عمل المرأة
المرأة في الإسلام كالرجل، فهي منه وهو منها، وخلقهما الله عز وجل للعمل في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}،[١] فالمرأة مكلفة كالرجل بالعمل وهي مُثابة عليه بقدر ما يخدم دينها ومجتمعها فهي مُثابة على عملها الحَسن في الآخرة ومُكافأة عليها في الدنيا، كما في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}،[٢] ودائمًا ما يُقال بأن المرأة هي نصف المُجتمع، فلا يتصور أحد أن الإسلام يمكنه ان يُعطّل نصفه بالكامل ويفرض عليه الجمود والشلل التام، إذ ورد عن الصحابيات الفاضلات وزوجات النبي عليه الصلاة والسلام بأنهم عملوا وساعدوا مجتمعهم ودينهم بوقوفهم جنبًا إلى جنب مع الرجال في العديد من المواقف المذكورة في الكتب التاريخية الإسلامية، ولكن يقع على عاتق المرأة حمل أكبر هو التربية الأسرية، فتحرص على الموازنة بين العمل الخارجي وتدبير أمور أسرتها وكل هذا مُثابة عليه عند الله الكريم.[٣]
حكم عمل المرأة المتزوجة
كرّم الدين الإسلامي المرأة وصانها وحفظ حقوقها ورفع من شأنها، ولم يمنعها من العمل في حال رغبت أو اضطرت لذلك سواء كانت متزوجة أو غير ذلك، لكن مع الحرص على الابتعاد عن العمل الحرام أو الذي تشوبه الشُبهات، أو العمل الذي يتطلب لباس لا يرضاه الدين الإسلامي، وينبغي أن تكون تقية ألا تُفتَن ولا تَفتِن، وتحرص على مخاطبة الرجال في عملها وفقًا للآداب التي يفضلها الدين الإسلامي وذلك المخاطبة بصوت رزين وهادئ، وتجنب علوّ الصوت، والحرص على التعامل مع زملائها بحشمة وفي حدود العمل فقط وتجنب الخلو مع أي زميل مهما كانت الظروف، ومن شروط عمل المرأة أن يكون العمل حلالًا وتتجنب العمل في أماكن الشُبهات أو أي عمل يرفضه الدين الإسلامي مثل أن يتخلله ربا أو نصب وغيرها.[٤]
ضوابط عمل المرأة
يكون عمل المرأة المتزوجة ضمن الضوابط الآتية:[٥]
- حاجة المجتمع لعملها أو حاجتها للعمل: ويعني ذلك أن المجتمع إذا طلب عمل المرأة سواء في التدريس أو التمريض فينبغي أن تُلبي الطلب، أو في حال احتاجت للعمل لتعيل نفسها أو عائلتها، ولكن الأصل أن يعمل الرجل كي يعيل عائلته.
- سلامة العمل من الخلوة بين الرجال: أوجب الإسلام البعد عن الخلوة بالرجال تحت أي ظرف، وذلك في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}.[٦]
- أن يكون العمل متفقًا مع طبيعة المرأة: ينبغي أن يتلائم العمل مع طبيعة المرأة الجسدية، فلا يجوز أن تعمل في معامل ذات أشغال شاقّة.
- قبول وليّ المرأة بالعمل: ينبغي أخذ إذن ولي أمر المرأة سواء أب أو زوج ونحوهما.
مَعْلومَة
توجد أمثلّة ومواقف عديدة لعمل المرأة في الإسلام، ومنها عمل سيدتنا خديجة بنت خويلد التي كانت من أصحاب رؤوس الأعمال في مكة المكرمة وكان لها شأن كبير، إذ كانت لها تجارة تبعثها إلى الشام، فكانت تستأجر الرجال ليجلبوا لها البضائع فيبيعونها وتجازيهم عن ذلك عوضًا ماليًا، فلا مثال أوضح من مثال عائشة عليها السلام في جواز العمل، فكانت تستأجر عيرًا ليجلبوا البضائع وكان يخرج على هذه العير خير الرجال سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأيضًا يوجد مثال لصحابية جليلة هي الربيع بنت معوذ بن عفراء التي كانت ترافق الرسول عليه الصلاة والسلام أثناء المعارك والغزوات لتداوي الجرحى وتسقيهم.[٧]
المراجع
- ↑ سورة الملك، آية: 2.
- ↑ سورة النحل، آية: 97.
- ↑ "عمل المـرأة"، ksu.edu، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "ما حكم عمل المرأة؟"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "ضوابط عمل المرأة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 53.
- ↑ "عمل المرأة في الإسلام ..نماذج من عمل الصحابيات"، women-in-islam، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2020. بتصرّف.