تاريخ مدينة فاس
فاس هي إحدى الدّول المغربيّة وثاني أكبر مدينة بالمغرب من حيث الكثافة السكانيّة، وهي مدينة تاريخيّة قديمة فيها عدد كبير من المساجد والمزارات والآثار الموغلة في القدم، فكانت بداية تأسيس المدينة على يد إدريس الثاني الذي اتّخذ من المدينة عاصمة للدولة الإدريسيّة، ويعود تاريخ مدينة فاس للقرن 2 للهجرة عندما أسس إدريس الثاني الدّولة الإدريسيّة عام 789م، فبنى مدينة على ضفة نهر فاس، ثم وفدت العائلات العربيّة ليقيموا في المدينة فأسسوا أول أحيائها والذي عرف باسم حيّ القرويين، ثمّ سكن الأندلسيون المدينة وأسسوا لهم حيّ خاص يحمل اسمهم، وبعد وفاة مؤسس المدينة بنى ابنه مدينة ثانية على الضفة الثانية من النّهر، وعندما دخل المرابطون للمدينة أمر قائدهم يوسف بن تاشقين بتوحيد أجزاء المدينة لتصبح مدينة واحدة، فأصبحت مدينة فاس قاعدة حربيّة للدول التي حكمت المنطقة، وأسس فيها جامعة وعدد من المراكز الدّينيّة والعلميّة الأمر الذي جعل المدينة المقصد الأول للطلاب والعلماء من جميع الأنحاء، وفي فترة سيطرة الأمويين على المدينة شهدت فاس ازدهارًا كبيرًا ونهضة علميّة وتجاريّة واقتصاديّة، وبعد سقوط الخلافة الأمويّة احتل المرابطون المدينة، ثمّ احتلها الموحدون الذين دخلوها في عام 1143م، ثم وقعت المدينة تحت حكم المرينيين الذين اتخذوها عاصمة لهم، وشهدت المدينة عصرها الذهبي عندما بنى المرينيين الحصون والأسوار والمساجد والحدائق، وفي عام 1912 احتل الفرنسيون المدينة لمدّة تزيد عن الأربعين عامًا وحوّلوا عاصمة المغرب من فاس إلى الرّباط. [١]
موقع مدينة فاس
تقع مدينة فاس في شمال شرق المغرب ضمن وادٍ خصيبٍ ومنطقة ساحليّة، ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي المليون ونصف المليون نسمة، وتكمن أهميّة موقع مدينة فاس في غزارة مياهها وتجمّع مياه الأمطار بين طبقات الصخور الكلسيّة والتي تتحوّل مع الوقت لمياه جوفيّة تنفجر عنها العديد من الينابيع والأنهار وعيون المياه، فتصل قنوات المياه لكل مسجد وحيّ وبيت في المدينة، الأمر الذي جعل المدينة تقاوم حصار الأعداء لها على مرّ تاريخها، وفي مدينة فاس الغابات الكثيفة التي تحتوي على أشجار البلوط والأرز والخروب والي يُستفاد من أخشابها في صناعة الأثاث عالي الجودة، وأراضي فاس هي أراضي زراعيّة بامتياز إذ تزرع العديد من المحاصيل والأشجار في المدينة من أشجار العنب وأشجار الفواكه والحمضيات، ولكثرة تنوّع المحاصيل الزراعيّة كالبرتقال والتين والرّمان والزيتون تبدو المدينة من الأعلى وكأنها زمرديّة اللون، وتنقسم مدينة فاس لثلاثة أقسام؛ فاس البالي وهي المدينة القديمة، وفاس الجديدة والتي تعود للقرن 13م، والمدينة الجديدة التي بناها الفرنسيون، ومدينة فاس المصنّفة من قبل الأمم المتحدة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1981م، وتتأثر المدينة بالمناخ القاري، إذ تصل درجات الحرارة صيفًا إلى 45 درجة مئويّة، وفي الشتاء يكون الطقس باردًا وماطرًا. [٢]
المعالم السياحيّة والأثريّة في مدينة فاس
تتمتّع مدينة فاس بوجود عدد كبير من المعالم الأثرية نتيجة لتعاقب عدد كبير من الدول والحضارات على المدينة، ومن أهم هذه المعالم: [٣]
- مدرسة العطارين: وهي مدرسة قديمة تأسست عام 1325م، ويمتاز تصميم المدرسة بالتعقيد والتميّز، إذ بناها بوسيد من أعمال الزليج والزخارف الخشبيّة، والطابق العلوي للمدرسة يتألف من عدّة غرف كانت فيما مضى موطنًا لطلاب العلم.
- حيّ الملاح: وهو واحد من أقدم الأحياء في المدينة وأحد الأحياء التي سكنها اليهود، يقع شرق القصر الملكي وفيه العديد من المنازل الأثريّة التي كان يقطنها اليهود، ومن أهم معالم الحي المقبرة اليهوديّة والمتحف اليهودي والذي يضم عددًا كبيرًا من القطع الأثريّة القديمة.
- برج نودر: وهو برج مرتفع يمكن للزائر عند الصعود لأعلى البرج مشاهدة المدينة كاملة، ويعود البرج للقرن 16 الميلادي ويضم بداخله متحف عسكري كبير ومقابر ميرينيد الذّهبيّة.
- مسجد القرويين: وهو مسجد قديم يعود لعام 857 م، أسسه المهاجرين التونسيين الذين جاؤوا من القيروان، وهو مسجد ضخم يستوعب 20 ألف مصلٍّ، ويحوي واحدة من أقدم المكتبات في العالم، وفيه عدد كبير من الكتب ونسخة قديمة للمصحف الشريف تعود للقرن التاسع الميلادي.
- متحف البطحاء: يقع المتحف ضمن القصر الإسباني، ويضم مجموعة من الأعمال والتحف اليدويّة الخشبيّة والمنحوتات والسّجاد وقطع المجوهرات، وتوجد غرفة خاصة في المتحف هي غرفة القرميد فيها عدد كبير من قطع القرميد الزرقاء والفضيّة اللامعة.
المراجع
- ↑ "مدينة فاس سحر الحاضر وعبق التاريخ"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 4-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "فاس"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 4-9-2019. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في فاس المغرب .. و أجمل 10 أماكن سياحية"، murtahil، اطّلع عليه بتاريخ 4-9-2019. بتصرّف.