- ذات صلة
- بحيرة مونفورت
- بحيرة ايبسي
بحيرة الحولة
هي عبارة عن مجمع مائي لنهر الأردن الجبلي، تقع بين منحدرات جبل الشيخ التي تقع شمالها، وبين بحيرة طبريا التي تقع في جنوبها، وجبال الجليل الشرقية غربها، وهضبة الجولان إلى الشرق منها، وقد تكونت نتيجة تجمع مياه الجبال والتي جرفت كميّات من الطين معها مما أدى إلى تكوّن بحيرة صغيرة جميلة جدًا، وتتميز البحيرة بتكوينها لجرن كبير صعّب خروج الماء من البحيرة، وتكونت المستنقعات شمال البحيرة نتيجة تراكم كميات من الطين والمجروفات وارتفاع مصب البحيرة إلى نهر الأردن الجبلي، وقد اكتست البحيرة بأعشاب كثيفة شكلت عامل جذب لحيوانات بحرية كالجواميس التي انتشرت فيها ولطيور نادرة، ولانتشار الملاريا في المناطق المجاورة، وقد استوطنت عشرات العشائر العربية والفلسطينية والقبائل المنطقة واعتمدت في رزقها على تربية الجواميس وبيع القصب في السوق؛ لإنتاج أشغال قصبية وقشّية، واعتمد بعض السكان على صيد الأسماك وزراعة الأرز بمساحات محددة، نتيجة وفرة المياه التي يحتاجها الأرز.[١]
وقيل أن سبب تسمية البحيرة بهذا الاسم نسبة إلى أحد أبناء آرام، وأطلق السكان المحليون عليها تسميات مختلفة منها بحر بانياس وذلك نسبة إلى نهر بانياس، وسميت الملحة والملاحة وذلك نسبة إلى القشور الملحية الموجودة في بعض السبخات التي تجاور البحيرة، وسميت ببحر حيط وذلك نسبة إلى منطقة حيط المعروفة بزراعة الأرز، وقد سميت أيضًا بسمكون وقدس لكثرة الأسماك فيها ولقرب موقع القدس القديمة منها.[٢]
تجفيف بحيرة الحولة
يمتد طول بحيرة الحولة لحوالي 5 كم، وعرضها 4 كم، وقد قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في فترة رئاسة بن غوريون في بداية الخمسينيات البدء في مشروع لتجفيف مساحات واسعة من البحيرة للتخلص من مرض الملاريا وللاستفادة من المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية، وبدأ مشروع التجفيف في عام 1951 وانتهى عام 1958، وحوّلت مساحة تقدر بـ 70 ألف دونم إلى مستوطنات للاستفادة منها في الزراعة، [١] إلا أن خبراء الزراعة والري في إسرائيل قد اكتشفوا أن مشروع تجفيف البحيرة نتجت عنه مضار كثيرة للطبيعة والبيئة، وتبيّن أن مساحات كبيرة منها ليست صالحة للزراعة بسبب ترسبات الأملاح، مما دعاهم إلى محاولة إحيائها قبل سنوات، وفي دراسة حديثة أكد باحث إسرائيلي مختص في شؤون البيئة والبحيرات والأنهر أن تجفيف بحيرة الحولة في السنوات الأولى بعد النكبة أدى لتطورات سلبية ورافقتها تغيرات مناخية في المنطقة، واستند الباحث على خرائط قديمة للحولة، كما استند على معطيات هطول الأمطار في فترة الاستعمار البريطاني، وكان من ضمن استنتاجاته أن معدل درجات الحرارة في الحولة قد تعرّض لـ 3 تحولات جوهرية من سنة 1946 إلى سنة 2008، وفي هذه الفترة تدخلت إسرائيل مرتين بالطبيعة، كانت الأولى عندما جففت الحولة وكانت الثانية عندما غمرت أجزاء منها عام 1990.[٣]
ونبه الباحث على أن سهل الحولة ظلت تربته مكشوفة بعد تجفيف البحيرة في ظل زراعة غير منتظمة، وربط الباحث بين ارتفاع درجة الحرارة في محيط البحيرة في السنوات الأخيرة وبين تجفيفها؛ لأن مياهها كانت تمتص قسمًا من الطاقة الحرارية لأشعة الشمس، ومع مرور السنوات تبيّن أن أرضية البحيرة مليئة بالأملاح بعد تجفيفها ولا تصلح للزراعة بل شبت فيها حرائق كثيرة، نظرًا لسهولة اشتعال المواد العضوية المتعفنة الموجود فيها مما دفع المزارعين لتركها، وتقلصت تربة الحولة بعد تجفيفها وهبطت لثلاثة أمتار عن الارتفاع الأصلي لها.[٣]
بحيرة الحولة قبل النكبة
عاش في مياه الحولة 16 نوعًا من أنواع الأسماك، و95 نوعًا من القشريّات، و30 نوعًا من الحلزونيّات، و7 أنواع من الزواحف والبرمائيات أهمها ضفدع الحولة الفلسطيني الملون وهو الوحيد من نوعه في العالم، وجمعت طيورًا من 3 قارات وجذبت طبيعتها عشرات الأنواع من الحيوانات الثديية أهمها سنّور الأدغال وجاموس الماء والغزلان البريّة والخنازير البرية وابن آوى الذهبي، وتعد محطة هامة للطيور في موسم هجرتها من إلى الجنوب والشمال، وكانت الموطن الأقصى في الشمال لنبتة البردي الإفريقية، وكانت تمتزا بأصالة معالمها التي كانت تمتد على مساحة 100 ألف دونم من الماء، وكانت تتغذى من مياه الأمطار وجداول هضبة الجولان ونهر الأردن، وتمتعت بثروات كبيرة من الكائنات الحية المختلفة والنادرة، وعلى ضفافها كانت تعيش قرى كثيرة للسكان الفلسطينيين منها قيطية والعابسية والدوارة والخالصة والزاوية والمنصورة وغيرها الذين عاشوا على زراعة القطن والأرز وصيد الأسماك وصناعة الحصر والقش، وهاجر معظمهم إلى لبنان وسوريا، ولم يبق أثر لسكانها الأصليين سوى صورة تجسم فلاحًا وابنته دون إشارة أو توضيح لماضيهم على عكس صورة الطيور والحيوانات التي عاشت وحظيت بشروح وتوضيحات كثيرة.[٣][٤]
المراجع
- ^ أ ب "بحيرة الحولة"، madarcenter، اطّلع عليه بتاريخ 14-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "بحيرة الحولة"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 14-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "بحيرة الحولة.. ضحية الرجل الأبيض الإسرائيلي"، alquds، اطّلع عليه بتاريخ 14-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "ستة وخمسون عاماً على تجفيف بحيرة الحولة تكشف بأن البيئة الطبيعية من أكبر ضحايا الاستعمار الصهيوني"، maan-ctr، اطّلع عليه بتاريخ 14-8-2019. بتصرّف.