محتويات
موقع نيسابور
تقع مدينة نيسابور في الجزء الشمالي الشرقي من إيران، وعلى بعد يبلغ حوالي 74 كيلومتر غرب مدينة مشيد، وقد تغير موقع تلك المدينة عدة مرات عبر العصور التاريخية، إذ تقع حاليًا على ارتفاع يبلغ حوالي 1213 مترًا عند سفوح جبال بنيد الجنوبية، وفي سهل واسع وخصب، إذ تُنتج فيها محاصيل الحبوب والقطن، كما تطورت فيها العديد من الصناعات؛ كصناعة السجاد والفخار، بالإضافة إلى التسويق الزراعي، وترتبط المدينة بريًا بسكة حديد تصلها بالعاصمة طهران ومشيد.[١]
تاريخ نيسابور
يُطلق على نيسابور أيضًا اسم نيشابور، وقد اشتق اسمها من مؤسسها الملك الساساني شابير الأول، وقد كانت تلك المدينة إحدى المدن الأربع الكبرى في منطقة خراسان، كما كان لها أهمية بالغة في ذلك الوقت؛ إذ كانت مقرًا للملك الساساني يزدغرد الثاني الذي حكم البلاد خلال الفترة الممتدة بين عامي 438 م و457 م، وقد دخل العرب خراسان في منتصف القرن السابع الميلادي، وازدهرت المدينة تحت حكم الأسرة الحاكمة خلال الفترة الممتدة بين عامي 821 م و 873 م، وظهرت أهميتها أكثر في عهد الأسرة السامانية التي انتهى حكمها للمنطقة في عام 999 م، وجعل أول حاكم سلجوفي من نيسابور مقرًا لإقامته في عام 1037م، إلا أن أهميتها انخفضت في القرن الثاني عشر الميلادي، كما تعرضت مرتين لزلزال مدمر خلال القرن الثالث عشر الميلادي، بالإضافة إلى تعرضها إلى الغزو المغولي.[١]
كشفت الحفريات الأمريكية التي كانت خلال الفترة بين عامي 1934م و1940م عن بقايا تعود إلى فترات السلاجقة وما قبل السلاجقة في المدينة، كما تضم مقبرة للشاعر عمر الخيام الذي عاش خلال القرن الثاني عشر الميلادي على بعد 6 كيلومترات من المنطقة الجنوبية الشرقية، بالإضافة إلى قبر الشاعر والصوفي فريد الدين عيار،[١]ويُزعم بأن تلك المستوطنة تعود إلى زمن الشتات المبكر، إذ يدعي المسافر اليهودي بنيامين توديلا بأن تلك المنطقة كان يسكنها أحفاد القبائل اليهودية دان، ونفتالي، وآشر، وزبولون، وقد اتحدوا تحت قيادة أمير يهودي يُدعى جوزيف أماركالا، وقد شاركت تلك القبائل بالزراعة والحرب في تحالفات مع الأتراك.[٢]
أقدم مناطق نيسابور
تعد مدينة نيسابور أكبر مدينة في محافظة رضوي في خراسان، كما أنها تعد رمزًا للحضارة والتاريخ والثقافة، وتعد منطقة شادياخ أقدم جزء فيها، وقد بُنيت خلال القرن التاسع الميلادي، إلا أن زلزالًا قويًا بلغت قوته حوالي 7.6 درجة أدى إلى تدميرها بالكامل، وقد كانت تلك المنطقة ذات أهمية بالغة لسكان نيسابور، إذ كانت واحدة من أفضل أجزاء مدينة نيسابور، كما كان القصر الموجود فيها مكانًا للنبلاء والعلماء والمفكرين والكتاب، وقد كان تدمير ذلك القصر متزامنًا مع الغزو المغولي للمنطقة، كما تعرض أيضًا لزلزال قوي أدى إلى تدميره بالكامل.[٣]
تميز تاريخ تلك المنطقة بفترات من الصعود والهبوط؛ إذ أمر يعقوب بن الليث الصفار بزراعة الأشجار حول شادياخ عند دخوله إلى نيسابور، إلا أنه بعد سنوات قطعت تلك الأشجار واستبدلت بالمنازل، كما كانت المنطقة مقرًا لتسيير شؤون البلاد خلال عهد إمبراطورية قزنافي وسمانيد، وقد اكتشف علماء الآثار بعض أجزاء من القصر الخاص بشادياخ، بالإضافة إلى بعض الهياكل العظمية، والأبراج المحصنة، والزجاج، والفخار، والمزهريات، وقد أظهرت تلك الهياكل العظمية أن تلك المنطقة دُمرت بواسطة الزلزال قبل غزو المغول لينسابور بفترة قليلة، وقد كانت تلك المدينة المكان الذي عاش فيه كل من الشعراء؛ عمر الخيام، وفريد الدين عطَار.[٣]
أبرز المعالم السياحية في نيسابور
تضم مدينة نيسابور العديد من المعالم السياحية والأثرية، ومن أبرزها ما يأتي:[٤]
- قبر الشاعر فريد الدين عطَار: يقع قبر الشاعر الصوفي شيخ عطار في حديقة جميلة، وتعد مكانًا لركوب الخيل والعربات القادمة من مجمع قبر الشاعر عمر الخيام، ويتميز قبره بأنه صغير الحجم، ومزين بالبلاد، ويعود تاريخ الهيكل المكون للقبر إلى عام 1940م، وهو مُقام على موقع لضريح يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، كما يوجد داخل نفس المكان ضريحًا لمحمد غفاري؛ وهو من أوائل الرسامين الإيرانيين على الطراز الغربي.
- مبنى شاه عباس كارافانسراي: يقع هذا المبنى غرب ميدان الخيام، ويتميز بمنافذه المقوسة، إذ يتكون من سلسلة من المتاجر الصغيرة التي تبيع الآلات الموسيقية والحرف اليدوية وغيرها، كما يضم في الجزء الداخلي الغربي منه متحفًا أثريًا يحتوي على مجموعة واسعة من السيراميك الذي يعود إلى القرون الوسطى، بالإضافة إلى الأواني الزجاجية البدائية والمقابر القديمة، كما يضم متحفًا للحياة البرية، ونموذجًا تاريخيًا لنيسابور قبل حوالي 400 عام.
- منطقة دهكاده تشوبي: تقع تلك المنطقة على بعد يبلغ حوالي 10 كيلومترات شرق قبر عمر الخيام، وهي قرية تضم مجموعة من المباني ذات الأسطح الخشبية، والمبنية من الطوب اللين، وتضم القرية مسجدًا صغيرًا مزدوج له مئذنة، ويعد المسجد المركزي في المنطقة.
- مجمع قبر الشاعر عمر الخيام: يعود ضريح الشاعر عمر الخيام إلى سبعينيات القرن العشرين، وقد زُين ذلك القبر بكتابات بالخط العربي، بالإضافة إلى زخارف على شكل ألماس، ومغطى بالرخام المتقاطع، كما تضم المنطقة متحفًا يُدعى بمتحف الخيام.
- المتحف الأثري: يعرض هذا المتحف نموذجًا مكبرًا ثلاثي الأبعاد لخريطة مدينة نيسابور خلال القرن السابع عشر الميلادي، كما يعرض مواقع القبور فيها، بالإضافة إلى فخارات تعود إلى القرون الوسطى، والعديد من الأواني الزجاجية، والأخشاب المنحوتة وغيرها.
- متحف الحياة البرية: يقع هذا المتحف في الجزء الغربي من مبنى شاه عباس كارافانسراي، ويضم مجموعة من الطيور المحنطة، والحيوانات المحلية، بالإضافة إلى الحشرات والأفاعي، كما يوجد فيه زوجان من الأجنة البشرية المعبأة في زجاجات.
المراجع
- ^ أ ب ت Neyshābūr, "Neyshābūr"، britannica, Retrieved 8-7-2019. Edited.
- ↑ "Nishapur", encyclopedia, Retrieved 8-7-2019. Edited.
- ^ أ ب SMM (1-7-2018), "Shadyakh; Historical City Of Nishapur"، mydorna, Retrieved 8-7-2019. Edited.
- ↑ "Neishabur attractions", lonelyplanet, Retrieved 8-7-2019. Edited.