مدينة قم
تعرف قم بأنها مدينة إيرانية تقع في شمال إيران بجانب الصحراء المالحة على بعد 92 ميلًا، أي 147 كيلومتر جنوب طهران،[١] ويبلغ عدد سكانها 900000 نسمة، وهذا يجعلها سابع أكبر مدينة في إيران التي يبلغ عدد سكانها 74،798،599 وتستقبل 2،034،000 سائح سنويًا،[٢] وتكمن أهمية قم بأنها كانت أحد أهم مراكز الطائفة الشيعية الإسلامية، ففي عام 816م في القرن الثامن توفيت السيدة فاطمة أخت الإمام علي الرضا وهو الإمام الثامن عند الطائفة الشيعية الاثني عشرية، فدفنت السيدة فاطمة بعد وفاتها في مدينة قم في إيران، وأصبح قبرها مزارًا للناس في القرن السابع عشرعندما بنى الحكام الصفويون ضريحًا له قبة ذهبية على قبر السيدة فاطمة أخت الإمام علي الرضا، وكذلك دفن الشاه عباس الثاني في مدينة قم في ضريح خاص مزين بـ 14 سجادة مصنوعة من الحرير الناعم، و كان ذلك في تاريخ 1666م بالإضافة الى وجود مجموعة من الأضرحة عددها خمسة معظمها يرجع إلى القرن الرابع عشر، وتتميز هذه الأضرحة بزخارف ذات ألوان رائعة ومتعددة، وتحتوي مدينة قم الحديثة على أكبر مدرسة، أو كلية دينية في البلاد إذ يمكن للطلاب التخصص في الشريعة الإسلامية والفلسفة والمنطق.[١]
وتطورت قم وأصبحت مركزًا صناعيًا حيويًا ويرجع ذلك جزئيًا إلى قربها من طهران، إذ إنها مركز إقليمي لتوزيع المنتجات البترولية، وخط أنابيب للغاز الطبيعي وخط أنابيب للنفط الخام الذي يخرج من طهران ويمر عبر قم إلى مصفاة عبادان على الخليج العربي، واكتسبت مدينة قم ازدهارًا إضافيًا عندما اكتشفت حقول النفط في سراجة بالقرب من المدينة في عام 1956، وبنيت مصفاة كبيرة بين قم وطهران، وبعد ما شهدته المدينة من تطور وما حظيت به من أهمية هاجر سكان الريف إلى هذه المدينة المتنامية، وبالتالي تسارع نموها الاقتصادي باستثمارات جديدة في صناعة النسيج وإنشاء الصناعات البتروكيماوية والإسمنتية وصناعة الطوب، وفي سبعينات القرن الماضي أنشئت العديد من السدود على الروافد العليا من نهر قم، وفي أعقاب الثورة الإسلامية في إيران في أوائل عام 1979 استسلم الجيش الإيراني للثورة الإسلامية الإيرانية، إذ كان آية الله روح الله الخميني الشخصية الرئيسية للثورة.[١]
السياحة في مدينة قم
يوجد في مدينة قم العديد من المناطق والمباني التراثية والطبيعية والسياحية التي تجذب الزائرين والسياح في إيران ومن ضمن هذه الآثار، حديقة صغيرة تقع شرق قم تضم ثلاث قبب؛ إذ يوجد فيها ثلاثة آثار تعود إلى القرن الثامن الهجري، ووفقًا لبعض النقوش فإنها مقابر لقادة قدامى كانوا في القرن الثامن الهجري، كما أن المدينة تملك على أراضيها ضريح السيدة فاطمة أخت الإمام علي الرضا وقد بني بجانب الضريح متحف يسمى متحف حضرة معصومة أو متحف ضريح فاطمة معصومة، وهو أحد المتاحف القديمة في إيران، وقد افتتح في عام 1925م، يتكون هذا المتحف من قاعتين كبيرتين مع أفاريز مصنوعة من البلاط الجميل ويعرض مجموعة رائعة وقيمة من القرآن الكريم المكتوب بخط اليد والعائد إلى القرن الثالث الهجري، وهي الفترة الزمنية التي حكم فيها الصفويون أو ما تسمى بالفترة الصفوية، ويُعرض فيه أيضًا السجاد والبسط التي وهبها الصفويون إلى ضريح السيدة فاطمة أخت الإمام علي الرضا.[٣]
وكذلك مدينة قم تضم نهر قمررود أو كما كان يُعرف في المقام الأول باسم نهر دربند، ويأخذ النهر المذكور مصدره في زارد كووه بختياري وبعد مسار طويل يتدفق إلى بحيرة سولت وبُني على النهر سد، ويتدفق نهر قمر رود داخل حدود العديد من البلدات ومنها قم ويُستفاد من مياه النهر في ريّ الأراضي الموجودة فيها، وبالإضافة إلى النهر كذلك توجد بحيرة تسمى بحيرة ناماك وهي جزء من بحيرة قديمة جفت حاليًا وأصبحت غنية بالمعادن التي ترسبت بسبب التبخر التدريجي، إذ تقع هذه البحيرة في جزء من صحراء إيران الملحية الموجودة في الشرق من قم، وتوجد هذه الصحراء المالحة وسط محافظات خراسان وسيستان وقم وأصفهان ويزد، ولا تحتوي بحيرة الملح على المياه إلا في أشهر الشتاء، وتشهد هذه المنطقة مناخًا جافًا للغاية، ويصل الفرق بين درجات الحرارة ليلًا ونهارًا حتى 70 درجة مئوية تقريبًا.[٣]
صحراء مدينة قم
يقع جزء من الحدود الشمالية والشرقية لمنطقة قم داخل القطاع الصحراوي، إذ تمتد الصحراء من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ويوجد منتزه كافير الوطني، وهو منتزه في صحراء قم، وهو مهم من الناحية السياحية أما من الناحية المناخية يمكن أن نقول أن المنطقة الصحراوية منطقة ممتعة لما يقارب ستة أشهر في السنة، إذ يمكن أن تشاهد في الليل منظر سماء الصحراء بمشهد لا يُنسى، بالإضافة إلى السراب الغامض، وتلال الأرض، والرمال السوداء والبيضاء و قشور الملح والمناظر الطبيعية الخلابة و الرائعة، بالإضافة إلى كل ذلك توجد آثار تاريخية مثل القوافل والقصور والقلاع وخزانات المياه والقنوات الجوفية (القنوات) ومواقع الحج التي تشير إلى وجود حياة بشرية من الماضي في المنطقة الصحراوية، وكذلك يوجد في الشمال الغربي من هذه الصحراء مرتفعات بركانية.[٣]
تأسيس مدينة قم
قم من الجانب التاريخي مختلفة في تأسيسها و نشأتها؛ إذ يعتقد بعض المؤرخون أن هذه المدينة تأسست قبل العصر الإسلامي، ويعتقد مؤرخون آخرون أن مدينة قم الإيرانية هي واحدة من أقدم المساكن في الهضبة الإيرانية، فمثلًا يعتقد المؤرخ الجغرافي اليعقوبي أنها واحدة من مدن ما قبل الإسلام، وعلى النقيض من ذلك؛ فإن بعض المؤرخين أمثال أبي دلف الخزرجي والساماني وأبي الفداء وياقوت الحموي يقولون أن وقت تأسيسها كان بعد الإسلام، وعلى الرغم من هذا الاختلاف بين المؤرخين على تأسيس هذه المدينة وتاريخها إلا أنه لا يوجد اختلاف بين المسلمين الشيعة على كون مدينة قم لها مكانة وقُدسية خاصة بسبب وجود ضريح السيدة فاطمة معصومة أخت الإمام الثامن علي الرضا وابنة الامام السابع موسى الكاظم، و تعد هذه المدينة ثاني أكبر مدينة مقدسة في إيران بعد مدينة مشهد.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت "Qom", britannic,24-1-2018، Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ "Travel to Qom, Iran from Texas", speaksheets, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Tourist attractions in QOM (city", .itto, Retrieved 14-12-2019. Edited.
- ↑ "Qom: Best of Qom, Iran Tourism – Iran Destination", irandestination, Retrieved 14-12-2019. Edited.