السياحة في إيران

إيران

تعني إيران في اللغة الفارسية جبلين نسبة إلى السلسلتين الجبليتين التي تحيط البلاد من جميع الاتجاهات، وهما سلسلة جبال زاغروس ودوماند البركانية، وتتوزع تضاريس إيران الداخلية ما بين السهول والمروج إلى الهضاب متوسطة الإرتفاع، وما يميز إيران تنوعها المناخي فيسودها المناخ القطبي في المنطقة الشمالية التي تتراكم بها الثلوج تراكمًا كثيفًا أثناء الشتاء، والمناخ الاستوائي في جنوب البلاد والمناخ المعتدل على الساحل البحري لقزوين، وهذا ما جعل منها بلادًا سياحية على طوال العام، وتتميز أيضًا بتنوع المصادر الإقتصادية للبلاد الموزعة ما بين الموارد الطبيعية للمعادن المختلفة، مثل: الكروم والكبريت الصافي والبترول والموارد الزراعية فأراضي إيران شديدة الخصوبة مناسبة لزراعة عدد كبير من المحصولات الزراعية، مثل العنب والزيتون والجوز الإيراني الشهير، ويتحدّث سكان الدولة اللغة الفارسية مع قليل من الإنجليزية، وبعضهم يتحدث اللغة الكردية، وقليل منهم ينطق باللغة الهندية البحتة، ومن الجدير ذكره أن أغلب السكان يعتنقون الدين الإسلامي بالطائفة الشيعية.^[١]

المدن السياحية في إيران

يستخدم سكان إيران عملة الريال الإيراني من أجل الشراء والبيع، وتقسم إداريًا إلى إحدى وثلاثين محافظة، وتعد هذه الدولة من أهم الدول السياحية في منطقة غرب آسيا، ومن أهم المدن السياحية داخلها ممثلة بالآتي:

مدينة طهران: تشكل العاصمة وقلب الدولة، وتعدّ من أبرز الواجهات السياحية في إيران بسبب تنوع الأماكن الأثرية والدينية والتاريخية داخلها الممثلة ببرج آرادي يتميز بشكله المعماري العريق وتصميمه الفريد من نوعه، إذ يدمج بين الحضارة الحديثة والمداخل الإسلامية المقوسة، ويحده من الأمام ساحة كبيرة مشيدًا به نافورة ضخمة ملونة واستخدم الإيرانيون في بنائه الأحجار الرخامية اللامعة ودعمه المهندسون بعدد من الأضواء المبهجة، ممّا أكسبه شكلًا فنيًا فريدًا من نوعه، وخاصةً في ساعات المساء فيقصده السياح ليلًا من أجل التقاط صورة تذكارية من أمامه، وإضافة إلى ذلك يحيط بالمكان مناطق مزروعة بزهرة التوليب الجميلة التي يستمتع السياح بالنظر إلى شكلها الجميل والتقاط الصور لها ولأوانيها الجذابة في فصل الربيع، وقصر كلستان مبنة عريق ترجع أصوله إلى القرن الخامس عشر يتكون شكله الجميل من مجموعة قصور متصلة ببعضها البعض، وما يميزه زخرفته الفنية الملونة الموزعة بين جدرانه وأرضياته الداخلية، ومسطحاته المائية الاصطناعية الجميلة المتنوعة ما بين البرك والنوافير والجداول الصغيرة، ويحتوي القصر أيضًا على مجموعة من الإستراحات الحجرية المرصعة بالفسيفساء الملونة، وحديقة الحيوان الإيرانية التي تحتوي بين أروقتها مجموعة من الحيوانات المفترسة والأليفة الجميلة التي يمكن أخذ صورة إلى جانبها والتعامل معها بطريقة مباشرة تحت إشراف أمهر المدربين على مستوى الدولة.^[٢]
مدينة أصفهان: تشبه في طريقة بنائها وتنظيمها مدينة إسطنبول وكوالالمبور وتتوزع بين أروقتها العديد من المناطق السياحية، أبرزها: جهل ستون بناء عريق مميز يرجه أصل بنائه إلى عصر ازدهار الدولة الإيرانية الذي يدعى بالعصر الصفوي، ويميز هذا المكان نقوش الجدران الملونة بزخارف زاهية تتخللها العديد من اللوحات الفنية التي تشكّل تاريخ معارك إيران في ذلك العصر، وتجسد من خلالها أيضًا صور وملامح الجنود والقادة الذين خاضوا الحروب التي دارت ما بين الدولة الصفوية والخلافة العثمانية في ذلك الوقت، ويتميز مسجد الشاه بضخامة قبته المزخرفة بزخارف ملونة بالأرزق والبني المنقوش عليها مجموعة من الآيات القرآنية، بالإضافة إلى ارتفاع مئذنته الكبير، ومن الجدير ذكره أن تشييد هذا المبنى يعود إلى القرن الحادي عشر، ويستطيع السائح ركوب التلفريك المفتوح الذي يتمكن من خلاله النظر والاستمتاع بالساحات والمروج الخضراء التي تتوزع في مدينة أصفهان، ومن المناطق السياحية أيضًا جسر الثلاث والثلاثين قوسًا، الذي يميزه بناؤه الإسلامي المكون من مجموعة من الأقواس المتلاصقة مع بعضها البعض بطريقة فنية جميلة، وقصر عالي قابو الذي كان الملوك والأرماء يقصدونه من أجل إقامة اللقاءات الدبلومسية بين أروقته الفخمة الجميلة المنقوشة بزخارف ملونة جميلة المظهر، ويتوزع على محيطه مجموعة من الأبواب المقوسة المشيدة باستخدام أنواع مميزة من الحجارة، وفي العصر الحالي توزعت على الغرف والبوابات المحيطه به عدد من المحلات التجارية التي تعرض من خلالها مجموعة من الصناعات التقليدية الإيرانية، أبرزها؛ السجاد المنقوش بألوان طبيعية والمنسوج بخيوط أصلية ذات جودة عالية.^[٣]
مدينة شيراز: تتميز شيراز بتداخل ما بين الطبيعة الجميلة والتاريخ العريق الموزع بين أروقتها، وأهم الوجهات السياحية التي تمتلكها؛ عتبة شاهجراغ الذي تُوَزّع على أروقتها مجموعة من القبور والنصب لعدد من أئمة الشيعة المزينة بطريقة مميزة، وقصر ساسان مبنى حجري مكون من عدد كبير من الأعمدة والقباب الموزعة بطريقة جميلة تجذب السياح إليها لالتقاط أجمل الصور على أعلى قممها، وداخل أسود مبناها الفريد من نوعه، ومقبرة يوسف السروستاني ويمثل الشيخ قدوة لطائفة الشيعة فيقصد أبناء الطائفة قبره من جميع أنحاء لأخذ بركته والاستمتاع بالتقاط الصور الجميلة بين طبقاته المشيدة بطريقة هندسية مميزة ترتكز على مجموعة أعمدة بارزة مزخرفة ومنقوشة بأشكالٍ فريدة من نوعها، وبازار سوق الوكيل من أجمل أسواق العالم على الإطلاق، إذ تتوزع بين أروقته مجموعة من المحلات التجارية المبنية بطريقة إسلامية ممثلة بمجموعة من القبب الملونة والزجاج المزخرف والممرات المقوسة، وهذا ما يجعل منه لوحة فنية رائعة، وحمام وكيل الذي يتميز ببنائه المعماري الجميل وأقواسه المييزة التي حافظت على عراقة أصلها منذ العصور القديمة، ويقصده السياح من أجل الاسترخاء بحمام بالماء الساخن والأحجار الكريمة، وحديقة إرم المميزة بتنوع النباتات المزروعة بها، وتقسيم أروقتها باستخدام عدد من البرك والشلالات المبنية بطريقة هندسية رائعة.^[٤]