعالم السياحية في مدينة بشكيك، ويعد التمر والجبن المملح من أهم وأشهر ما يعرض في السوق، بالإضافة إلى الأطعمة المحلية، والأجهزة الكهربائية، والملابس، والفواكه والخضروات.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "بشكيك"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-20. بتصرّف.
  2. "بيشكيك عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 عن المنطقة الأسيوية"، إيسيسكو، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-20. بتصرّف.
  3. "أهم الأماكن السياحية في بشكيك عاصمة قرغيزستان بلاد الجمال والجبال"، مرتحل، 2017-8-13، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-20.لابتصرّف.

فيديو ذو صلة :