تاريخ جزيرة سردينيا
سيطر الرومان على الجزيرة في القرن الخامس الميلادي، لكنها لم تتعافَ من هجمات القبائل الوندالية القادمة من شمال أفريقيا، ثم سيطرت عليها بحلول عام 530، ومع وصول الفتح الإسلامي إليها سنة 809 تحالف حاكم المنطقة المسيحي مع بعض الدويلات المجاورة في سبيل إخراج الجيش الإسلامي، وقد نجح هذا التواصل بالفعل سنة 1014م، وحديثًا تمتعت البلاد بكيان سياسي مستقل، ثم خضعت لنفوذ النمسا فترة قليلة إبان القرن الثامن عشر، ثم سيطر عليها الفرنسيون بقيادة نابليون، وفي عام 1861 شكلت مع إمارات الشمل الغربي نواة الوحدة من إيطاليا، ثم صدر في أواخر أربعينيات القرن الماضي دستوررنص على منحها وضعًا خاصًا يكفل لها استقلالًا إداريًا تامًا عن المصالح الإدارية الإيطالية، وقد ظلت بالفعل مستقلة وهو وضع حرصت عليه كل القوى في المنطقة نظرًا لأهمية الجزيرة استراتيجيًا وتجاريًا، وسنتحدث في هذا المقال حول موقع الجزيرة بشيء من التفصيل مع وصف لتضاريسها، بالإضافة إلى سرد معلومات قيمة تهم المسافر.[١].
موقع جزيرة سردينيا
هي جزيرة سياحية مميزة تقع في الجهة الغربية من البحر الأبيض المتوسط، وهي ثاني أكبر جزيرة في البحر بعد صقلية، وفي وصف أدق تقع غرب شبه الجزيرة الإيطالية، تحدها جزيرة كورسيكا الفرنسية شمالًا، وجزيرة صقلية جنوبًا، ويعد موقعها استراتيجيًا مميزًا لأنها في منتصف المسافة بين السواحل الشمالية الغربية لتونس والسواحل الشرقية للجزائر والشواطئ الفرنسية، وبذلك تبلغ مساحتها الكلية 24 ألف كيلو متر مربع وهي مساحة قليلة، علمًا أنها جزيرة طولية تمتد من الشمال إلى الجنوب على مسافة 267 كيلو متر، وتجدر الإشارة إلى أن تضاريسها منخفضة عمومًا، فأعلى قمة فيها لا يزيد ارتفاعها عن 1.834 مترًا عن مستوى سطح البحر، ولكن هذا لا يعني انعدام الجبال؛ إذ يوجد جبال جنار جنتي في شرقي الوسط، وسلسلة أخرى أقل ارتفاعًا في الجنوب، وأما سهول الجزيرة فأبرزها سهل الكمبدانو الذي يمتد فيه نهرا فلمندوزا وتريسو بما يجعله أهم منطقة رعوية فلاحية[١].
معلومات هامة قبل السفر إلى سردينيا
تعد الجزيرة سياحية بامتياز كونها تنعم بطبيعة ساحرة وشواطئ بيضاء وطقس مميز، ناهيك عن العديد من تجارب الترفيه الفريدة من نوعها، وفي ما يلي مجموعة من النصائح تهم المسافر إلى المكان يمكن إجمالها في ما يلي:
- إمكانية الوصول إلى الجزيرة عبر 3 مطارات منها كالياري وهو الأكبر ويبعد ستة كيلومترات عن المدينة، ومطار أولبيا كوستا سميرالدا ويبعد 3 كم عن وسط المدينة، وأخيرًا مطار ألغيرو ويبعد 8 كم عن المدينة علمًا أنه الأصغر.[٢]
- أفضل وسيلة لاستكشاف الجزيرة برًا عبر السيارة، مع إمكانية استئجارها بأسعار معقولة، علمًا أن الطرق جيدة ومحطات الوقود متوفرة في كل مكان.[٢]
- يعد فصل الصيف في الجزيرة موسم ذروة وازدحام يتخلله ضغط كبير على المرافق السياحية ككل، خاصة مرافق الإقامة سواء الفنادق أو الشقق أو أماكن التخييم، وعليه ينبغي الحجز المبكر للحصول على سعر مناسب ومكان مناسب، ومن أفضل أماكن الإقامة منطقة ألغيرو شمالًا، وكالياري جنوبًا.[٢]
- تشتهر الجزيرة بطعامها المميز بالمذاق الرائع ومن أشهر ما تقدمه للسائح المعكرونة الإيطالية والمأكولات البحرية، ناهيك عن البيتزا واللحوم، ولذوي الدخل المحدود يمكن توفير المال وإعداد الطعام ذاتيًا من خلال شرائه من المحال والأسواق التي تقدم كل ما يحتاجه الزائر من منتجات وأطعمة.[٢]
- على الرغم من شهرة شواطئ الجزيرة وتميزها إلا أنها ليست الوجهة السياحية الوحيدة؛ إذ يوجد الكثير من المناظر الطبيعية والتاريخ الغني.[٢]
- لغة سكان الجزيرة هي الإيطالية، ولذلك ينبغي تعلم بعض الكلمات الإيطالية المهمة لتسهيل التواصل، لا سيما وأن الإنجليزية غير منتشرة بين السكان بكثرة، رغم ذلك يمكن السفر إلى المدينة والاستمتاع بها لأن أهلها يرحبون بالزوار.[٢]
- موسم الذروة في الجزيرة خلال شهري تموز يوليو وآب أغسطس مما يعني أن الأماكن مزدحمة والأسعار مرتفعة طوال هذه الفترة المذكورة، وعليه فإنها لا تناسب ذوي الدخل المحدود، وينصح الخبراء كل الباحثين بتوفير المال ومحبي الهدوء بعيدًا عن الضجيج والازدحام فإن فصلي الربيع والخريف هما الأنسب للزيارة[٢].
- أشهر ساحل في سردينيا هو ساحل الزمرد ويعد الأجمل على مستوى أوروبا ككل، فرماله بيضاء نقية، ومياهه كريستالية لامعة، كما أنه مجهز بالفنادق والمنتجعات والمطاعم التي تقدم أشهى المأكولات، ناهيك عن نوادي الجولف، والمقاهي، وعليه يمكن القول إنه يقدم كل وسائل الرفاهية والاسترخاء التي تناسبة الكبار والصغار، ولا ننسى خدمات طائرة الهليلكوبتر، والطائرات الخاصة التي يمكن للسائح قيادتها إلى جانب الكابتن، ولا تقف حدود الجاهزية إلى هنا فقط بل إن الساحل يوفر خدمة التسوق للزوار من خلال متاجر مختلفة تقدم خدمات عديدة، وعليه فلا غرابة أن يحظى الزائر بمقابلة مشاهير الفن ورجال الأعمال والوزراء وغيرهم، ومن السواحل المميزة أيضًا ساحل كوستا ري جنوب شرق الجزيرة، وساحل فيلازيموس، ناهيك عن ساحل سيا وتويلادا في الجنوب الغربي.[٣]
- من أبرز الشواطئ لابيلوسا في الشمال الذي يوفر للزوار حمامات الشمس، والسباحة، والغوض، وغير ذلك من الرياضات والأنشطة المائية.[٣]
- تحتضن الجزيرة ما يزيد عن ألفي كوخ، وهي وسيلة ترفيه وتأمل وتعليم تحكي عن ثقافة الجزيرة، كما ويمكن للمهتمين بالثقافة والتراث الفكري زيارة القرى القديمة في الجزيرة والتعرف على شكل منازلها، وطرق معيشتها ومقارنتها مع الأكواخ من حيث أوجه الشبه والاختلاف.[٣]
- تشهد الجزيرة مهرجانات عديدة خلال فصل الصيف من أشهرها مهرجان الخيول، ومهرجانات الأطعمة، ومهرجانات الموسيقى، كما يتخللها مسابقات عديدة تضفي جوًا من المتعة والإثارة والتشويق[٣].
المراجع
- ^ أ ب "سردينيا.. جزيرة إيطالية بوضع خاص"، الجزيرة، 25-9-2016، اطّلع عليه بتاريخ 9-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ رباب فاروق (12-7-2018)، "معلومات مفيدة قبل السفر إلى جزيرة سردينيا الإيطالية"، موسوعة المسافر، اطّلع عليه بتاريخ 9-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "السياحة في جزيرة سردينيا"، المرتحل، 11-4-2018، اطّلع عليه بتاريخ 9-8-2019. بتصرّف.